متحدثون في زمن الصمت
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

كلام في كلام:
تخيلوا أن يتحدث الجميع في وقت واحد وبموضوع واحد أو حتى بمواضيع مختلفة ما بين سياسة ونقد وإبداع وطبخ ومشاريع وثورة ودعوات زفاف وخبر موت وهكذا في شتى الأمور التي نعايشها بنفس اللحظة هل وقتها يستطيع أحد أن يسمع الآخر؟؟
سيرد عليك واحد من أصحاب "أيوا وعادي"، أيوا وإلا كيف الهنود يتكلموا بنفس الوقت وعادي يفهمون بعض
نقتات الكلام:
هل ستصدقون حين أقول إننا أكثر شعب على وجه الأرض نقتات الكلام بل ونستخدم الكلام لكي نقضي أكثر من نصف ما تتطلبه حياتنا بالعمل، فالمنافقون كثر والدجالون أكثر والمادحون يفوقون عدد شعر الرأس حول المسؤول الواحد، في المكان الواحد، في العهد الواحد، في زمن الوطن الواحد، والدين الواحد والمصير الواحد والفكر الواحد، تحت راية شرعية الرئيس الواحد، بالعمر الواحد من الميلاد حتى الممات، كلام هنا وهناك ولا مكان للحديث عن الهموم إلا في مكانين فقط، الأول فوق باصات النقل الداخلي بالمدن أبو خمسين، والمكان الثاني أمام دكان المقوّت في انتظار القات، ومابين المكانين قصص لا تنتهي من الهموم وفي كل الحالات إما تحلف في المكان الأول على المتحدث أن تدفع عنه الحساب وهذا جزاؤه وفي المكان الثاني يتظاهر كل من الطرفين بأنه يريد شراء قاتاً ضعف ما يشتريه الآخر من أجل الهنجمة وعشان الحاضرين يسمعوا كلامه والفائدة عند أصحاب ذمار، أقصد عند المقاوته.
اسطوانات مشروخة:
من أعجب الكلام الذين نسمعه من بعض الأحبة المتبقيين على أمل عودة المهدي المنتظر هو نفس الكلام في كل مجلس وهذا غريب، إذ أننا شعب الابتكارات ولو بالهدرة الفارغة التي لا تفضي إلى شيء وكمثال على ذلك حديثي المطوّل، منذ بداية هذا المقال إلى هنا ولا أعتقد أن الجميع سيستوعب ما طرحته لأنني إلى الآن لا أدري من أين أمسك زمام الحديث وكيف أصوغ مفردة إن الصمت من ذهب
عدَّادات الكلام والهدرة:
إذا تقلدت يوماً من الأيام منصباً في هذا الوطن أو حتى أكرمني الله ورزقني بمنصب قيادي كبير، فإنني لن أتواني لحظة عن اقتراح وضع خطة إنعاش الاقتصاد الوطني بعدادات الكلام والتي ستعود بالكثير من المردود على الخطط الحكومية وستحارب الجهل والتخلف بأبسط الحلول، وسيصبح الحديث حينها بلغة الإشارة حتى بين رب الأسرة وربة الأسرة حول الحديث عن الغداء بدلاً من النقاش في الهاتف ومن صباح رب العالمين عن الغداء وهو المعلوم زبادي وسحاوق وهات كيس خبر معاك من البقالة لأنه مافيش دقيق والغاز خلّص وما فيني طافة أخبز وسيكون من المعلوم أن يقوم رب البيت بالتصرف ببعض الأمور التي لا تحتاج إلى استهلاك فواتير الهاتف الحكومي لأي مرفق يتواجد فيه أخونا المذكور ولو حارس باب الوزارة ما دام أن التلفون حق الدولة والدولة ما فيش من يرحمها من نهب المسؤولين قبل الموظفين الصغار، وحينها صدقوني سننعم ولو بقليل من الهدوء خلال رحلة الباص من باب اليمن إلى شميلة وليس إلى إب أو تعز مثلاً فقط إلى شميلة
غرائب الحديث:
كان أحد الأشخاص كلما حاول ابنه أن يتكلم يقول له اسكت أنت لا تتكلم إلا يوم العيد، وفي يوم من الأيام جاء صديقه إلى منزله وجلسوا جلسة تخزين فجاء الولد وكلما حاول أن يتكلم في شيء قاطعه أبوه بقوله أنت لا تتكلم إلا يوم العيد، فماكان من صديقه إلا أن قال له اذكر الله هذا ولد صغير وعسى أيش اللي بايقوله يا أخي أنت غريب والله، رد عليه الأب قائلا / أصلاً أنت ما تعرف أن أبني لغجة وكل كلامه أهبل وأحسن شيء انه يجلس ساكت.

فما كان من الولد إلا أن استغل خروج والده لإحضار ماء للشرب فاقترب من الضيف وقال له يا رجّال يا رجّال ‘‘ تِزَوِّجني بمَرَتَكْ؟!!

فقال له الضيف: لا رحمك الله لا أنت ولا أبوك، أحسن شيء تسكت ولا تتكلم إلاّ يوم القيامة

ابتسامة:
واحد اتصل على شركة الهاتف النقال فأجابه موظف خدمة العملاء بلباقة وسأله عن مضمون الشكوى أو الاستفسار عن الخدمة المطلوبة، فما كان منه إلا أن قال أخي الصغير بلع الشريحة وقت ما كنت انقل الشرايح من التلفون الأول للتلفون الثاني عشان البطارية خلصت والكهرباء طافية والبطارية حق التلفون الأول ما تركب على التلفون حق البيت أبو شريحتين فقاطعه الموظف: وأنا أيش دخلي يا أخي هذا الكلام قوله لدكتور يمكن يفيدك مش أنا.
فسأله صاحبنا ببرود أعصاب أنا بس حبيت استفسر إذا أخي الصغير اللي بلع الشريحة مثلاً تكلم هل يُخْصَمْ من الرصيد؟؟!!
قوة تفاؤل:
في المطار وفي صالة الانتظار جلست إحدى النساء تطالع في شاب جالس أمامها بطريقة غريبة لدرجة أن الشاب تضايق من نظراتها وسألها ‘‘ خير يا أختي وإلا فيك شيء، عرفتي أو شَبَّهتي؟
فأجابته / صراحة أنت تشبه زوجي الثالث الخالق الناطق سبحان الله
فسألها الشاب / ليش أنتي كم تزوجتي؟
فأجابته بثقة تامة / للحين مرتين.
مرسى القلم:
يِمْكِنْ أطْلَع مِنَّها خَالِي وِفَاضِـي
وإلاَّ غِيْرِي فِي هَوَاهَـا بَايِفُـوزْ
بَسْ أخَاف انِّه بِيُوم تِصِيْر قَاضِي
وتِحْكُم إعْدَامِي عَلَى ظَهْر الكُرُوزْ
كَان فِيْكُم خِيْر دِلّونِـي بِقَاضِـي
لأجْلْ تِدْرِي إنَّ ظُلْمِي مَا يِجُـوزْ

a.mo.h@hotmail.com
في الأربعاء 14 سبتمبر-أيلول 2011 04:29:44 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65610