الرئيس وسيناريو النهاية
محمد علي محسن
محمد علي محسن

ما بين المطالبة الشعبية برحيل الرئيس/ علي عبدالله صالح وبين رغبته الشخصية في البقاء في الحكم حتى آخر نفس؛ يبرز التساؤل عن ماهية الحل والمعالجة؟ فهذه الوضعية المتأزمة طالت وتمددت وعلى نحو كارثي ومأساوي لم يسبق له نظير في تاريخ اليمن الحديث.
الوضع بجد خطر ولا يحتمل المزيد من العبث والتسويف والتأزم، فشعب اليمن صبر على رئيسه ثلاثة عقود ونيف وآن الأوان له أن يعيش حياة مستقرة مزدهرة تختلف كثيراً عن تلكم السنون السالفة المذلة والمهينة لكل إنسان يمني حر ينشد الخير والسلام والعدل والتنمية والكرامة.
لقد تحمل اليمنيون ما لم يحتمله غيرهم من الفقر والفوضى والفساد والنهب والهيمنة والتمييز والإقصاء والقتل والكذب وغيرها من الممارسات العبثية التي يبدو أن الرئيس ونظامه غير آبهين لمعنى أن يثور وينتفض المواطن من أجل حياة مختلفة، يسودها العدل والكرامة والمواطنة الحقة غير منقوصة أو مستعبدة ومهانة.
ما هو مؤكد أننا نعيش زمناً ثورياً استثنائياً يشبه إلى حد ما حقبة الخمسينيات والستينيات الثورية التحررية، تبدل التاريخ والحكم والوجوه واختلفت الوسيلة والأداة النضالية، لكن الغاية تبقى واحدة، ففي المحصلة ثوار الأمس ثاروا على واقع بائس ومهين لحريتهم وكرامتهم وثوار اليوم ثاروا على وضع مستبد مذل ومنتهك لإنسانيتهم وحياتهم، فكلاهما ينشد الحرية والعدالة الاجتماعية وتحقيق مبدأ الحكم للشعب.
ولأننا في مرحلة تاريخية ثورية، فكان ولابد لهذه المرحلة المختلفة قيادة سياسية استثنائية وثورية، تتواءم مع طبيعة المهام المنشودة، ومع مرحلة كهذه لا أعتقد أن المشكلة تكمن في ممانعة ورفض الرئيس ودائرته الممسكة بكل مقاليد الدولة والسلطة والقوة، فما هو مؤكد أن الرئيس لا يمكنه قبول مسألة رحيله من الرئاسة هكذا ولمجرد أن شعبه طفح به الكيل، المشكلة أيضاً فينا نحن كمجتمع وكنخبة وقيادة سياسية تنقصها الشجاعة والجرأة والإرادة القوية.
لدينا الآن سيناريوهات ثلاثة وقعت في مصر وتونس وليبيا، فمن أجل مغادرة الحالة الراهنة أمام الرئيس وحكمه أمران ينبغي أخذهما على محمل الجد، فأما الأول فمازال اختيارياً ويتمثل بالخروج الاضطراري المنقذ له من مآل الرئيس مبارك وبن علي وهذا لن يكون إلا بإحياء مبادرة الخليج كورقة أخيرة ينقل فيها سلطاته كاملة إلى نائبه عبدربه منصور.
 أما الأمر الآخر، فإجباري ويكون في قمع وقتل المتظاهرين ومواجهة ثورتهم الشعبية بقوة الجيش والأمن ونقود البنك المركزي الحاشدة لجماهير وأنصار ميدان السبعين، مثل هذه الحالة المهدرة والمبددة لمقدرات وإمكانيات الدولة لن تمنحه نصراً في معركة يدرك الجميع أنها خاسرة، بل ستؤدي به إلى نهاية كارثية وعلى طريقة معمر القذافي وأبنائه وأنصاره. 
في الثلاثاء 13 سبتمبر-أيلول 2011 04:05:41 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65600