ماذا بعد الإبادة يا عرب؟!
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

غير المتوقع:
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يتبجح القذافي ويرمي بآخر أوراقه بقوله سيقابل حتى آخر قطرة وحتى آخر جندي، ولعلنا اعتقدنا أنه قد يكون فهم الدرس جيداً من سابقيه عن اليمين والشمال، زين الهاربين وحسني مبارك، ولكن للأسف قام بأسلوب الإبادة الجماعية للشعب، ويبدو أنه اختار جنسيته الايطالية والتي لا يزال يحملها منذ أن حصل عليها أيام الاحتلال الايطالي لدولة ليبيا، وعليه فماذا بعد يا عرب؟!
منظر متجدد:
كل يوم تظهر لنا تقليعة جديدة لزعيم عربي يحاول أن يتمسك بكرسي القيادة بكل ما يستطيع ويبدو أن القذافي لن تنفع معه عملية جراحية لفصل التوأمين "معمر والكرسي" ولن يفيده تهديد أو وعيد مجلس الأمن، بل ولا حتى بيان مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وإنما خيار الشعب وإرادته والى مزبلة التأريخ لا محالة، وبدلاً من أن تكون طيّب الذكر ستلعنك الأجيال خلف الأجيال.
الجيش في خدمة الشعب:
بالفعل اتضح أن الجيش في خدمة الشعب.. حيث أنه اختار أن يجعلهم شهداء وقام بذبحهم دون رحمة ولا شفقة وكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ، ولكن هو الخوف على الكرسي يجعل دم الشعب مباحاً ولا عزاء عليكم يا عرب.
إذا كان الجيش في خدمة الشعب وعلى يديه أصبح المواطن شهيداً، ولذا تجد أن أغلب الجيوش العربية تخضع للقيادات مهما كانت القوانين التي يحتويها كل دستور تنص على أن الجيش لا يكون أداة في أيدي أشخاص وبالفعل هو لا يكون بأيدي أشخاص بقدر ما يكون بيد شخص يستخدمه لقمع الشعب قدر الإمكان في حال ما بدأ بالخوف على كرسي القيادة ولهذا تجد بالأمس المشاهد التي تدمي القلوب وطائرات الجيش الليبي تقصف المواطنين حفاظاً على الكرسي، فتباً وبئساً وتبت يداك أيها البائس.
خطاب القرضاوي:
كان فضيلة الشيخ/ يوسف القرضاوي أكثر شجاعة من العديد من الزعماء العرب والذين تواروا كالعادة خلف ستار الصمت، بل وكل واحد منهم يفكر بعرشه ويخاف أن يصبح أو يصل إلى هذه الحالة، فكان الشيخ/ القرضاوي يتكلم بدموع الأسى بعد مشاهدة القتلى من المواطنين الليبيين، وعلى أيادي النظام الليبي البائد لا محالة قريباً بإذن الله، وتمنى أن يتم قتل القذافي على يد أحد ضباطه، فأي عاقبة هذه أيها الحكّام حين يدعو عليكم كل عالم وشيخ ومواطن وأم ويتيم ومسكين وفقير وغني، يدعون عليك بالزوال، وأنت لم تعي أبداً حقيقة الوضع الراهن يا ريِّس.
مواقف بطولة:
لم تنته أسطورة الشعب المصري عند الوقوف على نجاح ثورته فحسب، بل امتدت لتشمل القطر الليبي الشقيق من خلال الوقوف إلى جانبه في ثورته ضد الطاغية، وصدقوني هنا وجه آخر للتاريخ سيخلّد مدى الحياة، وكعادته الشعب المصري منذ الأزل هو الوقود الأول لكل الثورات في كل الأقطار العربية وهذا ليس بجديداً.. فالثورات لم تقم إلا وقد اختلط بها الدم المصريون النبيل، ولكم في تاريخنا اليمني خير مثال على ذلك، واليوم هاهم الشباب المصري يجسدون أروع الأمثلة الرائعة في قوة مشاعر الأخوة في الدين واللغة والتراب والمصير، بينما اكتفت حكومات عربية بأكملها بالصمت والصمت عار.. وعار عليكم أيها الجبناء أن تظلوا صامتين، وتذكروا أن الدهر يومان يوم لك واليوم الآخر بالتأكيد عليك ولن يكون بنفس الصاع، بل سيكون الرحيل لا محالة ولن تجد حتى إحدى فلل جدة أو حتى شقة في مصر الجديدة أو حتى بيت إيجار بقانون جديد في الأرجنتين أو فنزويلا أو حتى الصومال ، ثم ماذا بعد أيها العرب؟؟؟!!
