بين الأفراح والأتراح نمضي
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

على طريقتهم:
لم يعد بمستغرب أو ما يدعو للقلق حين تسمع إطلاق نار قريب أو بعيد أو حتى صوت يشبه صوت الانفجار، أكان صغيراً أو كبيراً وهذا ما تعود عليه البعض من خلال عقليتهم التي انحصرت في كل ماهو فوضوي وبحثا عن الفوضى ولا سواها من أجل إقلاق سكينة المواطن أينما كان، وبالرغم من غياب مثل هذه المظاهر منذ سنين وما يعتبره البعض من انجازات النظام البائد السابق، إلا أنها تعود من جديد لنرى إشكال التخلف الفكري لاتزال تعود إلى ما قبل ثورة 62م وحتى 48 وكل هذا بحجة الفرحة ،ومرة تلو الأخرى والإزعاج يزيد والتخلف يزيد ولا نستغرب مثل هكذا عقول نشأت وترعرعت على حب الفوضى وبكل الأشكال.

ألعاب نارية :
هي نفس الألعاب التي كانت قبل عام من الآن ممنوعة ويعاقب كل من يبيعها أو يقوم باللهو ويزعج المواطنين واليوم تجد اغلب المكتبات تبيع الألعاب النارية وبأشكال وأنواع مختلفة وذات أصوات عالية وكل هذا من اجل الفرحة، ولا ادري عن أي فرحة يتكلمون، ولا ادري هل يظل العناد والمكابرة في عقول البعض قبل أن نقول في قلوبهم، لأن القلوب كما نعرف لينة وعطوفة وتتعامل مع المعطيات بكل مشاعر وبعيدا كل البعد عن التفكير ولو لمجرد ثواني فيما يضر أو ينفع والبركة في الرحمة الموجودة في القلوب والمقسومة لمن يهدمون الوطن على رؤوس مواطنيه قبل أن يكون هناك ولو قليل من المنطق في جدية الواقع المعاش في بلادنا وما يتطلبه القادم بدلا من الجلوس على أنقاض الماضي والحديث عن اللي راح وكل هذا من الأسباب التي أصبحت تدعونا للتساؤل، هل بالفعل انعدم النظام وضاع القانون وأصبح كل شيء متروك للفوضى وكل واحد يتصرف على هواه وكل مسؤول يأخذ ما يستطيع مادمنا لن نسأل احد ولن نحاكم احد؟!.
صداع ليل نهار:
لازلنا نعتبر أكثر شعب باعتقادي على وجه الكرة الأرضية يستهلك البراسيتمول بكل أصنافه وأنواعه التجارية المجازة والممنوعة والمحظورة في بعض البلدان وذلك بسبب الصداع، صداع من أخبار الأوضاع، من تحليلات اقرب متحدث في الشارع أو في مطعم أو في مقوت، صداع من انعدام ضوء الكهرباء ، ومن دخان السيارات بسبب المشتقات المغشوشة والمخلوطة ، صداع من أصوات المولدات الكهربائية عند الجيران، صداع من الألعاب النارية، وبعد كل هذا بالله عليكم هل هناك علاج اكبر وانفع واجدى من البندول والبرمول؟ ربما العلاج يكون قليلاً من الوعي فقط والحديث بمنطق الفكر وبعيداً عن العناد الذي اشتهرنا به كثيراً ولازلنا نمارسه في حياتنا ليل نهار وكل هذا من اجل ديمقراطية الحناك الوطني.

مابين وبين :

هنا الأفراح وهناك الأتراح ومابين البهجة والحزن فرق شاسع ولكن لا ادري هل الحياة التي نعيشها تستحق أن نبتهج بهذه الطريقة وان نقوم باستهلاك مخزون كبير من الذخائر والتي تعود ملكيتها للجيش الذي يتبع الوطن والوطن للجميع ، لتعود على رؤوس المواطن وتقتله ولا يعرف من قتله ولا ماهي الجريمة التي ارتكبها لكي يستحق الموت من طلقة عادت من الفضاء وقالوا قضاء وقدر، هي تلك الفرحة التي ترسم بالمقابل دمعة حزن وتجعل القلب يقطر دماً وهو يرثي أسرة احد الضحايا الذين سقطوا جراء تبعات الفرحة وهي فرحة استغربها الكثير من أصحاب الفكر في دول الجوار وحتى الذين أسموهم من المقربين وأصبحوا في عشية وضحاها من المحببين وأنهم من الطيبين وكانوا بالأمس يدعمون المخربين ويؤيدون الخراب في البلاد وهكذا هي الحياة، كل يوم في لون وشكل ولا يبقى على حاله إلا الله سبحانه وتعالى.

عنوة وبالغصب:

إذا سنحتفي بأتراحنا عنوة ونحتفل بعيد ميلاد السفاح وعيد الاستبداد وعيد الظلم وعيد الطغيان وعيد أحفاد أحفاد السفاح ولن يقتصر احتفالنا داخل حدودنا الجغرافية، بل سيمتد لنعزي الراحلين بن علي الهارب وحسني الغير مبارك ولن يباركه سوانا لأننا ارتضينا المذلة يوما وسكتنا عن الظلم والاستبداد سنين وعليه سنجني ما زرعناه ونحصد ما تحملناه ونعايش أفراحهم ولو على حساب دموع أتراحنا وسننتظر لعل معجزة من السماء تنزل ويعي الشعب معنى الواقع الذي نعيشه.

مرسى القلم :
إحنا عطانا الله عقل وتفكير     
      سبحان من هو زاد خلقه عجايب
وما بين حلم وبين فكرٍ وتخيير     
     بيَّن دروبه بين خاطي وصايب
زان البرايا بين حسنٍ وتصوير     
     ياجود ربي صان كل الركايب
أجرى سحابٍ مجريات كما الطير     
     فوق البوادي جاد مزن السحايب
وأجلى صباح بالأماني على الخير     
     عقب الليالي اللي تواري النوايب
a.mo.h@hotmail.com

في الثلاثاء 19 يوليو-تموز 2011 04:12:25 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65084