أزمة أخلاق
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

وصف النبي صلى الله عليه وسلم الأسواق بأنها شر البقاع إلى الله, وحذرنا منها منذ ذلك الزمان.. فكيف به لو رأى أسواقنا اليوم.. أسواق التبرج والسفور والخلاعة والميوعة؟.
إنها أحد الأماكن التي يدخلها الإنسان مخلفاً وراءه حياءه وعفافه رجلاً كان أو امرأة , وأخص بالذات النساء إلا ما رحم ربي.. ولقد رأيت في الأسواق الأخلاق تباع وبثمن بخس, فلا حياء, ولا أمانة, ولا صدق, ولا مروءة, ولا كرامة, ولن أكون مبالغة إذا ما وصفت السوق بـ"الكباريه" .

محلات الله يستر
وفي بعض محلات "البورنو" الخلاعة أعاذنا الله وإياكم منها رأيت ما لا شاشة تلفاز بثت ولا سينما عرضت ولا شبكات إنترنت تناقلت، وجدت ملابس المرأة الداخلية وملابس نومها معروضة بشكل يخدش الحياء, بل يقتله ويصلبه ويقطعه إرباً إرباً ويمسح به الأرض, والأدهى والأنكى هو إقبال النساء على اختيار أفضلها وآخر موضاتها وأجمل ألوانها وأرق أقمشتها وبمساعدة البائع في بعض الأحيان الذي يسارع إلى عرض أفضل ما عنده قائلاً: هذا مريح.. وهذا واسع.. وهذا على مقاسك, خصوصاً إذا كانت الزبونة عروس
والعجيب أن تشترك في ذلك العيب المحجبة والمتبرجة والمنقبة والسافرة وبنت الريف وبنت المدينة, وكأن البائع ليس رجلاً, وكأن الله قد أحل في السوق ما حرم.. وياحياءاااه.

يا ورد ياكاذي
وفي محل بيع العطور- الطامة الكبرى- فلا تدخله امرأة إلا وتخرج مثقلة بغضب الرحمن, فلا بد أنها ستضع بعضاً من العطر على يديها حتى تستطيع أن تتعرف على رائحته.. إضافة إلى المحل التي تفوح منه روائح البخور والعود.. وما أجرأها وهي تقول للبائع بخضوع ولين: لو سمحت هات لي عطر "يا عمري", وما أجرأها وهي تطلب عطر "أنت وحدك حبيبي" و "أنا وأنت وبس", وما أجرأها وهي تخرج كفيها وعلى أصابعها خواتم الذهب والفضة ونقش الحناء وعلى سواعدها الأسوار, ويا فرحة "زلنبور" في سوق العطور.. (زلنبور اسم شيطان السوق).

مسخ
وفي الأسواق ترى شباباً أشبه بالمسخ، لا تدري رجالاً أم نساء- بشر أم ....! لا هم لهم ولا عمل سوى ملاحقة الفتيات وعرض أزيائهم التي لا تختلف أبداً عن أزياء وملابس النساء وبقصات شعر عجيبة, ولا حول ولا قوة إلا بالله واستغفر الله العظيم ولا نملك سوى أن نتساءل: بالله عليكم أهؤلاء رجال..؟!
ما بين البائع والمشتري
ومن أجل إنفاق سلعته، تجد البائع يحلف أيماناً مغلظة، مؤكداً أن بضاعته ليست موجودة في السوق وأنك لن تجدها بمثل هذا السعر مطلقاً, ويكذب المشتري تلك الأيمان وينقضها بأيمان مغلظة بأنه اشترى مثلها وبسعر أقل.. "وما بين البائع والمشتري يجب تنزيه الله عن مثل هذه الأيمان الكاذبة".
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
وكيل آدم على ذريته
alkabily@hotmail.c0m
في السبت 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 03:15:44 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=62827