البرد والقات وخليجي20
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي


 

برغم مرارة الفشل الذريع الذي حققه منتخبنا الوطني بخروجه المبكر من منافسات خليجي20والذي لم يشفع له لا الأرض ولا الجمهور ولا المسؤولون ولا المشجعون ولا المطبلون الذين يقولون أن لم ينجح المنتخب في البطولة فكافي إن اليمن نجحت في الاستضافة ، وحقيقة لا ادري ما هو الفشل ، لكي نستطيع أن نعتبر هذا نجاحا.


كأننا لم نكتف حين نفرد إخبار نشرة الرئيسية لقراءة مقال كتبه أحدهم ، وكأن الأخبار اختفت من الساحة ولم يتبق إلا ماقا له الآخرون عن البطولة ، هذه الاستضافة التي لم ولن ينكرها أحد، بل وإن الكرم على غير العادة كان بإكرام الوفود والجمهور والمشاهدين واللاعبين ووجيه القبائل حتى بهزيمتنا في عقر دارنا وبنتائج كلها مذلة ولا تستحق حتى الذكر.

وبما أن البطولة انطلقت في الوقت الذي بدأ فيه موسم البرد في أمانة العاصمة واغلب محافظات الجمهورية ، وكما تعلمون أن للقات مذاق آخر مع البطولة ومع المباريات إلا أن هذه المرة كان القات والذي تجاوز عادة سقف الالفين ريال لتخزينة مواطن واحد في يوم واحد ولغير الموظفين وإنما من فئة العاطلين أصبح طعمه مريرا وجعل من كوابيس الطفر والفقر تصاحب المخزن حتى وهو مخزن حين يشاهد أداء المنتخب اليمني الهزيل ويتجرع مرارة الهزيمة تلو الأخرى.

إذا متى تنتهي فعاليات البطولة ونتجه إلى الكتابة في غير هذا ، ولسنا نشمت أبداً إلا على ما يستحق الكلام فيه وليت احدهم عمل بقليل من حفظ ماء الوجه المهدر سلفا ولو بتقديم استقالة صورة ، ولو حياء من رمز الوطن والذي حضر شخصيا وافتتح فعاليات البطولة وكان متواجدا على المنصة الرئيسية والتي لا تعني للبعض من مسؤولينا شيئا، لأن قيمة الإنسان لم تعد تعني لهم شيئا وهذا ما يعانيه المواطن في وطنه وعلى تراب بلاده وإذا ما خرج وعاد فله هنا مكانة أخرى ولن يعترف أحد بحكمة القيادة أو سياسية بعض الأشخاص الذين تولوا بعض المناصب في بلادنا إلا بعد رحيلهم وإلا بعد أن تصلنا عنهم الإشادة من الآخرين ومن خارج الحدود.

إذا كان القات هو الخبر حيث آذ قفزت معدلات ما ينفقه المواطن على القات يوميا (وأنا أتحدث عن المواطن وليس عن أصحاب الجيوب الكبيرة والمسؤولين) من معدلات 500ريال أو 400ريال إلى أكثر من 1500ريال وتصل أحياناً إلى 2000ريال ، وفوق هذا سمعنا التصاريح بأن التخازين ستكون فعلا على نفقة المواطن من اجل الاستمتاع بأداء القهر والغلب حتى شاب نصف المواطنين وهم يشاهدون مباريات منتخب العجز والفشل ، وشكراً لكم لأنكم عملتم على اختصار أعمارنا بدلا من تطويلها في مرارة الحياة التي توليتم أمرنا فيها.

ومع ثلاثية البرد والقات وخليجي 20 عشرين حصلنا على ما معدلة ثلاثة أهداف بكل مبارة والنتيجة تسعة أهداف في ثلاث مباريات ، وخروج مبكر وسكوت مذل ولا احد يتكلم ولا يقول كلمة ، ولعلنا من الآن سنتوجه لتشجيع المنتخبات التي تعودنا على تشجعيها في كل مرة.

لعلها تكون فرصة اكبر من اجل أن نعلم بعض الضيوف كيف نحترق وقت مشاهدة المباراة وسرعان ما ينتهي هذا الإحساس ويتحول إلى غضب مؤقت لا يتعدى الساعة ومن ثم نعود للتفكير بمصروف البيت والإيجار وقيمة قات بكره وهذا تكون الحياة ولا جديد سوى أننا محلك سر.

مرسى القلم:

روح ابتعد مالك على قلبي أمر          

          وما عاد لك ذكرى ولا بروحي شريك

وماني على كيفك ويكفيني قهر          

          وما عادني مملوك وما عادك مليك

في وقت أنا احتاجك وماالقى اثر          

          أتعبت أيامي وأنا اجري عليك

حتى مكانك كان من فوق النظر          

          واليوم تحسبني اجيك وأرتجيك

غلطان يا خلّي لأنك مو بشر          

          حاولت ترميني وأنا قلبي يبيك

روح ابتعد ما عادلي منك وطر          

          يمكن أنا بالغت في شوقي إليك

مالك مكان بخاطري لا تعتذر          

          أرضيت عذالي بيوم اللي اجيك

روح ابتعد ماني بوعدك منتظر          

          وماني حبيب لا ولا قلبي يبيك.

a.mo.h@hotmail.com

  
في الثلاثاء 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 04:17:59 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=62930