أليْسَتْ هيَ تَوَكُّلْ
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

تأريخ الثورات:
على امتداد أساطير البطولات ونضالات الشعوب لم نسمع يوماً من الأيام عن ثورة سلمية مئة بالمائة،وفرق كبير بين الانقلاب العسكري والثورة، فالأخيرة لا تسطرها سوى دماء الشعوب من أجل الكرامة التي يبحثون عنها واليوم يقوم البعض يتخيل نفسه ثورياً وهو يتحدث ويحرض ويقذف، ويتجرأ على أسمى وأنبل رموز ثورة شباب اليمن، يتحدث بكل وقاحة وعلى من؟ إنها الأستاذة الثائرة الأقوى من كل من صار يتحدث عنها بل ويتجرأ بالحديث عن توكل كرمان.
أليست هيَ؟
أليست توكل من أقامت الدنيا ولم تقعدها في كل اضطهاد لحقوق مواطن يمني؟ أليست هي من نشرت غسيل النظام الفاسد على الملأ، أليست من تكلمت عن مهجري الجعاشن، واختطاف الأطفال وقضايا لا تعد ولا تحصى؟ ثم من ينكر أنها من قادت ثورة الشباب ضد نظام الفساد في بلادنا؟؟
عن الحمقى الصامتين:
كثير من الحمقى الذين تميزوا بالخوف والمذلة في زمن عار الصمت، كان لهم الحديث الأكثر والأشمل عن ما حدث في المجزرة الأخيرة التي شهدتها ساحة التغيير بأمانة العاصمة، وأصبحوا يقولون إن توكل هي من حرضت وهي من دعت وهي من طالبت وهي وهي...إلخ، وتناسوا بأنهم أصبحوا مجرد أبواق تعود بالنفع لنظام الفساد أكثر من نفعهم لثورة الشباب وهم صامتون؟؟ ونصيحة أقولها لهم ‘‘إن لم تخدم ثورة الشباب، فأنت عار على هذه الثورة وزيادة عليها‘‘
ومن هنا برز دور وسائل إعلام النظام عبر وسائل متعددة ليأتي آخرها موقع من مواقع السفاهة الإعلامية التابع لبلاطجة أقلام الحاكم ويقوم بنسخ حوار دار بين عدد من الزملاء على الفيس ويقوم بنشره على أنه خبر، فأين أخلاقيات مهنة تتحدثون عنها؟؟ وعن أي كرامة تتحدثون وعن أي شرف؟.
تذكروا فقط :
بالله عليكم هل يصل بنا الحال إلى الاختلافات داخل ساحة التغيير بأمانة العاصمة من أجل خلاف بين محدودي العقول وأناس يستغلون أبسط المواقف من أجل إجهاض ثورة الشباب في مراحلها الحاسمة وينسون ويتناسون ويتجاهلون ويتركون القاتل السفاح، من أطلق النار وقتل المواطنين وذبحهم وسفك دمائهم على أرصفة الشوارع وفوق تراب الوطن؟؟ ونستمع إلى عجائز الوطن الصامتات منذ آخر انتخابات بفعل بعض ملايين النظام، واليوم تأتي فاطمة ومرشدة ومسعدة وحفيظة وسعيدة وتقول إن توكل هي من من حرضت الشباب للانتحار، وكأنها قالت لهم اشنقوا أنفسكم على طريقة عشاق عاقل حارة السبعين حين انتحروا شنقا وذهبوا إلى جنهم وبئس المصير بسبب أنهم سمعوا خبر استقالته،وهذا فيلم من أفلام نظام عاقل حارة السبعين، ولكن نترك القاتل وننسى الوطن وثورة الشباب وأحلام الوطن ونتحدث عن ماذا؟؟ عن خطوة كان لابد منها اليوم أو غداً أو بعد غد، لا بد من هذه الخطوات الجريئة التي ظهر بالفعل أننا كلنا جبناء ولم تكن الشجاعة سوى كلمة نقولها نحن والإخوان والأخوات الذين يجيدون الكلام أكثر من الأفعال، واكتفينا بالنظر والتباكي والتحسر،ومن ثم نلقي اللوم على من قادت رياح ثورة التغيير، على إعصار الثورة الشامخة الباسقة، الثائرة توكل كرمان، وليست المرشحة اللي كانت باتطلع لولا أنهم جابوا بعض الفلوس عشان يعني فاهمين انتوا الحركة، وبنفس الوقت عشان بعض مواقع العار الإعلامي والتي ظهرت خفايا عشرين مليار ريال وأكثر من أجل ممارسة الزيف الإعلامي، ومن أجل أن البعض يريد أن يصفي حسابات شخصية ويحاول أن ينتقم بدافع الحسد الحقير والغيرة المفقودة من شخصية هذا الكائن الشامخ((توكل)).
سحقاً لكل الحمقى:
إذا كانت هذه هي بوادر ثورة التغيير المنتظرة فلا فرق بين نظام استغل الوطن أكثر من ثلاثة عقود وبوادر عقول تريد أن تعتلي المنصات وتتجه إلى وسائل الإعلام وتتحدث عن رموز ثورتنا العظيمة المباركة الشبابية التي ستعصف بكل ما هو زائف حتماً، وسأعيد ما قلته مسبقا، فالموج لا يأتي من بحر هادئ، والأعاصير لا تأتي بنسيم الفجر وأطياف السَّحّر ولا بمروحة منزلية، هي لاسواها توكل كرمان كانت ولا زالت ذاك الرمز هي بمثابة الأب الروحي لثورة الشباب، ولتخسأ الأفواه التي تتجرأ يوما من الأيام لتقول إنها سبب مجزرة أو مذبحة، وتنسى وتتناسى القتلة والسفاحين ومن ذبحونا من أجل كرامتنا.
مرسى القلم :
تحية حب وتقدير / للمواطن :بشير الحكمي/هو صاحب بقالة وهو أكثر الناس حرصاً على الحديث عن الثورة بطموح الغد وآمال المستقبل، يذهب يومياً إلى ساحة التغيير بالعاصمة ويعود ليطوف الشوارع المجاورة حاملاً ميكروفون وينادي للعصيان المدني بطريقة حضارية تعكس الروح الفعلية للشباب، أكثر أصحاب المحال التزاماً بالعصيان المدني،وفوق هذا يعود ليجد أقفال المحل مليئة بالحصى وقطع الخشب، ثم يقوم بكسرها ولا يقول شيئاً.. يكتم الحسرة والألم ويقول على الله ومن الله العَوَضْ، فبالله عليكم آلا يستحق كلمة تقدير؟؟َ!!
a.mo.h@hotmail.com
في الإثنين 16 مايو 2011 03:00:25 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64499