إنتظرونا في رمضااااان!!!
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

في النهار:
سيكون موعدكم مع حلقات الكاميرا الرمضانية وحلبات المعارك البطولية والتي تبدأ يومياً من بعد صلاة العصر ولا تحاكي صايم بعد صلاة العصر، على ما قالت جدتي سعيدة، وتستمتعون بالتأكيد باستعراض عضلات البعض وكذا تصرفات أصحاب السيارات قبل المغرب بثواني من أجل الاستعجال ومش معقول يؤذن وهو في الشارع وهذا سيكون مرتكز برامجنا الرمضانية وكونوا في الانتظار
في المساء:
تبدأ الأمسيات الرمضانية حال انتهاء البعض من العشاء والتوجه إلى أقرب سوق قات وشراء ما يلزم والتوجه إلى مجلس البيت أو مجلس الأصدقاء وعليه تتجلى الطاعات ويطيب الذكر في القال والقيل والحش والكلام عن الديون والأسعار والهموم ووصولاً إلى أن في المعارضة فلان اللي بيني وبينه كان يوم اختلافاً لأنه مايعجبنيش واليوم يقول ارحل والله ما يرحل إلا هوه اللي عادو يشتي يفعل نفسه فاهم، وانتهاءً بمعك خمسة ألف سلف وباردها لك لوما يبيض الديك ويولّد الحمار وتغني الزرافة، وحتى منتصف الليل ويصبح حينها الجو مناسباً من أجل الجلوس أمام التلفزيون في حين يكتفي البعض بعمل الاتصالات الهامة مع وزراء الخارجية العرب ومسؤولي العالم وصنّاع القرار من أجل نقاش الأوضاع العامة في تشاد ومستقبل الديمقراطية في شربازستنان الغربية، والبعض لم يعرف أن الله موجود لا في رمضان ولا رجب وشعبان ولا حتى باقي العام، وعاد البعض فيهم الخير ويتوجهون إلى المساجد في رمضان من أجل أنه رمضان وما معك بالسنة إلا رمضان ورمضان قدو رمضان ويعلم الله كم عيوقع من حق فلان ومن الشيخ فلان ويمكن لجان الحزب البائد هذا العام ستقوم بإعمال الجمعيات الخيرية في جمع تبرعات أصحاب الخير وصرفها على العاملين عليها وعادي مش ضروري الفقراء والمساكين وباقي الفئات المستحقة وكل واحد يدبّر نفسه.

قالوا رمضان:
مابين نهار وليل رمضان حكايات ومسلسلات وبرامج وحلقات واستعراضات البعض ومهازل الإعلام وحوامل التلفزيون اليمني وبياخة الكاميرا الخفية في الإعلام المعارض، وكل هذا بالطبع يجعل من تناول البندول شيئاً ضرورياً إلى جانب الوجبتين الأساسيتين ووجبة القات والحشوش والتخطيط من أجل القروض الشخصية من الزملاء وتقديم طلبات السلفة من قبل الموظفين وتأجيل الإيجارات والتعذر بالوضع وكأنه فقط لم يكن إلا عليهم، ولا يعلمون أن فئة الغير موظفين من المستضعفين على وجه الأرض لايزالون يبحثون عن قليل من الكرامة التي فقدها الكثير من غيرهم وأصبحوا يعيشون بدونها ويتكلمون عنها وكأنها حكاية من حكاية وضاح اليمن، والذي وجدوه داخل صندوق مختبئ بعد أن كان يمارس الرذيلة مع إحدى زوجات حاكم من الحكّام، والبعض يعتبر هذا الاسم من أسماء الفخر والاعتزاز ويعلقه على باب محله وورشة وضاح اليمن، وقصدك من اسم، وعلى ما قالوا رمضان وإن ما كان للصوم على الأقل يكون للنوم، ولكن باقي العيد والعيد يشتي له متطلبات كثيرة وعليه ينشغل الكثير أو قد يكون الكل في أمور الحياة اليومية ونهرب كلنا من السياسة إلى الفلاسة والبحث عن مصادر دخل تتيح لنا العيش بقليل من ماء الوجه الذي انعدم في كثير من موظفي البلدية والذين يعتبرونه موسما للنهب ولو على حساب أصحاب البسطات والمساكين ومن يفترشون الأرصفة من أجل العمل الشريف ولقمة العيش الحلال، والتي افتقدها الكثير ولم يعودوا يفرقون أن كانت حلالا أم دون ذلك، والمهم يعيش وخلاص.
انتظرونا في رمضان:
نوم لقبل المغرب، يصحى الواحد قبل أن يؤذن بخمس دقايق يدوّر السمبوسة والتمر والليمون، وحبة سجارة طبعا، وبعدها مباشرة العشاء، ياخبير باقي يمكن صلاة المغرب وعلى الأقل قدو مغرب، ومن ثم العشاء والكثير ينسى أن هناك صلاة بعد العَشَاء وهو فرض العِشَاء وسنة التراويح ولكن سقطت هذه الفرائض وأصبح صوم البعض منحصر فقط بالنوم والأكل ولا يريد أن يكلمه احد والا سيقتل ويذبح ويعمل ويفعل ويسوي ويترك وينهب ويطحن، وانتظروا محرومات وجنائر وانتظروا السحب على الخرطة الكبرى وانتظروا النهب المباشر والغير مباشر من قبل شركات الاتصالات وانتظروا أيضاً كل ما هو سيء وتصرف منبوذ في كل مكان وعند من له عقل وتلامسه هنا من خلال معايشتك لهذا الوضع البائس الحالي الذي نعيشه وانتظرونا في رمضان.
مرسى القلم :
وش يفيدك إن تعلّمت الزّبور         
 وأنت ما تعرف معاني (البسمله).
a.mo.h@hotmail.com
في السبت 30 يوليو-تموز 2011 02:20:55 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65201