الجنرال الذي تحلى بالحكمة والصَّبر
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

حملة إعلامية مغرضة:
لست أدري ما سبب الحملة التي يقوم بها بعض حملة الأقلام ضد اللواء/ على محسن هذه الأيام بطريقة تدعوني للكثير من التعجب وهم الذين يتحدّثون عن السلمية وأحياناً كثيرة ترى أغلبهم يحسبون إلى جانب الثورة، والحملة التي يطرحونها بطريقة عجيبة وكأنهم يريدون الإجابة من ناس أقل منهم عقلاً ومنطقاً لأنهم متعلمون وإعلاميون وأحياناً فاهمونً قليلا من الوضع الذي لا يفهمه الكثير في بلادنا، وهذا ما دعاني اليوم لطرح هذا الموضوع في ظل هذه الأوضاع التي نعايشها والقلق الذي نعانيه ليل نهار من أجل أن ننعم بقليل من الهدوء سواء من قبل من يحاولون تحرير الأراضي المنهوبة والمحتلة من قبل أبناء الوطن الأحرار -حسب معتقداتهم- أو تطهير البلاد من المخربين وذلك بقصف عمارة لا إله إلا الله والمباني المجاورة واستخدام بعض الأشخاص ليذهبوا ضحية وكباش فداء لقواته البواسل التي تواجه وتقصف بالأسلحة البعيدة المدى والشديد الأضرار معتصمين سلميين أرادوا العمل من أجل تحرير الوطن، واليوم لم يسلم أحد من الاتهامات والإعلام الرسمي ترك مهمة تأخير حسم الثورة لمن هم يحسبون على الثورة من خلال نشر الحكايات والوسوسات والأفكار الشيطانية والأوهام التي يسعى إلى زراعتها بين عقول أصحاب العقول في زمن اللاعقول.

لماذا لم يكن من قبل؟!
هكذا يقول البعض، إذا كان علي محسن تكفّل بحماية المعتصمين، فلماذا يتركهم يموتون في كل مسيرة، وبالتأكيد إذا كان هؤلاء أو أحدهم وهم محسوبون أحياناً على الثورة غالباً شاركوا في إحدى المسيرات السلمية يوماً من الأيام، فإنه سيدرك تماماً أن في كل مرة تحوط العناية الإلهية المعتصمين من الشباب الثائر ومن ثم تجد أفراد القوات الموالية للثورة هم من يأتون دفاعاً عنهم من رصاص الغدر بعد أن يتعرضوا للاعتداء من قبل القوات الموالية لبقايا النظام البائد والتي تسعى لتهديم كل ما يملكه الشعب، من أجل استرداد هيبة البدلة العسكرية أبو معاش يفوق المائة ألف ريال للعسكري الواحد، واليوم يتحدث البعض بكل حماقة تجعلك تخرج عن صمتك عنوة وكأنك تريد من وراء هذا الطرح إرضاء لفلان ونحن لا نريد سوى إرضاء ضمائرنا وأمانة الكلمة التي نتحدث عنها في كل مرة.
ولعل العديد من الإخوة الذي أكن لهم بعض الاحترام سيقومون بابتداع الخرافات وكأنني أبحث عن رقم عسكري داخل الفرقة من خلال هذا الطرح , وحاشى لله فلم نبحث عنه يوماً من الأيام وقد كنا قاب قوسين أو أدنى من صاحب المقام والخليفة لا أدري الكم والحمد لله الذي يهب لمن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء، ولكن هي كلمة حق أضعها هنا عسى أن يذكر الجميع كم عدد المرات التي يتم فيها استفزاز قيادة القوات الموالية للثورة من أجل تفجير الوضع، كم عدد المرات التي تتعرض فيها المناطق التابعة للفرقة أولى مدرع لقذائف ويسقط عدد من أبطال هذه القوات مابين شهيد وجريح من أجل ماذا؟ هل من أجلك أنت يا صاحب القلم الأحمق والفكر البائس الذي لم يجد له ما يتحدث عنه في ظل هذا الوضع الذي يحتاج أن تسخر قلمك وتتكلم بإنصاف عن دماء وأراوح الشهداء التي تذهب كل يوم من أجلك ومن أجلي ونحن لم نستطع أن نفي لهم حتى بيوم تشييع الجثامين، فقط يتحدثون من خلف ستار، قد يكون ما يغطي المرأة أشرف وأرقى مما يسترون به سوءاتهم ويطلقون الاتهامات جزافاً وينسون كم من الصبر والحكمة أبداه الجنرال الموالي لثورة الشباب، ويقولون كان وكان، دعوا كان وكان وخذوا مفسديكم ودعوا لنا مفسدينا وللثورة رب يحميها، وللوطن رب يحميه، للعباد والبلاد رب يلطف بهم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

