ليس للإنسان إلا ما سعى
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

صدق الله وصدق رسوله:

لا يعتقد أحد أنه سيكون في مأمن من بطش العزيز الجبار والأمثلة كثيرة يشيب لها شعر الطفل قبل الشاب ويهرم منها الصغير قبل الكبير وستجد أن كل شيء في الحياة مكتوب ومقدر من الله سبحانه وتعالى ومهما حاولت أن تفعل ليس لك سوى ما قدمته بين يدي الله عز وجل من أجل رضاه وأن تحيا دون أن تظلم أو تقهر أو تكون مفسداً في أرضٍ جعلك خليفة عليها ،حتى لو كنت مفترشاً أحد الأرصفة، فقد جعل لك الخلافة يوماً من الأيام في بيتك ومالك ونفسك ، وحتى الآن وأنت تعايش سعادة الجنون، فأنت لك الخلافة في الجنون ولعلها فلسفة صعبة على بعض أصحاب الكرفتات والبذلات والهندام فهمها بسهولة، ولكن عادي اللي ما عيفهمش براحته ولا داعي لأن يتحمل عناء الصداع من طرحي، لأنني زعلان أو متضايق من شيء كما يعتقد البعض أو لأنني باختصار صاير مجنون بس بابتسامة سخرية في الصورة التي أصر دائماً على عدم تغييرها وتجعل البعض كان أو لا يزال يعتقد أنني مغرور أو أسخر من الناس، والسبب يبدو أنني نزلت بصحن فضائي إلى دولة اسمها اليمن واستقريت فيها ولا زلت استقبل عائدات مناجم الذهب في المريخ وحقول النفط في المشتري والطاقة الحرارية من الشمس وأعيش حياتي , وإلا ماذا يا عالم؟!

ليس كل مرة تسلم الجرة:

والجرة لم تسلم بالطبع عدة مرات وكل مرة وهي تتعرض لهزة، ولكنها جرة ملعونة لم تنكسر ولم تنفعنا وتحفظ لنا قطرة ماء ، وليس بمقدرونا أن نشتري غيرها أو نذهب للبحث عن أخرى والسبب أننا تعودنا على الذل وأصبحنا نقول اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين ، وكأننا فقط نريد السلمية في كل شيء، والواحد فينا ينقلب كالأسد إن وجد في بيته شيئاً ضايقه، بل ويقوم البعض بضرب زوجته وأطفاله وحتى لو أمام الناس ويصرخ كالمجنون وقالوا عادي زوجته وعياله وهو يربيهم، وكأننا في غابة بالفعل الكل يمجّد الأسد وسعيدة التي تقوم بدور اللبوة هي من تنتج البترول والغاز وتصدر الأسماك والقطن والصادرات الزراعية المتنوعة بكل أشكالها، بل وتستقبل المعونات والمساعدات وتمويل مشاريع تنموية يتم استثمارها في بنوك سويسرا وبعضها في بنوك ومزارع تهامة والأراضي المنهوبة في الجنوب والتي أصبحت وستصبح قضية العصر، وكل هذا نقدمه للأسد الجريح الذي يقطن القصر الفاخر برعاية فاخرة من آل السمو والمعالي والريادة ومن قبل كانت الجلالة أيضاً وجل الله سبحانه وتعالى وتمجّد وله الكبر والسمو والسلطان.

خارجونا الله يخارجكم :

لا نريد أن نخوض في غمار ليت وليت ، وكل مرة نحترس منها ونقع فيها ، ليتنا ما كنا توقفنا عن الدراسة وانتهى بنا المطاف بشهادة ثانوية لا تسمح لنا التقديم حتى في مطعم شعبي، وليتنا لم نسافر إلى صنعاء من أجل أن نستقر وكنا استطعنا تمجيد وتبجيل بعض الأشخاص والحصول على رضاهم ورضوانهم داخل الريف وتوظفنا بشهادة محو الأمية، وليتنا لم نهوى الكتابة والتي أصبحت احترافاً وأحياناً مصدر رزق وحيد، يحفظ لنا قليلاً من ماء الوجه، وليتنا لم نكن يمنيين عشان نقدر نروح أي مكان، وعلى الأقل كنا صوماليين نقدم لأي مفوضية تعطينا حق السفر والاستقرار في السويد أو فرنسا أو أميركا ونعيش مثل باقي الخلق ، وليتنا لم نقل هذاك اليوم أن فلان هو الأنسب، وليتنا لم نختر فلاناً ليمثلنا في فعالية الصرف الحكومي والمتمثلة في مليارات يصرفها النظام البائس ولكم هذه الأيام أقرب مثال في الإجازة البرلمانية والقضائية والمليارات التي تصرف للموظفين الذين لا يعرفون الوظيفة إلا آخر ثلاث أيام من الشهر من أجل استلام الراتب والإكراميات والهبات والعطايا الملكية والخارجية والمعونات التي تذهب لمعشر الموظفين ويموت العاطلون من الجوع والذل والهوان ، وليتنا لم نكن والخوف أن يأتي يوم القيامة ونقول ليتنا كنا تراباً والعياذ بالله ، كل هذا وأكثر ونحن ننتظر وحياً ومعجزة لحل قضية البلاد والعباد واستمرار الحياة ولا مشكلة أن ترتفع بعض الأسعار، فنحن لم نعرف النزول والتخفيض أبداً في حياتنا سوى نزول مستوى الدخل المحدود والمعدوم ، كل الخوف يتمثل عندي شخصياً في أن يأتي يوم من الأيام ونقول ليت ما صار ما كان ولا كان .
أن الله لا يحب الفرحين:
أيها الفرحون في بعض وسائل الزيف الإعلامي التي لا تمثل سوى عقليتكم المحدودة داخل قناة "سبأ" الحبابية افرحوا كثيراً بإيقاف "بن همام" من قبل الفيفا ولا أدري والله لم استوعبها إلى الآن ، ما علاقة هذا بالوضع الراهن وقناة سبأ تزف الاحتفالية ، فهل تناسيتم أننا إلى الأمس القريب ونحن سرقنا تلفونه الثريا وفي بيت وكيل وزارة .......... وبحضور وزير كذا ووكلاء وزارة كذا، هل تناسينا أننا إلى الأمس القريب ونحن نبحث عن معونات مشروع "جول" الدولي من أجل النهب والسرق والمشاريع الوهمية وكرة مجلس اتحاد الكرة المفطورة لمدة تصل إلى سنة إلى أن جاء بن همام وصرف بدل تغييرها ، هل نسيتم كم المليارات التي دخلت جيوبكم وأقسمتم على عدم خروجها واليوم افرحوا وافرحوا إن الله لا يحب الفرحين .

مرسى القلم:

حين تطال السياسة لتصل إلى الأندية الرياضية وتقوم بحرمانها وتهبيطها واستخدام الأسلوب الهمجي البايخ والعذر الأقبح من الذنب بحجة عمياء مثل صاحبها، لكي لا يتم إيقافنا من المشاركات الخارجية، فاللعنة على مشاركاتكم التي لم تؤت لنا سوى الذل والعار والمهانة في كل مشاركة رياضية، وأعتذر لك عزيزي القارئ عن لفظ اللعنة ويبدو أنني أحاول أن استنفذ كل المفردات التي تليق بهم قبل حلول الشكر الكريم، ودمتم سالمين.
في الأربعاء 27 يوليو-تموز 2011 02:59:22 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65171