ما جنيناه من الولاء سوى؟!
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

ولاية الذل:

لم تكن ولاية الذل التي امتدت في وطننا لأكثر من ثلاثة قرون سوى حقيقة على أرض الواقع لم يدركها إلى الآن حتى أولئك الذين تقلّدوا المناصب وأصبحوا نسخة طبق الأصل على طريقة (كوبي عفاش)، ولطالما وجدنا الكثير منهم حتى وإن كان أصغر رئيس مجلس محلي أو عضو حتى لا يهش ولا ينش، ولكن يجيد التهديد والوعيد والكلام من النُّخَر والهنجمة، وطبعاً بدل الهنجمة يصل أحياناً إلى ثلاثة أضعاف المرتب والتي قيل والله أعلم أن هذه الوظيفة ليست سوى شرفية وليست بحاجة إلى موازنات، ولكن بالفعل لم تكن بحاجة إلى موازنات حكومية فقط وإنما أيضاً على المواطن من أجل أن يدفع ثمن الولاء مرفقاً بفواتير المياه والكهرباء والهاتف والجوال وكل هذا عشان المجلس المحلي.

أطفال عفّاشيون:

أصاب الملل قلوب الكثير من العفاشيين الكبار وأصبحوا يكتفون بإخراج أطفالهم للصياح الشعب يريد روح المرحوم، وروح المرحوم تحتاج إلى من يوقظها ، وإيقاظ الأرواح يحتاج إلى طقوس هي من أسس الكفر ، والكفر يحتاج إلى تغيير دين والارتداد عن الإسلام جزاؤه النار وبئس القرار، وآباؤهم في مجالس الراحة يتحدثون عن العودة وعن 48 ساعة وعن أيام ويومين وقالوا خلال نهار واحد والآن أكثر من شهر واستحالة العودة تتأكد يوماً عن يوم، والبعض يتحدث عن ولاية انتخابية ثانية وبقاؤه في منصبه لأنه كان من مؤيدي نظام القتل والنهب والفساد ولم يخطو خطوة واحدة من أجل ثورة الشباب ولو بالكلام، وهذا بالتأكيد يجسد الولاء والطاعة، وطبعاً حتى لو كانت بالغصب وليس بالمراضاة.

لجنة الأمم:

إلى عدن تصل، ولكن ماذا سنجني منها؟ هل سننتظر تدخل قوات دولية في بلاد يحتاج الشعب إلى مليون سنة من أجل أن يعي أن التغيير سنة الله في الأرض على الخلق ، ومن أجل أن يعرف البعض أن هناك إرادة وعزيمة لن تتغير بفعل خمسة آلاف ريال أو كيس قمح أو ميزانية رمضانية والبركة بالإمارات والقمح الإماراتي والصدقات الجارية والصدقات المتقطعة التي أصبحت ركناً من أركان الولاء للمفسدين وطريقة جديدة من أجل الشحت عيني عينك عشان نساعد الشعب ، والشعب لم يجد سوى الفقر والبطالة والجهل والأمراض وحتى انعدام الأمن والاستقرار وكل هذا من أجل الولاء لنصف كيس قمح ودبة زيت صغيرة وقطمة سكر وقطمة رز.
 وعليه فالطاعة تصبح واجبة من رمضان إلى رمضان ، مع العلم أن البعض ممن يتقلدون حق النصب والنهب لا يزالون ينعمون من رمضان إلى رمضان بالمواد الغذائية التي كان يقوم بصرفها الحزب الحاكم في العاصمة وما جاورها وبعض الأرياف التي تجدها فيها بعض كبار السن صغار العقول من يعتقدون أن عفّاش هو المعطي وهو الرزاق وهو المانع وهو الواهب وهو الوالي وهو أمير المؤمنين حتى وإن كان في الإنعاش .

قالوا وقلنا :

قالوا هي يومين وبا يرجع مسعد وأغلظوا الأيمان وتكلم الحمقى واعتلوا منابر الزيف والكذب على الشعب، قالوا فقط أيام وربما أسبوع واحتفلوا وقتلوا ولم يعرف المقتولون من غرماؤهم إلى الآن ، ولأن إرادة شباب التغيير لن تنثني ولن تتبدل من أجل بعض أفكار الحمقى، فتباً لكل من لا يزال يوهم نفسه بأنه يجيد الولاء وهو ينتظر ألفين ريال عن كل يوم تأييد، ولأن تسعيرة الولاء أصبحت لا تقل عن ألفين، فهي بالتأكيد إن جمعناها لا تكفي مصاريف شهر ، فهنا يتضح حتى أن الولاء للمفسدين لم يعد يغني ولا يشفع ولا يشبع لا بطناً ولا يخزي عين اً.

مرسى القلم :
في شرعنا يا صاح هذي نذاله         
          انك تخون الود وتبيع الأصحاب
إن كنت تحسب ما فعلته رجاله         
          لا والذي سواك لا تشرح أسباب
كافي عرفت اليوم أكبر دلاله         
          إنك أناني يا رفيقي وكذاب
الصدق أضحى فيك والله استحاله        
         والجرح منك ما هقيته بينصاب
a.mo.h@hotmail.com
في الثلاثاء 05 يوليو-تموز 2011 03:59:38 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64945