أغرب شعب على وجه الأرض
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

تعبير مجازي:
في كلا الأمرين قد نكون نحن بنو يمن الأغرب، أما من باب الغرابة أو من باب التغريب والحمدلله، فاليمنيون منذ القدم وهم مرتحلون، ولا أشهر من دعوتهم ((اللهم باعد بين أسفارنا)) وعليه: فلا غرابة أن نتميز بالغربة والتغريب والغرابة.

الحاصل الناصل:
ومن أغرب أوجه الغرابة في حياتنا الغريبة عن باقي شعوب المعمورة العربية والغربية منها، تجدنا نؤمن بالحاصل بشكل لا يتقبله عقل عاقل، حيث أننا نتكلم عن القناعة وكأنها لم تنزل إلا على معشر الضعفاء منا فقط، فلا غرابة أن تسمع احدهم يتحدث عن الأزمات الحاصلة في البلاد بشكل عام ويقول لك: كلها بسبب المعتصمين، وكأن المعتصمون يتحدثون عن مطالب لدولهم التي تقع خلف الشمس وخارج مجرة التبانة، وليس المجموعة الشمسية فحسب، ولا تتعجب إن قابلك احدهم وقال لك: كنا في نعمة، ونخاف أن نصبح كمن سبقونا، وعليه فالنظام دائماً يستدل بآية ((بلدة طيبة ورب غفور)) والمؤيدون للنظام يتحدثون عن ((فأبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل)) ومعشر المساكين والغلابة كأنهم لم يعرفوا سوى احمدوا الله غيركم مش لاقي، وما فيش غير الحاصل الناصل وإلا بعد أمس لا مطر ولا شمس.

عن القليل الدائم:
كثيرا ما تسمع حكمة "قليل دائم ولا كثير منقطع"، وكأننا ننفي كل الحقائق الربانية والدلائل العقائدية المرتبطة بكينونتنا كمسلمين لننسى أن ليلة القدر خير من ألف شهر، والعبرة بالخاتمة واللهم ارحمني رحمة تغنني بها عن رحمة من سواك، وأغفلنا حقائق كثيرة ولم نعد ندري لماذا يعيش أغلب الناس على هذا الوطن وهو يكتفي بحكمة يومي عيدي ولا جديد تحت الشمس، وكل العالم يتقدم ونحن نكتفي بأننا كنا يوماً من الأيام يسمونا أصل العرب، بالرغم من اختلاف الروايات.
لا تستغربوا:
من قال إن الزمن لا يأتي بالأفضل، فهذا غير صحيح وخذوا ابسط الأمثلة بأسهل لغات المخاطبة كي لا يعتبر البعض أن كلامي موجه فقط لشريحة معينة من المجتمع ونحن نحاول بقدر الإمكان أن نخاطب الأعلى والأدنى من كل فكر، ستجدون إن فكرتم لوهلة أن الزمن غالباً ما يأتي بالأفضل ، وإلا لماذا البعض يقوم بخطوة أبغض الحلال، أولستم تؤمنون أن العَوَض على الله وان الله هو من يجزي ويقضي ويرد ويحفظ – سبحانه وتعالى.
ومن ابسط الأمثلة دعونا نرى اقرب دول الجوار ولا تكلموني عن النفط والغاز وهذا الكلام البائد، فكل يوم تتضح لنا الرؤى ومدى الجهل والتجهيل الذي نعيشه نحن بسبب أن النظام يريد هذا، هنا إن أخذت فترة زمنية معنية ولو بحاكم يخلف حاكم ، فهل تصدقون أن بعض الزعماء في دول الجوار لم يعد يدري ماذا يفعل للشعب من اجل أن يكون له بصمة في رفاهية وخدمة شعبه بعد أن كان لسابقه الخير الكثير وذكر حسن والدعاء له بالرحمة من قبل أبناء وطنه وغيرهم ، وحين تقولوا أين؟ سأقول لكم في الإمارات العربية المتحدة والتي يعيش أبناؤها في خير الله وليس خير المرحوم، بالمقابل قد يرى البعض أن الوضع يختلف في المملكة العربية السعودية، ولكن ما هو الاختلاف الم يكن خادم الحرمين الحالي أفضل ممن سبقه؟ وأرجوكم غاية الرجاء دعوا عواطف واختراعات الأسئلة التي لن تسمعوا مني الرد لأنني هنا من اكتب وأتكلم، وستجدون حينها أخباراً وتداولات، ولكن من يفكر أن توجهنا للغرب، هل هناك حاكم أو رئيس جديد كان أسوأ ممن سبقوه بالنسبة لشعبه؟ بالتأكيد وقطعاً ستكون الإجابة، وعليه فهنا سيكون المناخ مهيأ بشكل أكبر لكل من سيتقلد هذا المنصب من خلال عمله من اجل خدمة أبناء الوطن وكفانا اغتراباً وغرابةً وغربة وتغرباً وكله بالطبع بدون أي استغراب.

لشهداء الثورة :
أحياناً لم اعد أدري إن كان بالفعل أننا شعب العواطف وأننا ارق قلوباً وألين أفئدة، أم أن المقصود بهم جيل من عاصروا فجر الإسلام، وهل لازلنا نحن الأكثر تعاطفاً مع أي حدث في أي دولة إسلامية سواء كانت عربية، أو غير عربية أم أن القلوب تبدّلت وأصبحت كالحجارة، فلا غرابة أن تجد احدهم يرى مشاهد تدمي القلوب قبل أن تدمع العيون وهو يتحدث عن التمثيل، فبالله عليكم كيف أتحدث مع مثل هذا أو حتى أحاول أن اقنع نفسي بسعة الصدر والكلام معه وهو يتحدث عن شهداء سقطوا وهم يدافعون عن مطالب مشروعة كفلها لهم الله سبحانه وتعالى قبل أن يقرها دستور بشري حتى قبل شرعية حمورابي ومن تلاه، وأي إحساس هذا الذي يعتري البعض وهو يشاهد قتلى مذبحة هنا ومجزرة هناك ويقول: يستاهلوا؟.
أفلا تعلم أخي أن الله يمهل ولا يهمل، ويحفظ ولا ينسى ويعفو عن التائب إليه بكرمه ولا يعفو عنه في ظلم إنسان آخر، أو لا تعلم أنك حين تقف إلى جانب الظالم، فأنت شريكه في الظلم، أو لست تتذكر أن كل المسلم على المسلم حرام ، أم أن كل هذه القيم انتهت بسبب أننا نريد فلان والبعض الآخر لا يريد وبالتأكيد كلنا نعلم أن الله يفعل ما يريد ولا أنا ولا أنت نستطيع أن نغيّر شيئاً في أقدارناً، وتذكروا أن الرحمة لازالت في القلوب وان الله سبحانه وتعالى كتب لنا بدين الإسلام أسس وعقائد لا يمكن لاي مخلوق على وجه الأرض أن يقوم بتغييرها أو طمسها لأنها في الأرواح قبل أن تكون في الألواح، ودمتم سالمين.
مرسى القلم :
الشعب يريد مجلس انتقالي.
A.mo.h@hotmail.com

في الخميس 16 يونيو-حزيران 2011 02:27:44 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64787