اقتناص الفرص
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

حين يصبح الحديث عن الإنسانية وحقوق الإنسان فرصة للبعض من اجل اقتناصها والظهور أمام البعض ليظهر مدى محبته لإنسان ما ومدافعته عنه والعمل من اجل حمايته وهو في الحقيقة يظهر مدى كرهه وحقده على وطن بأكمله، فهل هذا يستحق منا مثلا بعض الاهتمام؟

وعندما تكون المنظمات الحقوقية في أيادي البعض ممن ينسبون أنفسهم للديمقراطية لأهداف شخصية ويقومون بالتشهير بهذا وقذف هذا وهم أول من يتهافتون على أقرب وليمة سواء كانت سياسية أو حتى اجتماعية أو حتى عاقل حارة رزقه الله بمولود وقام بعمل عقيقة .

في كثير من الأحيان تجد بعض الأشخاص أو بعض الفتيات اللاتي من المفروض أن يكملن تعليمهن الجامعي أو على اقل تقدير من حصلن على وظيفة لأننا جميعا نعرف أن «النساء أولاً» والبني آدميين هم آخراً وأخيراً والسبب قالوا أن البنت تحفظ أحسن من الولد، ولديها مؤهلات علمية تجعل من حقها الحصول على أي وظيفة وتبدأ معها مشوار التحرر كما يقال .

هذا التحرر والذي يتمثل أحيانا في خروج بعض الحقوقيات للتظاهر والمسيرات من اجل كاميرا تصوير تم احتجازها ولكن بمسمى آخر وهو «مهجرو الجعاشن» أو «مشردو فلسطين» أو حتى مسجونو النظام السوري ، ويا للعجب كأن الوطن لم يعد فيه شيء من مشاكله ومآسيه ولم يتبق إلا التظاهر والمسيرات من اجل حقوق الأغنام والأبقار الهولندية التي تضررت وأصيبت بالاكتئاب جراء استحواذ الألبان الصناعية على الحصة الأكبر في الأسواق العالمية وخلّوا الزبادي ينفعكم .

من هنا يظهر لنا جليا مقدار الغايات الشخصية التي يرسم لها البعض والتي عادة ما تكون متمثلة في الحصول على وظيفة أو إكرامية أو تحسين مستوى معيشي بطريقة أو بأخرى وهذا ما يجعل من المسألة كلها مهزلة في مهزلة للأسف .

وإذا الكلام لا يجدي نفعا مع البعض إلا أن بعضهم يستفيد كثيرا من خلال انتهاز اقرب فرصة من اجل التعبير عن حقه كما يقال ولعل ابسط مثال أن تجد شخص يسمع الأغاني بطريقة مستفزة ويقول لك من حقه ولما تسال احدهم فيجيبك انه من حقه أن يعبر عن شعوره، إذاً ماذا لو عبّر كل شخص عن شعور، ألن يتحول المجتمع إلى فوضى عارمة لأن هذا يريد وهذا لا يريد ونترك القيادات والانتخابات والتعيين والمناصب وكل واحد يوقع رئيس جمهورية نفسه وعليها لوما يكتب الله الأجل ويرحمنا بالموت والموت راحة لنا من كل إثم .

إلى هنا والبعض لا يدري ما أقول وماذا اعني ولكن بالمقابل لكل شيء مقابل أو ضد أو رديف فمنهم من يعرف تماما انه خرج من اجل مسيرة حقوقية وأبوه مخزن عند المسؤول فلان الفلاني وفي مجلس واحد وهو يتظاهر في الشارع ضد هذا المسؤول الفاسد وشلته الفاسدين وخبرته وأصحابه والمخزنين معه ونسى أن أباه ضمن المذكورين آنفاً .

ولعله ينتظر كل عبارات المدح والثناء من الآخرين بأنه أو إنها من الحقوقيين الذين وهبوا حياتهم من اجل نصرة الشعب الايرلندي اقصد الشعب اليمني أو الباكستاني أو الهندي وهو يتظاهر من اجل قانون مستحدث لا يمت إلى واقعنا المعاش بشيء .

بالله عليكم هل سمعتم بمنظمات حقوقية تدافع عن المواطن المسكين بدلا من عمل التشهير التي تستخدمه بعض الأقلام الإعلامية أو الأشخاص الغير معنيين بشيء سوى مصالحهم الخاصة ؟ وهل بالفعل هناك من يعمل من اجل حقوق هذا الشعب المغلوب على أمره وكل من قال كلمة حق في وجه باطل لم يرد بها إلا باطل فقط واسألوا التاريخ والأحداث والوكالات الإخبارية والوزارات التي تقلد البعض إدارتها ممكن كانوا من ابرز المعارضين والذين جعلونا نعتقد لوهلة إنهم بالفعل يتكلمون بلسان المساكين والضعفاء والمستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها .

ختاما أتمنى أن لا يعتقد احد أنني ممن ينصبون أنفسهم للدفاع عن المساكين لأنني بشر ضعيف اسقط في اقرب فرصة أجدها من اجل وظيفة حتى وإن كانت حارس لعمارة ولكن احمد الله أنني لم احمل سوى شهادتي الثانوية والتي اكتفيت بها ولم اعد اطمح لشيء يتعلق بشيء اسمه وظيفة أو توظيف أو حتى شيء من هذا القبيل، كما أحاول أن أبقى أنا فقط مجرد مواطن حتى وان كان بلا وطن ، فقط يكفيني أنني سأظل أحمل صفة مواطن من مواطني الكرة الأرضية وعربي يفتخر بكل ما هو عربي أصيل وليس بكل ما هو عربي دخيل، ونسأل الله لنا ولكم العفو والعافية والتوفيق لما يحبه ويرضاه، ودمتم سالمين .

مرسى القلم :

كـِـبر هذا الكون

أنا العاشق وأنا المفتون

فؤادي بحبها مسكون

بأغلا أم في الدنيا

غلاها كِبر هذا الكون

أجيها للرضى قاصد

بروحي عشقها الخالد

غلاها والغلا وايد

لاقي في دعاها العون

وتحت اقدامها الجنه

سناها يشافيَ الونـّه

أبد مالي غنى عنه

وعمري لجلها ويهون

تدافع عني لو أبطيت

وتسامحني إذا أخطيت

نداها دوم أنا لبّــيت

إذا تأمر علي وتمون

هواها يملأ آفاقي

معاها تطفى أشواقي

فداها العمر لو باقي

كذا لعيونها وتــمون

a.mo.h@hotmail.com


في الخميس 23 ديسمبر-كانون الأول 2010 12:07:33 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63144