شباب الثورة احذروا!!
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

عن الزحف المجهول:
كم كانت الجملة الرائعة التي خطتها أنامل الأستاذ/ كمال شرف (رسام الكاريكاتير)، حين قال إنه باستطاعة الثورة أن تنجح بأبسط الوسائل الحديثة وبأقل التكاليف التي عادة ما تكون بالدم.
ومن هنا قد يعرف الكثير أن أي قصر من القصور المتعددة، لن تكون سوى سبباً لمذبحة يبحث عنها النظام من أجل أن يظهر صورته المظلوم، كما تعود كثيراً، وهي ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي يقوم فيها النظام في بلادنا بالاستجداء بهذه الطريقة وعبر قنواته حتى الإسلامية والدينية منها، كي يقول إنه صاحب الشرعية وجماهيره هي جماهير شرعية وما سواها ليسوا سوى مخربين ولم يتعرضوا حتى لصاحب عربية منذ انطلاقة ثورة الشباب المباركة، وإنهم متقطعون وهم لم يقفلوا شارعاً من أجل إثارة الفوضى، وانفصاليون وما كان من الحراك إلا أن قدم مبادرة التنازل عن نقطة فك الارتباط، والتي كان ينادي لها كهدية لشباب الثورة وتجاوباً لتجسد وحدة الروح والثقافة والدم والمصير، ليست الوحدة التي نهبها أبو قائمة الـ"16" وليس قائمة الـ"16" المحكومين بالإعدام والمعفيين بأمر صاحب الأمر في نظام الفساد والمفسدين، قالوا أيضاً إنهم مسلحون ولم أر بعيني سلاحاً يتعدى حد السلاح الأبيض (الجنبية) وهو بالأصل زينة كل يمني وتراثه.
قالوا إنهم متخلفون وأنت تجد أقرب شخص يحمل لافتة (إرحـــل) ويحمل شهادته لا يحمل أعلى رمز في النظام حتى نصفها، أن لم تكن شهادة محو أمية والتي لا يحملها الكثير من وزرائه وحاشيته، فبالله عليكم ماذا تقارنون، والى ماذا نزحف والأساليب متعددة وما أجل البرنامج الذي قرأته كبيان لشباب الثورة من أجل تنفيذ باقي نقاط الثورة السلمية التي بدأت ملامحها للنصر تقترب أكثر وأكثر، وتباً وسحقاً وبئساً لكل أحمق لا يريد التغيير.
حماس أم تهوّر:
هي روح الشباب عادة ما تكون مفعمة بالحماس، ولكن أحبتي شباب الثورة لا تتركوا مجالاً للمزايدين، كي يبدأوا بنشر الدعايات المغرضة، لا تتركوا لقناتي الفتنة الإعلامية الوطنية "سبأ" وقناة النظام اليمنية الفاضية أن تقوم بدورها في تعبئة باقي المواطنين، في وطن لا يزال يشتكي الفقر والجهل، وما أكبر من مصيبة الجهل التي تحتاج إلى الكثير من العمل من أجل التوعية بأهمية التغيير وأسسه ومفاهيمه، وكذا نشر روح التسامح والوعي الوطني، الوعي الذي لا يقتصر على أبو ألفين وألف وخمسمائة ولا على خمسمائة ألف ريال، وإنما الوعي الحقيقي الذي تجده في كل ساحات التغيير في عموم محافظات الجمهورية، وأنت تتنقل هنا وهناك، ليس بحثاً عن مسؤول الصرف المالي من أجل حق القات والغداء ومرافقة المفسد فلان الفلاني، وإنما من أجل أن تسمع إلى ندوات توعوية وثقافية وشباب يجسد النظام في كل روتين يومياته من أجل بناء وطن.
