قالوا ما تشرفت
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

مدخل:
لا تستغربوا فالواقع هو واقع المستوى الثقافي والوعي الوطني والعلمي وحتى مجرد قليل من التفكير هو ما يجعل رئيس أعلى سلطة برلمانية في بلادنا يقول "الثورة المصرية لا تشرف الشعب المصري.. ولا أدري عن أي شعب يتكلم هل يقصد به شعب العرطة مثل شعبنا أم الشعب اللي هو أصلاً من مصر وجالس هذه الأيام يأخذ فترة نقاهة في كوكب زحل ، أم ماذا يا سادة العقول؟؟
تأريخ ومجد:
هو تأريخ ومجد تخلده سطور الزمن ، هذا هو عنوان ثورة الشباب التي قامت في مصر وشرّفت الأمة العربية وجعلتها لأول مرة تعكس للعالم أجمع أن العرب شعب متحضر ، وتبا للأغبياء وتوائم الكراسي حتى وإن كان كرسي مدير مدرسة أو مدير مركز تعليمي سيموت إن تم فصله عن توأمه وإن كان عشق الكراسي أصبح إلى درجة الموت وما دونه الموت .
هل تعرفون:
حقيقة تكمن أهمية الثورة المصرية بأن ستنتصر ولو لمرة واحدة في حياتنا للأشقاء الفلسطينيين ولجرح العرب الدامي للقدس ، لمناضلي ومحاصري غزة ، لكل الأيتام والثكالى والمعوقين والأسرى الفلسطينيين ويجعل مسالة التفاوض بطريقة جديدة وإلا فالأسوار ستهدم والأنفاق ستضاعف والمؤنات والدعم سيتضاعف أضعافاً مضاعفة وابشري بالنصر قريبا فلسطين الحبيبة فالموعد اقترب كثيراً ولم يبق إلا بعض الحمقى والى مزبلة التاريخ لا محالة.
شباب واعي:
بالأمس التقطت عدسات الفضائية صور الشباب المصري يقوم بغسل ميدان تحرير القاهرة بالماء والمنظفات وهم مجموعات كالتي كانت بالأمس القريب تتظاهر هنا وتدعو إلى رحيل المفسدين من نهبوا وطنا بأكمله وصدروا ثروات البلاد للعدو وبسعر زهيد وبخس ،هم من جعلوا بينهم وبين الشعب مليون حاجز وحاجب ، وجعلوا الولاء للأقرباء والأشقياء من الغلابى لهم البحث والبطالة والشحاتة وفوق هذا وذاك فرق مكافة الشحاته تجوب الشوارع وأقسام محاسبة من يسرق قوت يومه في كل مكان وقانون الطوارئ تحت رهن مزاجية مبارك لا باركه الله ولارحمه ، ونحن نسمع من يحي الراعي أن ثورة مصر لا تشرف.. إذاً فأين الشرف ياسيدي الفاضل؟؟
علّمونا من علمكم :
استغربت حديث أحدهم لي عن ثورة تونس وأن تونس إلى الآن لها شهران تعيش في ضياع ، يا للعجب ويا للتعبئة الفاشلة والتي تنم حتى عن فساد علمي وفكري وياخسارة أيام الدراسة وفلوس والدراسة ، وواحد يقول لي والله لو ترشح حسني مبارك فإن مصر ستنتخبه بأغلبية ، يا الله ما هذا التفكير ونحن دوما نعتقد أن أي شيء فيه جديد محرم وعلى غير العادة ، ولكن هل تعلمون أن تونس تعيش أجمل أيامها منذ "50" عاماً على الأقل وأنت تؤدي العبادات وتصلي في المسجد ، وأعتقد أن صلاح الأمة يبدأ بصلاح الفرد وصلاح الفرد يحتاج إلى أن يصدق كل واحد نيته مع الله وليس مع أصحاب الذوات والجماعة في اللجنة والإدارة والحزب الحاكم
نتفق ونختلف:
صحيح أني أتفق مع كثير ممن يعرفوني أو حتى مع بعض اتجاهات بعض القراء وذلك في نقاط أهمها ضرورة التغيير وقد لا أكون طامعاً في التغيير من أعلى رأس الهرم ولكن حتى مجرد إصلاحات ولو حتى على طريقة إصلاح آخر الأخطاء بتعين وزير للصناعة ووكيل لأمانة العاصمة وكلهم عليهم دوائر من السوء والسوءات ، ولكن أختلف مع الكثير بسبب المشاعر الفياضة والانقياد وراء الكلام وعلى طريقة السيدة ـ زعفران بنت كرمان ـ وأخوها استلم قبل أيام سيارة آخر موديل عشان يضبط اخته ـ حسب ما سمعته؟ ثم ماذا.
 هل تكون الأسرة كلها من أصحاب النفاق اللامحدود ليأتي فيها شخص لا ناقة له ولا جمل ويتكلم باسم الشعب ، وأن كان على الكلام فاعتقد أن كلام الراعي أهون علينا من كلام الرعية بما أن الرعية يتكلمون اليوم الأول عن التغيير واليوم الثاني عن الترشيح والانتخابات في أوضاع أقرب ما تكون إلا معايشة فرحة المصريين والتونسيين وعقبى لباقي الشعوب من خارج جزيرة العرب ، لأن ماكان داخل الجزيرة على العهد والولاء وممالك وسلطان ودول وأمراء كل على طريقته والفكرة هي الأب ثم الابن ثم ابن الابن وعليها حتى أحفاد الأحفاد وإلى أن يموت الشعب والموت بأمر الله وحده ولا سواه
مرسى القلم:
شرواك

شرواك ياللي في ضلوعي توطّنت          
         دام القصايد عطرها لك والالوان
هذاك قلبي مثل منْتَه تلوّنت         
         عاشق جمالك دون حبك ولا كان
روحي بدربك وأنت فيها تكوّنت         
         واوتار نبضي كلها تعزف الدان
تاج المشاعر لك حروفي ودوّنت         
         من بوح قلبي يا مناتي لك اشجان
مشتاق وصلك في بعادك تجنّنت         
         من زود شوقي كنت ضامي وحيران
حبّك حبيبي يمتلكني وأيقنت         
         إني بحبّك معتلي فوق الأغصان
سوّي الذي ودّك حبيبي ولا هنت         
         مثلك يسوي ما يعاتبه إنسان
ناجيت روحي وأنت قاطع وخوّنت         
         وامسيت ثاوي بين همي والأحزان
أرجوك قلي ليش فيني تفنّنت         
         وخليت قلبي طاح في حبّك أزمان
ليتك تجيني عقب ما كنت أوهَنت         
         حسّيت دمعي صار يمخر بالاوجان
هات الأماني ياللي بالحب اتقنت         
         رسم المعاني فوق رحبي بالأركان
نسهر بدار(ن)كلها فيك أسكنت         
         داخل ضلوعي من عيوني والأجفان
دارك بروحي وين ما كان أو كنت          
         فدواك ياللي طلعتك بدر شعبان
وحدك حبيبي أي بالله يا أنت         
         جيتك مولّع فيك هاوي وولهان
أن كنت قاصدني بهجرك وهوّنت         
         لا والذي سواك يا فتنة البان
نام وتهنّا دام فيني تمكّنت          
         ودامه غرامك صار في كل شريان.
a.mo.h@hotmail.com
في الثلاثاء 15 فبراير-شباط 2011 03:09:55 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63621