فيلم هندي آخر:
تجسد هذه المرة على يد نفس بطل الفيلم الأول وهو سيف الإسلام القذافي ، وبالفعل هم يعتقدون أن الشعوب أضحوكة في أيديهم ويستحقون السحق والقتل وقت ما يشاؤون ويقول: سنحارب حتى آخر جندي ولا أدري وقتها هل يتحدث عن أبيه أم عن نفسه أم إن الجيش ورثه هو عن أبيه وعن جده كالعادة في أغلب الأقطار وكأن الشعوب أصبحت ملكاً لكم أيها العابثون بأرواح الناس، كفاكم استهتاراً.
إنجز يا عم ورانا شغل:
يا ترى لماذا يحاول أن يتشعبط القذافي بكرسي الحكم بكل ما أوتي من قوة وهو يعلم أنه راحل لا محالة، في كل مرة أتذكر زين العابدين وأقول بالفعل إنه كان أعقل الهاربين حيث أنه (فكر على نفسه وعزّها) بدلاً من أن يزيد هموم وأوجاع الشعب وعلى الأقل أصبحنا نقول إنه رحل بناموسه، بدلاً من كسر الناموس.
أيها الشعب الليبي الضعيف:
تألمت كثيراً لما يحدث في ليبيا وبما أن الوضع في عدة شعوب عربية لا يختلف كثيراً إلا أنه بالمقابل تجد بعض الشعوب لديها من السلاح ما يساوي ما عند حكوماتها إن لم يكن أكثر، وإن فكر بعضهم بعمل مذابح كهذه فصدقوني هو لا يعي من يحكم ولا يدري من هؤلاء الشعب؟ ولن يذهب أي شهيد وتذهب روحه سدى، من يعتقد أن لديه بلاطجة وأنه يستطيع الكذب وقت ما يشاء فهو واهم، ومن يعتقد أن بلاطجته سيظلون إلى جانبه وبفتات المال فهو زائل لا محالة، ولو أني أتمنى أن تكون هناك إصلاحات في كثير من الشعوب مثل البحرين والأردن وأيضا بلادنا وعلى أقل تقدير في رحيل الحكومة ونريد أن نرى أسماء جديدة، وإلا فالرحيل الرحيل لا محالة، والشعب يريد إسقاط النظام.
مرسى القلم :
رحنا لوظيفة قالـوا ويـن الشهادة ***قلنـا أبوها مـا عليـه مــن تـوظـف
لكن أعطونا للـعـوالـم إفاده***حنا لنا إحساس صـادق ومرهـف
نحسم مواقف فـي دروب الحياده ***ونملك معـارف مـا تسـاوي مثقـَّف
ما يـوم نسمـع عـن حـروب الإبادة***إلا بـشـاشـات الـعـلـوم الـمـزيــف
ولـو تسألونـا عـن أصول السيادة***حـنــا لـهــا أسياد كـــلاً تـكـلّـف
في بيتنا نحسب حساب الوسادة****ومحظوظ كل اللي بحضنه تِشَـرَّف
الظلم قالوا فـي المساواة عبـاده***ووقـت العواقـب يـا إلـهـي تلـطّـف
ألفين شـاكـي تحتويـهـم عيادة***وان الـمـنـاوب يـعـتـذر أو تـأسّــف
قالوا نشوفك طامع(ن) في القيادة *** قلـنـا مـعـاذ الله قـلـبـي (تـوقّــف)
يالله السلامة ومــا بغيـنـا زيادة ***ولا حنا بـذاك اللـي تبـذر وأسرف.
a.mo.h@hotmail.com
في السبت 26 فبراير-شباط 2011 01:16:28 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63716