تونس .. أي شعب مثل شعبك
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

عرضت القنوات الأخبارية صوراً لبعض التونسيين وهم يمزقون ويكسرون صورا للزعيم المخلوع بن علي كانت معلقة على جدران منازلهم الداخلية والخارجية وسط تصفيق وتصفير، قلت في نفسي ولماذا علقتموها أصلاً؟؟
حينها تذكرت قصة أحد قياصرة الروم عندما اعتلى سدة الحكم وقد حُكم عليه في السابق بالإعدام ورأى الجماهير من شرفة قصره قادمة تبارك له وقد كانت تلعنه في السابق قال: " أهلاً بالمصفقين لكل منتصر".
 وأردت أن اذكر الحكام والقادة بقول القائد الفرنسي الكبير " نابليون بونابرت" لقواده " لا تخدعوا أنفسكم ، فالعامة لا ينصرون قضية" أي لا تفرحوا بتصفيقهم وتهليلهم ولا تغركم قصائدهم وأناشيدهم، و قد رأينا صدام

رحمه الله قبل دخول القوات الأميركية إلى بغداد وهو يُحمل على الأعناق في الشارع والعرب يهللون "فخر العرب صدام.. بعده وهو قدام"، وبعد أيام من ذلك رأيناهم يدوسون صوره بالأرجل ويُصفعون تمثاله بالأحذية

وينعتوه بالطاغية.
ولعل تلك العناصر التي عرضتها القنوات في الشعب التونسي قليلة جداً وحالات نادرة وشاذة على الشعب الأبي، فالشعب التونسي هو الشعب الوحيد الذي ناقض القاعدة القائلة إن العامة وجماهير الناس لا ينصرون قضية، شعب

تونس الأبي الذي غير التاريخ, وانتصر لقضيته بل ولقضية الأمة جمعاء.
الشعب التونسي الذي هب من تلقاء نفسه لم تحركه معارضة لتستخدمه وسيلة ومطية لاعتلاء الحكم ,
 ولم تسيره قوى خارجية ولم ينقسم على نفسه وكانوا يداً واحدة, وعلى قلب رجل واحد, و لم يسمحوا للسياسة أن تفرقهم أحزاب وشيع وطوائف.
 الشعب التونسي الذي أزاح ظلم الطاغية ولم يكتف بذلك بل هب لحماية ممتلكاته العامة والخاصة وكون فرق شعبية لحماية الأحياء وسكانها.. عن أي شعب نتحدث وعن أي بشر نكتب؟
وأي ثورة سيسجلها التاريخ ؟
أنه فعلا شعب المعجزات .. فشكراً لك أيها الشعب العظيم.. نحبك ونحترمك ونجلك برشة برشـة.
 
 ما ينفعه هاجس الناس:
 دعت المعارضة في بعض البلدان العربية الشعوب للخروج للشارع, محاكاة لما حدث في تونس
وأنا أقول لهم شعب تونس لم يخرجه أحد, وأنما خرج من تلقاء نفسه والمثل اليمني يقول:" ذي ما هاجسه من فؤاده ,, ما ينفعه هاجس الناس".

سؤال بلا إجابة:
 من يمثل الشارع في حكومة الوحدة الوطنية؟
هذا سؤال طرحته قناة الجزيرة في برنامجها حصاد اليوم وكان سؤلاً وجيهاً، فمن سيمثل هذا الشارع ومن سيمثل المستقلين بعد اتفاق السياسيين, وهل ستتقاسم قوى الأحزاب السياسية ـ التي وقفت موقف المتفرج من الأحداث ـ

الكعكة التي طبخها التونسيون في شوارعهم و هل سيخرجون من المولد بلا حمص؟؟

إضاءة:
 يقول مصطفى السباعي : " كبرياء الطغاة من ذلة الشعب وحياتهم من موته "
 " وأكبر عقاب للأمة المتخاذلة وجود الطاغية بينهم ".
 
لافتة:
يعوي الكلب .. إن أوجعه الضرب
فلما لا يصحوا الشعب.. وعلى فمه ينهض كلب
وعلى دمه يقعي الكلب
حق علينا السيف.. وحق الضرب
لا ذنب لنا.. لا ذنب لنا.. نحن الذنب
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
 alkabily@hotmail.com
في الخميس 20 يناير-كانون الثاني 2011 02:29:51 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63365