د.ياسين.. الرؤية المستقبلية
المحرر السياسي
المحرر السياسي
 
بحسه السياسي الثاقب ووطنيته المعهودة وحديثه المسؤول، قدم الدكتور/ ياسين سعيد نعمان ـ رئيس تكتل اللقاء المشترك رؤية رصينة وهادئة وبصيغة روح المثقف المستنير المؤمن بقضايا الوطن المصيرية وأهمية معالجتها..
نقول قدم التصور المهم لما ينبغي عمله في إعادة الصياغة للواقع ووفق مستجدات العصر.. ومن ذات الشعار الذي رفعه شباب الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو شعار لم يكن عفوياً أو حالة قابلة للتلاشي قدر ما هو تعبير عن الضرورة والحاجة للتغيير، وعن أهمية الحكم بمواطنة متساوية، وليس الولاءات الضيقة التي تستفز روح المواطنة لدى الناس ـ على حد ما قاله نصياً ـ وهو تعبير عميق لاعتمالات الحاضر بكل تراكماته التي هي صناعة نظام أحدث شروخات عميقة في اللحمة الوطنية، أو شكت أن تصاب بتشققات كبيرة يصعب معالجتها سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
وهي ما يعني الوعي بالتاريخ لاستشراف المستقبل الذي تتجلى بوادره اليوم، بامتلاك الشعب إرادته ونضاله الحثيث من أجل دولة مدنية حديثة ولا مركزية، كسبيل للخلاص من ماضٍ محبط وآسر طالما كان الفرد هو الفاعل فيه.. مما أدى لتعطيل قدرات وإمكانيات أجيال وعرقل حياة، بفعل ظاهرة الاستبداد، واتخاذ صندوق الانتخابات وسيلة لسلب الجماهير إرادتها وليس إطلاق طاقاتها ومكوناتها وإمكانياتها.
 هذه الإشكالية قدم الدكتور/ ياسين رؤيته المستقبلية التي نجده أكثر وضوحاً وتفاؤلاً، بناء على مقاربات مهمة وقراءة حصيفة لمعنى الشعار المهم الذي اشتغل عليه شباب الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام"، من أجل ديمقراطية حقيقة فاعلة تعبر عن إرادة جماهيرية وتعمل على حل المشكلات بطرق منتظمة وتتجذر فيها هوية الانتماء إلى جغرافيا الوطن الممتد من أقصاه إلى أقصاه لتغيب كل أفكار الفوضى النزوع إلى العنف وتحقق المطلبية الجنوبية وشمال الشمال على أساس الفهم العميق والصادق للمسألة الجنوبية التي لابد أن تنفض عنها مسألة الإلحاق وما ترتب على حرب صيف 94م، حيث التعامل السلطوي الفردي من موقع المنتصر، وليس من أن الكل شركاءٍ في الوحدة والبناء والتنمية.
وفق هذا المفهوم الوطني العميق، يذهب الدكتور/ ياسين للتأكيد بأن الوحدة الوطنية هيه انجاز الشعب من أقصاه إلى أقصاه، وليس لأحد أن يمّن على أحدٍ أنه صانعها.
الوحدة الوطنية مطلب جماهيري في سياق النضال التاريخي الطويل ثمرة الثورة اليمنية السبتمبرية ـ الأكتوبرية وهو ما يجب أن يعيه الفرد السلطوي من وجه نظرنا، للخروج من بوتقة الذات النرجسية التي ترى نفسها هي صانعة التحولات والانتصارات، وأن لولاها لكان الوطن هبأ والتشرذم هو السائد.
مثل هذه النظرة الفوطبيعية هي التي قادت إلى العديد من الاحتقانات وأوشكت أن تُدخل اليمن النفق المظلم الذي كان يلامسه كهم الشخصية الوطنية البارزة المرحوم الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر.
وإذا كان الدكتور/ ياسين سعيد نعمان ـ الشخصية المتوحدة بهم الوطني والمناظل بنقاء ضمير، وصدق انتماء قد استطاع أن ينحاز إلى الضوء أن ينتصر تاريخياً لتاريخ النضالي، فإنه بهذا يعبر عن الروح الشجاعة للذات الوطنية في مسار التاريخ.
سيما وأنه قاد تحولات من داخل الوطن، يقبل بالتحديات الصعبة، ويخوض معتركها بثقة وتفاءلٍ وشجاعة، وهي القيم النبيلة التي يتحلى بها دونما انفعالية أو هواءٍ أو عنترية، وإنما من خلال إستقراء للواقع والبناء عليه.
في الأربعاء 27 إبريل-نيسان 2011 02:49:03 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64330