رزق حارم ...لظالم !!!
أحلام المقالح
أحلام المقالح


ليس غريباً أن يطرق بابك أكثر من مرة خلال اليوم الواحد أكثر من شخص خاصةً أولئك الأشخاص الذين دعتهم الحاجة إلى طرق الأبواب المغلقة بحثاً عن ما يسد الجوع ويروي الظمأ ولكن...فتح الأبواب لا يُفيد شيئاً طالما أن الضمائر مغلقة وصدئة، فالأغلبية العظمى تغلق الأبواب في وجه السائلين (والله كريم!!).
هذه الأيام إلى جانب أنها تكثر فيها طرقات السائلين للأبواب إلا أنه يكثر أيضاً صدود الحارمين لتعلّقهم بحبال الجشع الذائبة، فالحارم يدّعي الفقر والحاجة الشديدة لماله حينما يدق الأبواب السائلون في حين أنه لا يحتاج سوى ذرة عقل وذرة إيمان بشيء اسمه الإحسان، والذي يتمثل في أن تصون وجه السائل من ماء المذلة فتجده في حياته يبذخ بالمصاريف هنا وهناك ..شيء لداعٍ وبدون داعٍ، فمثلاً قد يصرف لغدائه وتخزينته ليوم واحد فقط ما يُشبع عائلة اثنين جوعها وعطشها، يُحطّم قضبان الصمت ويدّعي أمام الناس حاجته وعدم حاجة غيره!!
أو أنه يصرف على المسابقات التلفزيونية أو على أي تفاهات حياتية أخرى ظناً منه أن سيفوز وتعود خسارته بربح ولكنه يجهل أن (رزق الحارم للظالم) فمعظم هذه المسابقات تستنزف الوقت والمال في حين أن بعض جوائزها لا تصل إلا بعد فاتورة تلفون تكسر الظهر أو كروت شحن تهد الحيل ومع ذلك فما زال يُبعثر نقوده هنا وهناك ويدعي إذا دق بابه أحد أنه لا يملك شيئاً !!!...
فأين العقلانية يا "حارم" حينما تصرف المبلغ الفلاني على أمور تافهة دون أدنى إحساس منك بأن ما تصرفه سيعود عليك بجوائز أعظم وأبرك إذا صرفته بالخير.. فلمجرد أنك تُطفئ ظمأ وجوع فقير كفيل لك بأن تضمن عودة ما صرفت أضعافاً مُضاعفة.
إنها لمنتهى الأنانية منك أن تُفكر بنفسك وتنشغل عن التفكير بأناس ينامون على مخدة الجوع والظمأ ويلتحفون بعزة النفس خوفاً من أن تصل أصوات أمعائهم إلى مسامع الجدران بمبرر تُطلقه أن من يدق الأبواب لا يستحق الشفقة ...فهناك أناس أكثر من أولئك الذين يدقون الأبواب بحثاً عما يكسو جروحهم.. إنهم أناس تحتضنهم البيوت المهمشة وتغرقهم دموع الألم بعدما فقدوا رحمة قلوب البشر، فمنهم المريض ومنهم الجائع ومنهم العاجز عن طلب الرزق الحلال فأين أنت من هؤلاء؟؟؟!!
أين أنت من أحاديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بفضل الصدقة التي لا نتذكرها إلا متى ما شئنا، هذا إذا تذكرناها اصلاً...
فيقول رسولنا الكريم (اتقوا النار ولو بشق تمرة) ويقول (الصدقة تطفئ غضب الرب)...ومع ذلك فقد تتصدق بالسنة مرة ويعلم الجميع بأنك تصدقت...فما أجمل أن يختص بالعلم ربٌ بالسماء وعبد في الأرض فقط...
إنها لفرصة كبيرة أن نتجه ببصائرنا وكفوفنا لأولئك الذين يستحقون فعلاً الإنسانية منا ولا نشترط منهم أن يدقوا أبوابنا حتى نعطيهم ما نجود به ,,, وما أكثرهم حولنا فنمد لهم يد العون والرحمة لإعانتهم على عدوهم الأول الفقر والحاجة.
أسأل الله العظيم أن ينفعنا بما قلنا وبما علمنا وعملنا به ويجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه.
في الأحد 06 مارس - آذار 2011 01:43:38 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63793