السلطة تبُيد.. والشباب يصر على ما يريد..
إبراهيم مجاهد
إبراهيم مجاهد

ها أنتم أيها الشباب الصامدون، الثابتون، الراسخون في ميادين الحرية والتغيير، ميادين العزة والكرامة، في جميع محافظات الجمهورية ـ قد ودعتم ثلاثة منكم سقطوا يوم أمس وأمس الأول، اثنان في ساحة التغيير بجامعة صنعاء، وثالث في سيئون وقد سبقهم إلى دار النعيم الأبدي بإذنه تعالى شباب رائعون في عدن وتعز والبيضاء وصنعاء أيضاً وصعدت أرواحهم الطاهرة إلى رب كريم وجبار منتقم، بعد ما رووا بدمائهم الزكية وطنهم الذي حلموا ومعهم السواد الأعظم من الشعب أن يروه حراً كريماً، يتعايش أهله بسلام، وقد تخلص وطوى صفحة ذلك الاستبدادي والطغياني الدموي.
ها انتم أيها المعتصمون المحتجون بسلام، من ترسمون أجمل لوحات الشجاعة والإباء وتشكلون بفعلكم الخلاق المتحضر أروع وأقوى مشاهد الإنعتاق والتحرر من التسلط الفردي والأسري، قد شكلتم بفعلكم السلمي وصدوركم العادية أعتى الأسيجة المنيعة لمواجهة جلاوزة الظلم وأباطرة الفساد ممن عشقوا سماع لعلعة الرصاص وألفوا سفك الدماء، ولا تستخذي أجسادهم إلا حينما يرون بيتاً هدم أرواحاً أزهقت أو دماً سكب تحت أي مسمى، أهم شيء أن يشبعوا رغباتهم ويمتعوا نزوات نفوسهم القذرة.
قطعاً لن ترهبنا نحن الشباب رصاصات السلطة أو بلاطجتها وأساليبها القمعية الدموية، لإيماننا بحقنا في العيش الكريم والعدل المجتمعي والعيش دون قهر أو ذل أو حرمان أو حروب، وكذا لإيماننا بأن إخواننا الذين سقطوا في ميادين التغيير والحرية أحياء عند ربهم يرزقون، وإيماننا بأن الوقت قد حان لطي صفحات عهد تسلطي حول حياتنا إلى جحيم وكبد وعناء لصالح شخوص أفضل فرد منهم متورط في نهب ثروات وخيرات البلاد على حساب لقمة عيش المسحوقين، المقهورين، المغلوبين على أمرهم وهم الملايين الموجودون في أفقر بلد في العالم العربي، بفعل ثلة رأت في ترفها وفحش غناها وجبروتها وطغيانها واستبدادها أهم المداميك لترسيخ نظام متهالك وحكومة أحسن ما قيل فيها أنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من "الفشل"..
جزماً سيسجل التاريخ في كتبه أنصع وأزهى وأنقى الصفحات لأولئك الذين سقطوا في ساحات يفوح منها طيب الثورات التي سقيت بأزكى الدماء، وينطلق منها عنفوان الشباب، وتزمجر فيها صيحات أولئك المساكين، المنهوبة ثرواتهم، المسفوحة كرامتهم، المسفوكة دماؤهم، المندسة آدميتهم، الذين اجترحوا بتضحياتهم أولى الخطوات نحو الخلاص والتغيير، نحو يمن أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً، خال من كل الأزمات والاحتقانات التي فخخت السلطة حياتنا بها على مدار ثلاثة عقود وبضع سنين.
من هذه المنطلقات أؤكد بأن أساليب القمع لن تكسر في شبابنا روح الثورة التي أعادت للمجد اليمني شيئاً من عافيته، ولن تجدي أساليب البلطجة مع فتية آمنوا بحق مطالبهم ولسان حالهم يقول "السلطة تبُيد ونحن سنحقق ما نريد" ونذكر هنا بأن كل قطرة دم تقرب السلطة من قبرها شبراً، وتعجل بزوال النظام بكل رموزه.
في الخميس 10 مارس - آذار 2011 02:39:51 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63843