تعز حُرة لا تهان
أحلام المقالح
أحلام المقالح

تعز.. حُرة لا تهان يا فخامة السفاح.. أولاً دعني أمنحك هذا اللقب وأرقـّيّك، فأنت ما زلت فخامة نعم وللأسف، ولكن فخامة السفاح..
تعز.. الذي داهمتها ميليشياتك القذرة ليلاً، لتُفرغ وحشيتها ونذالتها علناً على مواطنين سلميين لم تكن يوماً، لتخر ساجدة إلا لبارئها ولا لتركع يوماً إلا لخالقها، فأعلم أنت ومن معك أنها لا تهاب الموت ولن تُهان ولو دمرتها، فهناك ما لم تستطع تدميره وساحتها التي شهدت حقدك الدفين وسكبته ميليشياتك، حينما سال لعابهم للدماء وبرزت نواجذهم، لينهشون لحوم البشر ليست بالساحة الوحيدة في تعز، فكلنا تعز وكل شوارعها وأزقتها هي ساحات أخرى مازالت تصرخ في وجهك (إرحل يا سفاح) وسترحل، نعم.. سترحل لأن تعز تكرهك ولو أحبتك اليمن بأسرها (كما تدّعي) وتعز الذي صعدت منها يوماً إلى الحكم ستسقطك من عليه.
كم أنا مصدومة ببشاعة المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من "70" شهيداً وأكثر من ألف جريح، فهل يُعقل أن يقتل مسلم أخيه ويُحرقه وينهبه ويسرقه، بل ويحرق المصحف الشريف وهذا الذي مازلت مصدومة فيه.. حاشا لله أن يكونوا هؤلاء مسلمين أو حتى يهود، فإسرائيل تضرب برصاص مطاطي وجيشك يضرب برصاص حي وينتهك أعراض النساء، فما أبشعهم وأحقرهم حينما اظهروا حقدك الدفين على تعز وأبناءها، وسكبوها نيراناً على أجساد أبناءهم حتى المعوقين لم يسلموا منهم.
تعز.. اليوم أسقطت قناعك الأخير، ليراك العالم على حقيقتك عبر كاميرا ويب واحدة، عجزت آلاتك عن تحطيمها، لترتكب مجزرة بشعة وتقتل بدم بارد، فرآك الجميع عبرها..
إن ما حدث ليل الأحد الماضي في تعز على وتيرة المثل الشعبي الذي يقول (ضربوه بيريم واستقضى بذمار)، أو كما يقول المثل الآخر (أسد عليّ وفي الحروب نعامة)، فبعد معارك طاحنة بين الحرس الجمهوري التابعة لفخامته وقبائل الشيخ/ صادق الأحمر والتي كسرت شوكة فخامته، رغم استمرار نهشها لجسد الوطن إلا أنها ألحقت به من هزائم ما ألحقت وأصبح وحيداً إلى جانب أبناءه وذويه وقليل من المرتزقة عديمي الضمير ومعهم طائرات يضربون بها ويقصفون ليلاً نهاراً مناطق متفرقة بصنعاء وأبين وقلوبهم مكلومة خوفاً وأرقاً، فهذه ورقتهم الأخيرة وستسقط بإذن الله بصمود الثورة في جميع المحافظات.
تعز.. مازالت تضرب أروع الأمثلة في الصمود، فجبالها لا تركع وشبابها لا يخضع ونساءها لا تُذل وإن أقدم بلاطجته المتميزون بحقارتهم على تمزيقها، فثورتها لن تنطفئ.
 فتذكر جيداً أن تعز حرة لا تهان يا فخامة السفاح ومازالت تستنشق هواء الحرية وإن اختلط بروائح الدماء الطاهرة.
رسالتي الأخيرة لمن بقى في جوفه ذرة ضمير من أفراد حرسه الجمهوري مع أني اشك أنهم يحملون عقولاً وأفئدة وإلا لما قادتهم أقدام الشر إلى نفق مظلم نهايته وخيمة تماماً كما هي أعمالهم.
فيا من تحمل بندقية، لتقتل أبناء شعبك وتخطف وتسرق وتنهب وتحرق، تذكر جيداً أنك أقسمت يوماً بالمصحف الشريف بأن تدافع عن أرضك وعرضك وشعبك، فهل هذا دفاعك الذي أقسمت عليه؟ وتوقع أن يكون أخوك أو أبيك أو أمك أو أحد أقاربك أحد ممن قتلتهم وأخفيت جثثهم، لتخفي جريمة شنعاء، فتلاحقك أرواحهم ليلاً ونهاراً، فانفض الغبار عن عينيك ولو متأخراً واخلع عنك لباس الإجرام الذي ألبسوك إياه، فأنت أعز وأشرف منهم إن خلعته وتذكر قدرة الله عليك فهو القادر على سلب روحك تماماً، كما أزهقت أرواحاً دون ذنب يذكر.
في الخميس 02 يونيو-حزيران 2011 10:12:20 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64675