نهائي أزرق/أخضر بمدرجات حمراء
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي


سيسدل الستار اليوم على النهائي المرتقب بين الأزرق الكويتي وشقيقه الأخضر السعودي في مباراة البحث عن الغاية حيث يسعى الأزرق لأن تكون العاشرة فيما يريدها الأخضر رابعة تضاف إلى قائمة بطولاته والتي غاب عن منصات التتويج فيها في أخر ثلاث جولات ماضية .
ستكون مدرجات الملعب مكتظة بعشاق الأحمر اليمني ولأن الجمهور هو فاكهة البطولة فان هذه البطولة تميزت كثيرا وبالأخص من جانب الجمهور اليمني العاشق لكرة القدم والذي لا يلاقي الإحسان أبداً عملا بقوله تعالى (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، ولكن هو يحسن أخلاقه وروحه الرياضية ويكون أول الحاضرين وأخر المشكورين وأخر من يعيره المسؤولون اهتماما ، والدليل على ذلك ما حصل من مهزلة كروية من قبل منتخب تم إنفاق ما يساوي ميزانية دولة بأكملها من اجل إعداده وإعداد متطلبات ظهوره - الظهور المشرف - وبالأخر يقولون لك والله عملنا كل اللي باستطاعتنا ، ولو كان الأجدر بنا البحث عن أي منتخب ولو على طريقة تجميع قطع السيارات وتركيبها والفخر والاعتزاز بمنتخب لم يدرس اليمن في جيوبنا ولا في بطوننا وإنما يلعب وهو يعي تماما لماذا يلعب وماذا يقدم وكيف يقدم ؟؟.
نهائي الحلم المنتظر والذي كان حلما لكل أبناء الشعب بإقامة خليجي"20" على تراب وطنه وعلى محافظتي عدن وأبين والتي اثبت أبناؤها أنهم فعلاً رياضيون يعرفون ما يتوجب تقديمه من إكرام للضيف وتشريفا للمشاركة وحضورا لافتاً كسر كل المقاييس السابقة في المشاركة .
لعل ما كان من الجميل والذي يستحق الإشادة به هو مدى حب الجمهور لهذا الحدث والمشاركة فيه وبرغم الأصوات النشاز سواء من الداخل أو الخارج والتي كانت تدعو مرارا وتكرارا لمقاطعة هذا الحدث الرياضي الكبير ، إلا أنني استغرب على البعض ومنهم المسؤولين ووسائل الإعلام الحكومية في تخصيص أوقاتها للإشادة بالنجاح الذي حققته بلادنا في هذه الاستضافة وقراءة ما قاله الآخرون وما كتبه الآخرون وحتى ما كان ينوي الآخرين قوله وقد وجد هؤلاء المسؤولين الفرصة من أجل الاستفادة من هذا الحدث ولو من باب صلوا على الميت الحاضر وهو اقرب مناسبة منتظرة وهي الانتخابات من اجل تخصيص الكلام والاستفادة من الكم الهائل في توجيه الكلام إليهم وأتذكر مقالة عجيبة قالها "نابليون بونابرت" يوما من الأيام (انه لمن المعقول أن ترى جملاً يمر خلال خرم ابره من أن ترى رجلا يكتشف من خلال الجماهير ومسيراتهم) وهذه المقولة صعبة على الكثير ولكنها أسرع من المفهومية لدى الأكثر لأنه في ديننا الحنيف نقرأ في كتاب الله قوله تعالى ( ولايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) هكذا قرأه الجمهور وفسروه بأنه البعير قال بن مسعود هو الجمل بن الناقة وفي رواية زوج الناقة وقال الحسن البصري حتى يدخل البعير في خرق الإبرة وكذا قال أبو العالية والضحاك وكذا روى علي بن أبي طلحة والعوفي عن بن عباس وقال مجاهد وعكرمة عن بن عباس أنه كان يقرؤها يلج الجمل في سم الخياط بضم الجيم وتشديد الميم يعني الحبل الغليظ في خرم الإبرة وهذا اختيار سعيد بن جبير وفي رواية أنه قرأ حتى يلج الجمل يعني قلوس السفن وهي الحبال الغلاظ.
إذا هنا تصوير بليغ للمستحيل الذي يحاول البعض أن يعيده علينا وان يكرره في مسامعنا من أن المستحيل ممكن وما أكثر الأغبياء في هذا الزمن وأكثر منهم الحمقى ومن يبحثون عن كيس قمح وقطمة رز وقطمة سكر في رمضان ويحسبون الدنيا بخير وبالروح بالدم نفديك ياكعبول .
دعونا نكمل هذه الاحتفالية الخاصة والتي لم تأخذها مننا فرحة فوز دولة قطر بحق استضافة وتنظيم مونديال 2022م ولأننا المعنيين أولا وأخيرا بإنجاح هذا الحدث فان جماهير الأحمر اليمني ستكون هي الحصان الأسود وإن غاب المنتخب الأحمر عن المنافسة منذ الوهلة الأولى بسبب مليون ومائتي ألف يورو من حق بلاد اليورو واللي صرفه دولار ونص يخطط وهو زعلان ويلعب وهو زعلان وطبعا النتيجة أربعة زائد اثنين زائد ثلاثة ، وبالمقابل حققنا أغلى هدف في تاريخ كرة القدم حين كان بمليار دولار من اجل الظهور المشرف وفوقها ثلاثة مليون مكافأة وتستاهل يا "أكرم الصلوي" ولعلنا نتذكر لقاءك بفخامة الزعيم يوم إن كنت في منتخب الأمل حين أضعت ضربة الجزاء في النهائي (نهائي آسيا _للناشئين) أمام كوريا الجنوبية ويومها تلقيت إشادة خاصة من أعلى هرم في الدولة واليوم أنت فقط من سجل الهدف وكأن جميع لاعبي المنتخب يحتاجون فرداً فردا نفر نفر لمثل هذه التوصيات عشان يمكن يجي عام 2030م وواحد فيهم يقدر يسجل هدف ولو بالخطأ في مرماه .
هنا سنتوقف عن التكهنات ولو أنني أتمناها للأزرق الكويتي فالتنافس حق مشروع للجميع وللجميع الحق في أن يطمح وينافس ويفوز باللقب (باستثناء منتخبنا) لأنه لا يوجد شيء في قاموسنا اسمه الواقع والتخطيط ، هم يتكلمون فقط عن الإمكانيات وهذه الدورة كان المنتخب اليمني أكثر المنتخبات إعداداً وإكراما وصرفيات وفلوس ونهب النهب ويا قلبي لا تحزن.
مرسى القلم:
اليوم هذا باختتام الجوله *** منهو ينافس للبطوله على الكاس
مرّت كذا كالطيف مرّ هجوله *** تشتد اعصاب المشجع والانفاس
ياهو يجيب الجول ويمسي جوله*** واحنا نبارك للبطل شامخ الساس.
a.mo.h@hotmail.com

في الأحد 05 ديسمبر-كانون الأول 2010 01:54:49 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=62971