بالحب ولا سواه يكون خليجي "20"
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

نعم لا شيء سوى الحب هنا في يمن المحبة وفي عدن "ثغر اليمن الباسم" ، ولا تقولوا ثغر المحيط ولا أجمل من سنغافورة ، ولكن كونوا واقعيين قليلاً ، فالكثير من المتمصلحين نام واستيقظ على حدث بحجم خليجي 20 وعلى الفور استعار أحد الأعلام وانطلق إلى ملعب التمرين قبل أن تصل حتى الوفود المشاركة وطبعا قال عشان يعمل بروفة للتشجيع ، ويا للشماتة .

عشاق الوطن كثير وأكثرهم عشاق المنتخب الوطني ولأنه يحمل أسمى المعاني التي نعجز عن البوح بها في زمن يجيد فيه آخرون كتابة كل المشاعر ولا أدري هل صحيح أن كل الأعمال التي حين تجد الناس يتكلمون عنها فاعلم أنها انتهت أو اختفت ولم يبق من الأفعال سوى الأقوال.. وهذا ماجعلني أتحسر وأنا أشاهد إحدى الفيديوهات الدعائية لبطولة خليجي 20 وفيه بعض الشباب الخليجيين يقومون بالبحث عن المطاعم والدنيا زحمة وكأننا رجعنا في بكين أو في مومباي ويجدون شباب يمثلون الكرم اليمني والذي ضاع في وجوه الكثير وحتى ممن تقلدوا مناصب إعلامية وطلبوا عمل مثل هذه "البانوراما" ليجسد الكرم في مشاهد مع العمل الذي اختفى في قلوب الكثير وهم أولهم ، وكان عليهم بالأحرى ترك الهبش في كل فرصة سانحة ولا اكبر من فرصة أن وفود الاستقبال في مطار عدن الدولي بالأمس كانت تفوق عدد كل الوفود التي ستشارك مجتمعة وليس فرادى ، وليتهم تركوا المجال للمواطنين ممن يهمهم بالفعل شيء اسمه عشق كرة القدم ومحبة الإخوان ، وليس ممن يحاولون البحث عن استثمارات ولو عن طريق الملاهي والمراقص والبارات.

أهلا خليجي20 بكل الحب ، انتظرناك طويلاً، وحلمنا كثيراً حتى كنا في لحظة نحس أن الأحلام تتحول إلى سراب ولم نعد ندري ، واليوم هنا عدن عروس الوطن تكتسي حلة الحب بأهلها الطيبين وملائكة القلوب التي عمرتها وليس التي تسعى لسرقة كل شبر يتبقى لمسكين يحاول أن يبحث عن رزق أولاده في سائلة عدن أو في كشك قريب من أراضي المناطق الحرة والتي تساوي ربع مساحة إمارة دبي ، أو عن متقاعد يجري بحثاً عن خمسة آلاف ريال قبل أن يتم خصم حق الكاتب والمراسل والمراقب واللجنة ، وأهلاً خليجي 20 فلربما نجد البسمة في شفاه الكثير من أبناء اليمن التعيس ، ولو لثوان قليلة .

أهلا خليجي 20 بالحب نرحب بكل الأحبة ، ونشد على أيادي العيون الساهرة بالعمل على المحافظة على جمال التنظيم لأن الأخوان الأشقاء برغم أنهم يسمعون عنا كل شيء إلا اعتقد أن البعض لا يدري كيف هي تصرفات بعض الأشاوس في معالجة مشكلة بسيطة ، وعادي مادام هناك حكماً قبلياً ولو اخطينا على المواطن نحكّمه والجاه عيب يرجع والهَجَر ما يبزّه الا قليل أصل ، وكله أيضاً حاااااصل.

وعلى أجمل مواعيد اللقاء يطيب لنا اللقاء بالاحبة ، وحتى ان لم نكن نحن شخصيا نرحب بكل ضيف فيكفي أن مسؤولينا هم ولاة الأمور وكل وزير مسؤول عن موزوريه وكل مدير مسؤول وينوب عمن يديرهم ويعني هم يمثلوا الشعب بالتأكيد ، ولكن الله اعلم يمكن شعب المريخ أو يمكن شعب "كوالالامبور" أو يمكن دولة (تسفرانيا) اللي محّد سمع عنها إلا أنا بس ومن خلال اللحظة التي كتبت فيها مقالي هذا.

 فأهلاً بكل الأشقاء وأهلاً بكل الأحباب وأهلاً ومرحباً بكم على بساط الحب وفي دار الأصالة وبين إخوانكم وأحبابكم شعب اليمن الحبيب ، وترحيب خاص يتمثل بتواجد رئيس الجمهورية على أعلى مستوى التمثيل والاهتمام الذي توليه القيادة لهذا الحدث وبتواجد الزعيم شخصيا من اجل ان يقص شريط الافتتاح ، ونسأل الله ان يلهمه التوفيق والشجاعة من أجل قص أيادي العابثين الذين يتسابقون إلى كل محفل من أجل الحصول على مقابل وبدلات السفر وبدلات التخزين وبدلات التشجيع والتجشيع وبدل الإجازة التي صاحبة سبلة العيد.

 وكأن اغلب الموظفين أو المسؤولين يريدون أن يكون على مستوى الحدث فتركوا الوزارات والمرافق والمكاتب وتوجهوا إلى عدن وبأمر من المدير الذي يعليه منصبا وهكذا وصولا الى الوزراء من أجل حضور خليجي 20 وكأنهم لا يعرفون أن عدد العاطلين في الشعب يفوق عدد الذين هم موظفين وصدقوني يكفي بس نعطي وعناية وشوية اهتمام لبعض الشباب ممن لم يتحصلوا على وظيفة والذين هم عاطلين وهم رياضيين حتى النخاع من ابناء محافظة عدن وأنا أضمن لكم شخصيا نجاح البطولة 100% وبحضور جماهيري يفوق كل التوقعات وكل المحللين ويجعل للبطولة مذاقاً آخراً ، ومافي داعي لتطويل سبلة العيد المحرمة على الموظفين الصغار والواجبة للموظفين الكبار وأصحاب الكروش والسيارات اللماعة والمرافقين وتعطيل مصالح الناس وكله عشان خليجي، وكأن اليمن فعلا بخير يا سيادة ...... ، لأن إقامة خليجي20 دليل على ذلك ، أو اعتقد أن خليجي "20" سيقوم بصرف راتب لكل موظف ووجبة لكل مشجع ومكافأة لكل مطبل ، وكيس قمح لكل أسرة ، وفي هذه الحالة فقط سنقول صدقت ، الآن نحن أن إقامة البطولة تعني أننا بخير ، أم هل ياترى هو يقصد باليمن مكاناً أخر غير هذا المكان؟ الله اعلم فقد الله تعالى (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)صدق الله العظيم .

أخيراً كم تمنيت أن أستلف سيارة أحد الأصدقاء من اجل التوجه إلى عدن والمشاركة الفرحة الكبرى ولكن على غير العادة قالوا لي السيارة مثل ..... محّد يعيرها ، ولو أني أعرت سيارتي من شهر رجب وإلى الآن وهي في العناية المركزة وأنا كل مشاويري (رِجْل) الله يكرمكم .

مرسى القلم:

حيّي الضيوف وهات كأس الكوره *** رايتـْك يا شعب اليمن منصوووره .

a.mo.h@hotmail.com

  
في الإثنين 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 02:26:30 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=62842