حشوش ثوري! ....
أحلام المقالح
أحلام المقالح

إن المتابع لما يصول ويجول في صفحات الموقع الاجتماعي "الفيس بوك" يشعر بأن المعوقات لنجاح الثورة باتت أكثر قرباً منا ويعي فعلاً بأن التغيير يبدأ من الذات وصولا إلى الوطن...
ففي إحدى الصفحات التابعة لأحدهم، حينما فتح مجالا للحشوش الثوري انهالت الشتائم وألفاظ السوء بين عشيرة مفسبكين منهم صاحب الصفحة وآخرين وخلال متابعتي للتعليقات أتضح لي أنه بات من ينتقد تفاصيل الثورة ويحللها (مُندس) وباتت أصابع الاتهام تتجه نحو كل من ينصح أدب وأخلاق وجدية ولعل مواجهة النقد بالشتائم والسب هي سبب واضح وكافي لسد الطريق بالمنتصف وإيقاف عجلة التغيير، فليست بأخلاق تلك التي تقابل الانتقاد البنّاء بالشتائم وليست بأخلاق هذه التي تمنح لقب (مندس) لكل حر، فأيما وجدت شخص ما سواء كان صحفياً لامعاً أو شخصية اجتماعية تسلط الضوء على بعض نقاط الضعف أو بعض السلوكيات الخاطئة الذي يقترفها البعض سرعان ما تنهال عليهم الشتائم ومواطن العيوب على تصرفاتهم وتتعلق على أسماءهم تمائم الاندساس، فلماذا إذن هذه الحركات اللامسؤولة؟؟
من حق كل مواطن إبداء رأيه بكل أدب دون أن يجرح شخصاً، فنحن لسنا معصومين من الخطأ بقدر ما نحن بحاجة إلى الالتفاف حول الأخطاء الشائعة ومحاولة تقويمها وتصويبها كي تنجح المساعي دون عراقيل.
الآن وبعد كل هذه الفترة، ألا ينبغي بنا أن نتغاضى عن التوافه ونكون أكثر رقياً حواراً ونقاشاً ونُصحاً، فهذه إن صلحت عكست مدى أحقيتنا بالتغيير المنشود، أما أن نطلب التغيير دون أن نغير شيئاً بسلوكياتنا الخاطئة المستفزة، فهذه وكأنما نبحث عن إبرة في كومة قش.
على الجانب الآخر والمضيء والجاد والفعّال تعكس بعض خطوات الشباب مدى رقي تفكيرهم الإيجابي في كل ما يدور حولهم، فنتنفس الحرية حينما نجدهم يخططون وينفذون لكل ما منه نجاح لثورتهم وعكس صورة أخرى مضيئة لشبابنا الفذ وأبسط مثال هي تلك الحملة التي أطلقها عدد من الشباب بساحة الحرية بصنعاء عبر صفحات الفيس ومن ثم تكرّست جهودهم على الواقع خلال اجتماعات للأعضاء تمهيداً لتنفيذها وأطلقوا عليها اسم حملة (ساحتي نظيفة) والتي تهدف إلى تنظيف الساحة من النفايات والمخلفات، تزامناً مع اقتراب شهر رمضان الكريم والتي يمثلون فيها مبدأ الحرية للجميع، فبعدما تم تقسيم المهام بين الأعضاء بدأ التحرك على أرض الواقع، حيث سيتم تقسيم الساحة إلى ثمان قطاعات لتقسيم العمل فيها، إضافة إلى توزيع نشرات توعوية وصور مصاحبة للحملة عبر موقع الفيس بوك، أيضاً تم مناقشة تحديد يومي الخميس والاثنين من كل أسبوع لتنظيف الساحة وتنظيف شارع الستين بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع...الفكرة جداً رائعة بحجم وجود فِكر شبابي ايجابي منخرط في مشاكل الشباب في ساحات التغيير.
في هذا المقام لا يسعني إلا أن أشكر الصحفية رغده جمال والصحفي صدام الكمالي وعلي الكمالي وسحر غانم وخالد سعد وسحر عبد الله والآخرين من لم تصل أسماءهم حبر قلمي فمثل هؤلاء الشباب هم من يضيئون للشباب فِكرهم .
لي أمل بأن يكون هذا العمل الهادف مثالا واضحاً لكل من يشكك بوطنية الشباب الباحثين عن التغيير وان يسعى الجميع لإنجاحه وليبتعدوا عن المنغصات بسعة الصدور وجمال الأخلاق..


في الإثنين 18 يوليو-تموز 2011 03:47:20 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65075