هناك في ساحات الحرية والكرامة، أقسم بمن رفع السماء بلا عمد وبسط الأرض ويشهد الله رب العرش من اعتلى في سابع سماواته أنني لم أجد أو أسمع يوماً من الأيام، منذ انطلاقة الثورة عن ريال واحد تم صرفه أو حتى تحت أي مسمى، وأحد الحمقى بالأمس يقول إنهم يصرفون من ألف وخمسمائة للمعتصمين، فأين فكر هذا الذي يحمله البعض، وأي سخافة ستظل ملازمة لبقايا شرذمة النظام البائد الراحل المتهالك المتهاوي إلى مزبلة التاريخ ، أي ثقافة تلك التي يقوم بنشرها كل منافق ودجال سواء كان في منابر إعلام النظام الفاسد أو في خارجه ممن انكشف ستار زيفهم وطمعهم وحبهم للمال وهم يتسترون بعبايات وشراشف الثورة من أجل الحصول على بعض دراهم معدودة، وكان نظامهم المفسد فيها من الزاهدين، أي حرية تبحث عنها يا وطني ، وأنت تشكو مرارة واقع أليم، انحصر على عدد من الناس أو من سادة القوم وكبرائهم وتركوا الباقي يصارع ما يسد رمقه من براميل القمامة ومخلفات الآخرين.
ماذا تريدون أيها الأحبة أيها الإخوان وإن كان فيكم قليلاً من الإنسانية ، فتذكروا فقط ، ماذا يجبر صنّاع التغيير لكي يكذبون؟ وكلنا يعرف أن حبل الكذب قصير ولو أنه في نظامكم البائد امتد طوال "33" عاماً ولم يكن قصيراً أبداً، ولكن بعد الآن أصبح الكذب أوهن من خيوط العنكبوت، ولن يوصل أحد حتى إلى الباب ، الأرواح تزهق والدماء تسفك والأشلاء تتناثر هنا وهناك، والبعض يقول لك بكل بساطة هذا كذب وهذا فيمتو وهذا من غزة، وهو يقترف ذنباً وأننا والله لن نسامحه بكل قطرة دم وبكل روح هي روح نطقت بالشهادة لله وحده لا شريك له ولا سواه، ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل.
زحف من بعيد لبعيد:
يكتفي البعض بالمشاركة في الثورة من خارج اليمن من خلال الكلام وتحميس الشباب وتحسب أنه في الصفوف الأولى وسرعان ما تنصدم حين تعلم أنه في دولة من دول الجوار أو حتى خارج قارة آسيا، ويقول سنفعل، سنمضي، سنغدو وهو لا يحسب نفسه بمأمن، ولكن بالمقابل هل تصدقون أن الكثير من شباب الوطن عاد من بلاد المهجر وجاء ليشارك في ثورة التغيير، وتحت أي مسمى بما أن الغاية هي التغيير وبناء الوطن وليس البحث عن باب آخر لديمة نظامنا وحكوماتنا المتعاقبة.
تحية تقدير لكل من يحمل هموم الوطن وأحلام الوطن ، ورسالة أوجهها لكل من يعمل من بعيد من أجل أن يصبح البعض هدفاً لقناصة بلاطجة النظام أو حتى باقي الحمقى والذي هم وصمة عار في الجيش، ولا يستحقون حتى أن نقول عنهم أنهم من هذا الوطن، وهم يعرفون الولاء للقات والزلط ثم القائد، ولكن أجد في كثير من الأحيان أن الكل يبحث عن التغيير، فقط تفاءلوا بالخير، تفاءلوا بالخير تجدوه ، وبما أنك تعي متطلبات ما بعد التغيير، فإنني أيضاً أعرف ما يتوجب علينا فعله، وهنا لن يحدث شيء، فالوطن وطن الجميع ويتسع للجميع وبروح التسامح تبنى الأوطان وتعلو وتمضي في ركب التطور والنماء ، ولا داعي للنظارات السوداء التي يتكلم عنها بعض محدودي الفكر من أجل إثارة الهلع والخوف في عقول المكالف ونسوان الأرياف واحمدوا الله على الضمان أبو ألف وثمانمائة بالشهر على الأقل تشتروا بها جعالة، ما دام والكهرباء والماء والغاز والتلفون كله بلاش وعلى حساب حكومتكم حكومة الكذب والسرق والنهب، قد أنتم في نعمة.
مرسى القلم :
فداك الروح يا وطناً يئن لعزفه القلمُ
رويت ترابك الغالي لتسمو في العلا هممُ.
A.mo.h@hotmail.com
في الخميس 12 مايو 2011 08:06:49 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64468