ثورة العواطف.. وجماهير العناد
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

قبل أن:
قبل أن تذهب سدى كل الجهود المبذولة والاعتصامات والعواطف الجياشة والتفاعل الجماهيري الذي تزامن مع بداية أحداث ثورة الشباب والتي أصبحنا بالمقابل نرى حشود المؤيدين لنظام الرئيس/ صالح والسبب بالتأكيد هي العاطفة ولا سواها، وباختلاف وجهات النظر هنا وهناك.
دماء الكرامة :
لم ولن تمضى مجزرة جمعة الكرامة حتى لو انقضت أعمارنا وسنظل نذكرها ونسردها للأجيال وسنظل نحمل معها كل مشاعر الذل والكرامة التائهة، ولكن ليس على طريقة تعاطف البعض لدرجة أنه يصبح ثورياً خالصاً بسبب أنه وجد لقطة تلفزيونية أو مقطع يوتيوب، ونجد من يوكّلون أنفسهم كقادة لثورة الشباب ، يتكلمون عن ايجابية المجزرة والتي جعلت أغلب الشعب يتعاطف مع المعتصمين ، وكأنهم من جزر القمر أو حتى من أهالي الجعاشن المشردين ، ولا يحتاجون سوى التعاطف ، وليسو مطالبين بحقوق تخص اليمن ككل، ولكن لم يعد اليمن بسبب جماهير الدفع المسبق ووطنية أبو ألفين وخمسة آلاف وخمسين ألف لكل عاقل حارة ، وكأننا عكس كل الأمم ، فالجميع ينتظر الجمعة ليستبشر ببوادر أمل نجاح هذه الثورة ، ونحن نجد البعض ينتظر الجمعة من أجل أن يتفرغ طوال أيام الأسبوع ويحلل صورة المؤيدين ويقول أين التزوير وإلا يقوم بعمل إسقاط جوي من أجل الكلام بالعقل والمنطق عند شعب تحكمه العاطفة، وليس العقل.
حشود غرف النوم:
لم تأت الجماهير المؤيدة لنظام الفساد بتلك الكثافة من أجل الدراهم فقط ، وبما أن الدراهم بدون بركة، فهذا يجعل الكثير يترك فكرة الدراهم ، وهذا الصنف بالتأكيد هو شعب يمني ومن اليمن ، والعاطفة هذه المرة متعلقة بالغيرة على الشرف، كما يعتقد البعض ولم نسمع اعتذاراً أو تراجعاً عن تصريح أو حتى استقالة بعض قادة المشترك من أجل إضفاء طابع الشباب على ثورة الشباب، وليس ثورة الشباب ودماء الشباب التي تراق على ساحات التغيير والبعض يحاور ويناقش ويتكلم ، وإن عارضته بكلمة فأنت من المغضوب عليهم ومن الضالين وبدون آمين ، ولو أن بعض الحشود التي تأتي لتأييد نظام الفساد لاقت بعض الاحتواء الفكري من قبل الطرف المعارض للنظام والمطالب برحيله.. فأعتقد أن الأمور ستكون أبسط بكثير من مجرد القيل والقال والعواطف المفرطة والحماس الزائد والهفوات الخطابية ، وجمعة وراء جمعة وعيد وراء عيد.. وشهرين يا جماعة الخير بدون زحف ، ولن يحصل أي شيء من قبل النظام بما أن مياه الثورة منحصرة وراء أسوار الجامعة وستة شوارع اكتشفها أحد علماء الثورة ، ولا أدري ما علاقتها بالنقاط الست ، أو أهداف ثورة "26" سبتمبر الست!!.
وجهة نظر:
أعتقد جازماً أن سيناريو الأحداث سيتحول تماماً خلال الفترة القادمة ولا أعتقد أنه سيكون هناك تسليم للسلطة ، بما أن الحشود موجودة والمؤيدين أكثر والديمقراطية تعني ديمومة الكراسي ، ولو على طريقة الدفع والدفع والدفع حتى يصبح البلاطجة أكثر عنفواناً وأكثر تسلطاً وأعلى صوتا عند كل كلمة أو نقاش أو حتى حوار أخوي ، فهذا سيمتد في كل جمعة قادمة من أجل تأييد نظام المفسدين والحزب المتهاوي والوطن الذي يقع على كف عفريت ، سيجعل الكثير من المؤيدين يدعون إلى تمديد الفترة الرئاسية وفترة رئاسية جديدة ولأنهم أغلبية مطلقة فإن هذا يعطي الطرف الآخر الحق في عمل ما يريد حتى لو أعلن حالة طوارئ على كل مواطن.
لمَ لا:
بما أنه مسموح للقبائل المجاورة والمؤيدين أن يأتوا من كل مكان في الجمهورية من اجل المشاركة في حشود الدفع المسبق ، فلماذا لا يأتي المعارضون للنظام إلى أمانة العاصمة والمشاركة مع إخوانهم في ساحات التغيير ، ولن يمنعهم أحد ، اتركوا العواطف قليلاً وفكروا بقليل من العقل والمنطق والمستقبل ، الوطن أمانة في أعناقكم ، والمستقبل ليس مجهولاً وكل شخص يستطيع أن يقود دولة مؤسسات ، ماعدا بالطبع النظام الحالي لأنه استخدم بدلاً من دولة المؤسسات مسؤولية الحكم المطلق والمنفرد إلى درجة تعيين أصغر مدير إدارة في أي مكتب وزارة بتوجيهات مباشرة تجعل العسكري الذي يقف في أي بوابة من مرافق الدولة يقول لك ممنوع بتعليمات عليا، ومن فوق طبعاً ، واعتقد من السماء
تحية إصرار وإكبار:
لكل القلوب التي تحمل حب الوطن ، وتستثمر العاطفة ، لكل العقول التي تفكر بمستقبل اليمن ، وتستثمر ما تعلمته من السنين ، لكل يمني يرسم كل ما يعود بالنفع للوطن بحجم الوطن وكل الوطن ، وبهذا يستثمر الحب الأسمى حب الوطن.
مرسى القلم :
أحد المخيمين في ساحة التحرير بأمانة العاصمة سألوه: لماذا أنت هنا ؟ فأجاب :تأييداً للرئيس والمؤتمر والنظام والشرعية الدستورية والقانون، وحين سألوه: وإلى متى ستظل هنا؟ قال: حتى يسقط النظام !!!
a.mo.h@hotmail.com
في الأحد 03 إبريل-نيسان 2011 09:49:40 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64060