التغيير بين الحقيقة والمجهول!!
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

تساؤل:
لا أدري لماذا أجد البعض يتخوف من مرحلة القادم ، وتصل السذاجة إلى أن تسمع أحد خطباء الحاكم يقول: ماذا إذا ما تنحى الرحيل وجاء رئيس آخر فإن جماعة المؤيدين سيأتون ويقولون الشعب "يريد إسقاط النظام" فيسقط ويأتي آخر ويأتي من بعدهم آخرون ويقولون الشعب يريد ، وكأن الله ألهمه هذا العقل النادر الوجود أو يبدو أنه توجه إلى أمام كاميرا التلفزيون وهو في الساعة السليمانية أو ساعة الوحي ، وكأنه لم يدرك أن هذه هي سنة الحياة ، هو لم يعلم أن العلماء وهم ورثة الأنبياء لم يتفقوا يوماً من الأيام على نهج واحد من بعد رسول الله ، هو لم يعلم أن إرضاء الناس غاية لا تدرك ، هو لا يعلم أنه لا بد من الخلاف وليس الاختلاف ، هو لم يعي إلى الآن أن لكل شيء ضد في الحياة أم ماذا؟، هل هناك رئيس واحد ونعم فقط في هذه البلاد أم ماذا يا خطباء الحاكم؟، ثم ماذا في ذلك ، إذا كان المؤتمر حكم البلاد إلى الآن "33" عاماً، فلنترك الفرصة للمعارضة هذه المرة وبالطبع "33" عاماً، شاء من شاء وأبى من أبى ، من باب العدالة الاجتماعية يا سادة يا كرام ، وهنا حديثي موجه لخطباء الحاكم ولن أقول علماء لأن العلماء علماء دين ودمهم مسموم ولحومهم محرمة، والعلماء لا يخافون في الله لومة لائم مهما كان ظروف الحياة وضغوط الحاجة، ولكن تساؤلي هل أصبح البعض ينكر سنة الله في خلقه ؟
استغراب:
يأتي أحدهم ليقول والله إن تنحى الرئيس لن تجدوا مثيلاً له وستندمون أشد الندم ، وكأننا بمليون قذافي آخر أحمق على وجه الأرض ونحتاج إلى مليون ثورة توعوية وفكرية لكي يؤمن بحقيقة الواقع والحياة والموت ، وإن الخلود في أفلام "هوليوود" وعند مصاصي الدماء فقط ، وليس مصاصي موازنات الدول وقوت الشعوب ، وعرق الكادحين ، والمبدعين في الفشل فقط ، لأن الفئة الثانية من الفئات الفانية، ثم إن لم نجد يا سادة أبشركم سوف نقوم باستيراد واحد من الصين ، وعلى الأقل في الصين ما يغلبوش في حاجة وكله موجود.
ماذا ينتظر العاطلون :
رأيت بنفسي كيف سئم البعض من الطرف الآخر ممن يقيمون في خيام التحرير مواصلة مشوار الحناك الوطني وعلى طريقة من سبق سبق ، ومن شل له شل ، وبعض المشولحين على طريقة الوطنية أبو إلف وخمسمائة وألفين ريال ، والأسباب أن كلما يكون نابعاً عن حب حكمة "يومك عيدك" فهو باطل ومؤقت ويزول في اليوم الآخر ولا يمدي الكذاب حتى أن يصل إلى الباب ، ولهذا تجد البعض يتجه مباشرة إلى ساحات التغيير من أجل أن يلمس بعض ممن يتحدثون عن أوجاع الوطن ، وكأن كل واحد فيهم زعيم وقائد نفسه ، والأعجب أنك لا تجد الفوضى إلا في مسيرات من يؤيدون بقاء سلطة الفساد في هذا الوطن ، وعليه ماذا ينتظر العاطلون قبل أن يتوجهوا إلى ساحات التغيير بالمطالب السلمية من أجل تغيير النظام داخل الوطن؟، ماذا ننتظر يا كل شاب ضاعت سنين عمره هدراً وهو لم يستطع تحقيق حلمه في السفر خارج البلاد ، وهذا هو حلم كل شاب يمني ، وماذا ينتظر من لم يحصل على أبسط حقوقه الإنسانية في الحياة ، ماذا تنتظر ؟؟
