ليبيا على طريق الحرية
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

لا عقل ولا جنان:
لم يعد للعقل مكان ولا لحكمة بعض الحكام العرب فائدة في الوقت الراهن ، وحتى إن كان جنان يخارجك كما تقول الحكمة اليمنية ، فالجنون هذه المرة لم ولن يرحم الرئيس الليبي من بطشة الشعب ويبدو أن موعد الرحيل اقترب لا محالة.
يكيدون شعوبهم:
ما هذا الزمن الذي تجرد فيه الحكام قبل المحكومين من كل أوجه الحياء والخوف من الله ، أصبحوا يحيكون المؤامرات من أجل الحفاظ على الكرسي ، يا لهذا الكرسي العجيب ، الذي يجعل الزعيم منهم يخطط لأيام ولا ينام لليالٍ من أجل الحفاظ على هذا المنجز الشخصي وهذه الهبة الربانية والتي يعتبرها البعض نصيبه ، وكأنه نسي ماذا حل بقارون وفرعون ، وقريباً جداً بزين الهاربين بن علي وكذا الفرعون الصغير حسني مبارك ، وكأنهم أيضا لم يعوا الدرس ، وأن الخيار لا يزال في أيادي الكثير منهم إما التعامل مع الشعب بمصداقية وإصلاح ما يمكن إصلاحه وإلا فالهروب هو الخيار الأمثل ولن أتوانى أن أعيد عنوان "وأخيرا هرب" مع كل احتفالية لثورة عاشها شعب عربي وقدم في سبيل الحصول عليها الكثير من التضحيات بدماء الشهداء الطاهرة.
خطط × خطط:
حين بدأت مسيرة التظاهر في ليبيا أعلن الزعيم الليبي أنه سيخرج ضمن المتظاهرين وسيقودهم من أجل الإطاحة بالحكومة وقرار تعيين أو حل الحكومة بيده ، وهو المعني الأول والأخير بكل التعيينات بحكم أنه رئيس مجلس قيادة الثورة والتي قادها وكان هو حينها في الحمام وحين خرج تم تعيينه أو قام بالاستيلاء على الثورة التي قدم الشعب من أجلها التضحيات ، حاول كثيرا أن يكون هو الذكي لأن الشعب شعب لا يملك ربع عقله ولا يملك حتى شيئاً من مردود ثرواته التي تصل إلى الملايين من الدولارات في اليوم الواحد ، وفي دولة الحكم فيها اشتراكي يجعل الحرام مباحاً لأهل الحكم ومادون ذلك فهو حرام ، فملايين العائدات النفطية الليبية ومعروف أن ليبيا هي الدولة الوحيدة التي تمتلك وقود الطائرات الحربية ، وأكبر مثال على ذلك أن الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة عليها لمدة "13" عاماً كان على كل شيء باستثناء النفط ، وهنا سقط كل شيء ، لأن النفط أصبح السلعة الأساسية الأكثر طلباً والمرتكز الأساسي لكل نظام اقتصادي في العالم ، وبما أنه لا يقسم كأنفال الحروب كما هو الحال في بعض الدول إلا أنه بالمقابل يذهب إلى المجهول ولكن هي ليست طفرة مؤقتة تزامنا مع ما حصل في تونس ومصر ، إلا إنها ثورة الشعوب ضد الأنظمة الفاسدة ،وصدقوني سيكون لها النصر بإذن الله.
معارضة على طريقة الأفلام الهندية:
ولعل المعارضة الليبية كانت على طريقة بائدة يحاول البعض من الزعماء التشدق ببعض طرقها القديمة والتي أصبحنا نعيها تماماً.. فهناك يتزعم المعارضة سيف الإسلام القذافي ، وكأن الشعوب بهائم لا تعي شيئاً ، فالأموال تقسم بالمليارات بين القادة والشعوب تحرم عليها الفتات بحكم أن الشعب لا يحق له الغنى لأن الغنى يفسد الأخلاق ويكتفون بفساد أخلاقهم هم ، وعليه فالحكاية أصبحت أكثر وضوحاً للعالم أجمع ومهما حاول القذافي أن يبتكر عدة طرق من أجل البقاء على كرسي القيادة ، ومهما قدم الشعب من تضحيات لا تساوى بثمن.. فهو بالتأكيد الفائز الأول والأخير وكل ذلك من اجل الكرامة ولو قليل من الكرامة.
تحية لدماء الشهداء:
شهداء يسقطون ولكن بأيدي الأنظمة الفاسدة وبطرق ملتوية ، محاولات لإيقاد الفتنة بين الشعوب وتعود على رؤوس هذه القيادات وتنتهي برحيلها ، وما أكثر الخطط الاحتياطية التي اتخذها الراحل "حسني مبارك" وهو راحل عن الكرسي وليس عن الحياة ، لأن الفرق كبير ولكن المعنى من وجهة نظر القادة لا يختلف كثيرا ولو أن الموت المكتوب والمقدر من الله يكون أهون بكثير من الرحيل عن كرسي القيادة.
إنهم لا يفقهون:
بالله عليكم متى سيعي الزعماء أن كلمة إرحل هي إرحل يعني اخرج يعني اتنحى يعني اخرج بقليل من ماء الوجه ، يعني اترك الحكم ، يعني لم نعد نريدك ، يعني مللنا من كثرة الكذب والتزييف ، يعني أصابنا الغباء من كثر خطاباتكم القديمة، يعني أن ارحل هي ارحل ، وهي الأمر من فعل رحل بالماضي ويرحل بالحاضر وأصل الكلمة رحيل ، فيا ترى هل هي صعبة لهذه الدرجة ؟ وهل مفهومها يحتاج إلى صرف ملايين من الدولارات من أجل بلاطجة النظام لمحاولة تفريق وتشتيت الجهود الشعبية والإرادة الشعبية التي تبحث عن التغيير؟ هل كلمة ارحل تحتاج إلى أن تلطخ يديك بدماء شعبك قبل أن ترحل ، هل من المفروض أن تلقي بآخر أوراقك وفيها آخر أسلحتك وعلى شعبك المسكين من أعطاك ثقته لأجيال من الزمان وعقود من التاريخ ، هل تعتقد انك المختار وهم ليس سوى حمقى ؟؟
مرسى القلم /
إلى متى
سنظل نكذب بابتسام
والى متى
سنظل نفتعل الخصام
ونقول لا للاقتسام
إلا بثروات البلد
من والدٍ حتى الولد
هذا نصيب القائد المغوار
والصحب الكرام
أما اللئام
فهم الشعوب.
a.mo.h@hotmail.com

في الأحد 20 فبراير-شباط 2011 02:56:24 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63669