نهاية طاغية ثالث.. فمن الرابع؟!
محمد علي محسن
محمد علي محسن

نهاية الرئيس زين العابدين بن علي ولا في أفلام هوليود، ففي الوقت الذي مازالت طائرته تحلق في السماء كان الشارع المجاور لقصره خالياً إلا من مواطن تونسي ومن صوته المنهك المبتهج برحيل الطاغية وسدنته، لم يكن يعلم المحامي/ عبدالناصر العويدي أن تعبيره العفوي في ذاك المساء وذاك الوقت العصيب سيكون جديراً بخاتمة فيلم هوليودي.
تحيا تونس حُرَّة، يحيا الشعب التونسي، يحيا الشهداء، يا شعب تونس العظيم : بن علي هرب، بن علي هرب.. هكذا أخذ الرجل يهتف حتى بح صوته، فرحته برحيل الرئيس دفعته للخروج إلى الشارع دونما خوف أو وجل من حظر التجوال.
نهاية الرئيس/ محمد حسني مبارك حبيساً متهماً عليلاً خلف قضبان المحكمة هو ونجليه جمال وعلاء وفي سابقة تعد الأولى منذ عهد حكم الفراعنة السالفين، فنهاية مبارك مأساوية وتراجيدية لم يكن يتوقعها أكثر المتشائمين، فإذا ما استثنينا محاكمته وماهية الحكم الذي قد يصدر بحقه ؛ فإن مشاهدته في قفص الاتهام بلا شك يمثل مادة صحافية وسياسية وفنية.
 فمثلما ذهب ورحل الرئيس صدام وبقت حفرته ولحظة اعتقاله ماثلة في الأذهان، كذلك هو حال الرئيس مبارك الذي سيذكره الناس والتاريخ من الآن وصاعداً كأول فرعون مصري يقوده حظه وحماقته وعناده إلى الحبس والمحاكمة العلنية.
نهاية القائد الأعجوبة معمر القذافي لم تحدد بعد، فبرغم سقوط نظامه وعاصمته طرابلس، إلا أن مصيره مازال مجهولاً، المؤكد أنه الآن في سرداب كجرذ مذعور من ثورة الشعب الليبي، أو أنه شارد منفي، هذا الزعيم المجنون ستظل حكايته ونهايته قصة تروى لقرون وأجيال.
 لقد سقط هذا الطاغية وبطريقة مأساوية مكلفة جداً، نهاية ولا في بوليود الهندية، ثلاثة خطابات في يوم واحد وسقوط عاصمة في يوم واحد، الجرذان الصغيرة لم تكن فئراناً مطاردة وفانية في صحار وبيوت جماهيرية الزعيم المهووس بداء العظمة، بل صارت ثورة ورجالاً وشهداء وكفاحاً طويلاً ومريراً توج بهرب ألقذافي وجلاوزته وباعتقال نجله سيف الإسلام وغيره من أركان نظامه التي تهاوت أو استسلمت أو قتلت، وبتمزيق صور الطاغية وإنزال أعلامه الخضراء وتحطيم تماثيله، نهاية أغرب ديكتاتور عربي كانت فانتازية وتراجيدية، الزعيم العجيب سيظل لوقت طويل حالة جديرة بالدراسة والتحليل، كما ستكون جماهيريته ونظيرته الثالثة وحكمه وخطابه وملبسه وغيرها من سلوكياته ونزواته وعنترياته حكاية ولا في الأساطير اليونانية القديمة، رحل أم انتحر أم سجن!، المهم طاغية العصر انتهى والسؤال المهم الآن هو من الرئيس التالي صالح أم بشار؟!.
 

في الخميس 25 أغسطس-آب 2011 04:54:21 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65418