لن نأسف لرحيلك يا علي
محمد علي محسن
محمد علي محسن

زمن (ما لنا إلا علي) انتهى ولن يعود ثانية، فالتاريخ يمضي ولا يتوقف لحظة أو يعود للخلف، الرئيس صالح انتهى؛ فسواءً عاد إلى موطنه أم بقي خارجه فإنه بمنطق التاريخ والسياسة والثورة والمشروعية والواقع لا مكان له في السلطة.
 فبعد أن خرجت الملايين إلى الساحات والمخيمات وبعد كل ما حدث من قتل ودم وترويع وعبث وخراب ما عاد بوسع أحد إعادته إلى كرسيه أو بمقدور أوراق البنك المركزي فرضه على اليمنيين ولو أنفق مليارات النفط والغاز والضرائب وحتى ملياراته المدخرة في أوروبا والخليج.
من حق أحمد وطارق ويحيى وعمار وحتى الجندي والشامي والشاطر والقائمة طويلة -الاستماتة من أجل إطالة أمد نظام هو بحكم المنتهي الفاقد لصلاحيته ومشروعيته.. ربما أفلح هؤلاء في مغالطة وتضليل الأشقاء والأصدقاء وقبلهما الرأي العام المحلي والخارجي ,لكنهم لن يفلحوا في إجبارنا على قبول واستساغة الرئيس وحكمه العائلي ولو لشهر قمري.. لقد نجحوا في حشد الموالين إلى ميدان السبعين كل جمعة، خلقوا للبلد أكثر من أزمة كهرباء ووقود وبؤر قتال وغيرها من الأزمات الخانقة، وزعوا السلاح ونشروا جماعات البلطجة والنهب والخراب..
نعم لقد ضللوا الأميركيين والأوربيين بالقاعدة، أقلقوا السعوديين والخليجيين بالحرب الأهلية، أشاعوا في محافظات الشمال عن خطر انفصال الجنوب وفي الجنوب صوروا الثورة وكأنها مجرد صراع قبلي ومجرد ذهاب أحمر ومجيء أحمر..هؤلاء للأسف أتقنوا جيدا صناعة الأزمات والمشكلات، لم يستوعبوا بعد ماهية الربيع العربي الذي لم ولن يكون إلا فصلاً جديداً مزهراً.. فالنظام الحالي أصبح كورقة الخريف التي أصفرت وتحللت وسقطت، والثورة أشبه ببرعم الربيع المتفتق من ثنايا هذا التحلل والموت الخريفي، وبالتالي أوراق الخريف لن تثنينا عن التغريد للربيع.
هذه الأوراق ساقطة وميتة لا محالة، لن نبكي ولن نحزن ولن نأسف إذا ما رحل الخريف وكآبته، سنمضي بتفاؤل وحيوية وصبر ,فهذا الربيع جدير بالتضحية والعناء كيما يزهر ويثمر، لا تصدقوا إذا ما قيل لكم بأن الميت سيحيا وأن الخريف سيبقى وأن الربيع سيفنى، العكس هو الصحيح، فالثورة ستبقى والحكم انتهى.
 سيبتدعون لكم المشكلات والأزمات كي تعودوا لذلكم اللحن الممل (ما لنا إلا علي)..سيقال لكم ما للوطن إلا المشير، ما للوحدة إلا علي، ما لليمن غير "بو حمد" وهكذا، أسطوانة ربما أعجبت بقايا الحكم المتساقط كورق الخريف ,لكنها بالنسبة لغالبية اليمنيين لا تجد آذاناً صاغية أو أعيناً ناظرة، فالخريف مضى والربيع لن يعود للوراء.

في الخميس 23 يونيو-حزيران 2011 03:25:26 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64847