مشاهد عجيبة: حين تمشي في الشارع وفي سيارتك صوت أنشودة وطنية والصوت مفتوح على الآخر فهذا لا يعني أنك إنسان وطني ، إنما إنسان مزعج لغيرك من المواطنين، حين تتحدث عن النظام وأن الحاكم عمل كذا وكذا وتترك الحديث عن الفضائل والنزاهة والانجازات الحقيقية فأنت تحمل أثم الكذب، حين تضع العاكس الأسود والتظليل على نوافذ سيارتك مهما كانت اللوحة زرقاء أو حمراء أو خضراء أو حتى صفراء ، فهذا لا يعطيك الحق في أن تتجاوز الماريين في الشارع وبطريقة حماقة لا محدودة ، وستصبح باختصار مجرد بلطجي، حين تكون في منصب يتيح لك صرف الملايين والمليارات لبلاطجة النظام وبالنهاية تعلن أنه ليس لك علاقة بالشائعات فأنت لا تستحق أن تكون من أبناء هذا الوطن، حين تعلق صورة الرئيس في زجاج سيارتك الخلفي فهذا لا يعني أنك تحب الوطن
حين تحاول أن تتكلم بصوت عالٍ وتهدد الآخرين من طرف المعارضة مهما كانت وجهات النظر فهذا لا يعني أنك سوى أحمق، حين تكتب ألفية المجد والشموخ في مسيرة الرئيس القائد فهذا لا يعني أنه يتوجب عليك أن تكتب مليونية الذل والخضوع من أجل يغيّر البعض وجهة نظرهم فيك ، ومن أجل أن يعرف إخوانك أنك إنسان وطني وأن المصالح الشخصية باسم آخر أصبح أكثر وطنية منك.
حين تقول كلمة "لا" فهذا لا يعني أنك من طرف المعارضة وأنك إنسان تستحق كل التقدير وأنك شخص مؤثر وأنت لا تعي الفرق بين معارضة الصالح العام ومعارضة المصلحة الشخصية، حين تستلم قليلاً من المقابل من أجل الوطنية فتأكد تماماً أنك أصبحت بلا وطنية ، وإن كنت من أي طرف سواءً موالي أو معارض ، وإن كان الإحسان يذهب أجره بماديات الحياة ، فالوطنية بالتأكيد تمحى من قلوب امتهنت الكلام واحترفت كيفية البحث عن المصالح الشخصية ولو على حساب الآخرين.
حين يأتي قرار إقالة الوزير فلان ، فهو إقالة ولا داعي لأن تقول إن هذا الوزير تعاطف مع المعتصمين ورفض استخدام العنف معهم ، والسبب أن اللفظ الصحيح استقالة، وليس إقالة، لأن الإقالة إفساد وتفسيد للفساد الحاصل ، أما الاستقالة ، فهي البحث عن قليل من الكرامة في زمن اللا كرامة أيها السادة الوزراء.
أن تبتدع الأكاذيب ليل نهار وعبر الأبواق الإعلامية المرئية أو المسموعة أو المقرؤة من أجل أن تقول إن الشعب كاذب وأنك فقط الصادق المصدوق ، فهذا لا يعني أننا نصدق إعلامك أيها الحزب الحاكم بل ونقبل المصادر الأخرى حتى وإن كانت تعتمد على المبالغة كثيراً أو قليلاً
حين يكون لك منجز في عملك أو في مجتمع أو في وطنك ، فلا داعي لأن تشوه هذا المنجز بآخر حلقات مسلسل الضياع والذي تفوق على كل مسلسلات العالم الحي والمباشر وتلفزيونات الواقع ، ولعل الرحيل يكون أفضل حل، حتى وإن كان المنجز بحجم الوحدة اليمنية
رسالة حب:
إلى كل الأقلام الحرة ، إلى كل من يملك في قلبه ذرة حب لهذا الوطن ، الوضع الحالي لا يحتاج إلى مزيد من النقاش ، فقط ((الشعب يريد إسقاط النظام))
إلى مسؤولي وزارة التربية والتعليم : الطلاب يملأون مقاهي الانترنت وبالاسم أنهم يدرسون ، والآن بجواري أكثر من عشرة طلاب داخل مقهى أنترنت في العاصمة وبالزي المدرسي أيضا ، ولا رقيب عليهم ، ولا عزاء لأولياء الأمور
مرسى القلم :
والله إني من جنوني صرت أفكر بس فيك
وين تمسي ووين تمضي وإلا فكر وين ترحل
والسبب يا صاح قالوا ماجَنَت فيها أيديك
والعجيب إنك تسوي موبفاهم يوم تسأل
خلّني عقبك أصلّح ما مضى وادعي عليك
راحت أيامي خسارة وكنت أنا أكبر مغفل
a.mo.h@hotmail.com

في الأربعاء 16 مارس - آذار 2011 02:07:35 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63895