عشنا وهماً.. عشنا كابوساً
محمد علي محسن
محمد علي محسن

أن ترى بعينك مرة، خير من أن تسمع بإذنك مليون مرة، هكذا يبدو حالنا كشعب منهك ومتعب من الكلام العبثي عن صناديق الانتخابات، إننا كمن عاش دهراً، يصغي للوهم وبغتة استفاق على هول الحقيقة المُرّة وهي ماثلة أمام عينيه.
فهل كنا مغفلون وسذج لهذا الحد، الذي اعتقدنا فيه بالتداول السلمي للحُكم ومن خلال أصوات الناخبين وصناديق الاقتراع؟ الواقع المشاهد اليوم يؤكد كم هي مفردة التداول كذبة كبيرة ومخاتلة؟، فهذه الوسيلة الديمقراطية والسلمية لا مكان لها في الممارسة العملية في ظل حُكم جل وقته وفكره في الأدوات والأساليب القتالية والقمعية وفي صناعة الأزمات والمؤامرات.
ما يحسب للثورة الشعبية هو أنها أفاقتنا من سبات الوهم الذي وقعنا فيه، فبعد عشرين سنة ويزيد على مستهل التعددية السياسية والحزبية؛ هاهي الديمقراطية في اليمن بليدة وعاجزة عن تغيير شخص يحكم منذ نهاية السبعينات، فحتى هذه الملايين المرابطة في الساحات منذ أشهر أربعة، مازالت غير قادرة على تنحية رئيس يدعي أنه منتخب ديمقراطياً وسلمياً وفي انتخابات شهد العالم بنزاهتها وشفافيتها.
عشنا وهماً طويلاً، ربما خيل لنا أن التغيير يأتي هكذا ولمجرد لجان انتخابات وصناديق اقتراع وأحزاب وصحف وقبل ذا وذاك أصوات ناخبين، كأننا في لكسمبورج أو النرويج أو السويد لا في بلد يحكمه الكذب والبطش والخوف، بدت اليوم سوأتنا قبيحة لحد العري المتجرد من ورقة توت ساترة.
الآن نتذكر الراحل المهندس/ فيصل بن شملان، الوزير المحترم والنزيه ومرشح الرئاسة الذي مات قهراً وكمداً من التزوير والكذب، إنه أول من القي حجرة في محيط راكد وقذر، رحل الرجل الموقظ فينا رغبة الخلاص من الزيف الخادع، لم يتسنى له رؤية حلمه بالتغيير وهو يكسو الأمكنة والساحات والوجوه.
 توقف قلب هذا الإنسان الكهل ونام جسده المتعب فيما روحه بقت مسكونة في شعبه التواق للحرية والتغيير، لم تمت ولن تتوقف عن الحلم حتى ينتهي الزيغ ويولد الحق، نعم عشنا كابوساً ثقيلاً والآن فقط ندرك كم كان مفزعاً ومخيفاً؟.
لن يموت الحلم، فبعد هذه القرابين والدم القاني سيولد الحلم ويموت الكابوس اللعين، بعد اليوم لن نموت غيلة وحسرة وندامة ! سنعيش جميعا من اجل وطن لا يحكمه الوهم ، لن نعود للديار حتى يسقط مسيلمة الكذاب ويعلى الحق .
في الأربعاء 01 يونيو-حزيران 2011 03:30:59 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64672