لم نخض مواجهة :
هكذا جاء تصريح المجلس العسكري الموالي لثورة الشباب، ولكي لا يعتقد هؤلاء أن الثورة خرجت عن سلميتها فإن كل الدلائل تشير إلى أن الطرف الآخر من قوات بقايا النظام والتي تدار على طريقة الكل في خدمة الواحد والواحد مش موجود، هم من يستبيحون حرمة دماء الشباب الطاهرة وهم من قاموا بقصف المنازل والمساجد والجامعات وسيارات الإسعاف، هم من قاموا باستخدام أرواح شباب اليمن ممن يغررون بهم ويستخدمون تاريخ بعضهم الغير لائق من أجل أن يقتل إخوانه باسم الدفاع عن الوطن، هم من يعملون ليل نهار من أجل تحرير دولة كنتاكي وبعض المناطق الهامة في شارع الجزائر ومقديشو وصخر ووصولاً إلى جولة الرويشان بكل الوسائل المشروعة والغير مشروعة، هم من يقومون بتصفية كل من يمر من هناك جسدياً، ويقولون إن المعتصمين مخربون وإنهم مسلحون وهم يقصفون البيوت بمضادات الآر-بي" المخصصة كمضاد للدبابات، ويقتلون شبابنا بمضادات الطائرات وهذه يبدو أنها الأولى من نوعها.
ومن هنا كان تصريح المجلس العسكري المؤيد للثورة وبالفعل لم تقم القوات الموالية للثورة بأي مواجهات وإنما كل هذا هو دفاع عن المعتصمين وهو ما التزمت به هذه القوات وليسخر من شاء أن يسخر وليعترض على طرحي هذا من يريد، ويوفر عناء الكلام له ولزمرته التابعة والذين يقتاتون على ما تبقى من موائد أسيادهم في براميل وسلات الذل من أجل مصاريف يوم وتخزينة .

شكراً مصر :
لم يؤيد مندوب مصر المحروسة تشكيل لجنة من الأمم المتحدة لكي تقوم بالبحث عن جرائم النظام البائد في بلادنا وهذا ما كان عليه أيضاً رأي المملكة العربية السعودية والإمارات والسودان وبالطبع إلى جانب مصر ولا أتذكر أيضاً إن كان هناك باقي أحد، وهذا لم يفدهم بشيء لأنه ستشكل لجنة وسيعلم العالم كله ويعرف وحشية بقايا هذا النظام البائد الذي يدار بعقليات دموية تهوى القتل ليل نهار وتبحث عن ما يدمر الوطن بكل الوسائل، وما حز في نفسي كما هو الحال في الكثير من أبناء بلدي موقف الإخوة في مصر والذين سارعوا إلى نفي ذلك – حسب ما قرأت- ولم أسمع بالتأكيد ولكن قرأت على بعض الصفحات المتابعة والإخبارية وكأن نظام البائد حسني مبارك عاد من جديد بهذه الطريقة التي كان يتعامل بها من وراء الستار وبحقارة تجعله يستحق أدنى وأعلى مفردات الحقارة التي يتصرف بها البعض وكأننا ننتظر منهم الرحمة والعطف ونستجدي منهم الرفق والتأييد ونحن والله لم نستعطف أو نستجدي سوى رب العرش، من بيده الأمر من قبل ومن بعد .

فيسبوك بدون اعتذار:
بدون اعتذار أو أسف قمت شخصياً بحذف العديد ممن قاموا بالدفاع ولو جزافاً عن بقايا النظام التي تبيح سفك دماء أبناء الوطن من متصفحي الخاص، حقيقة لا يشرفني وجود أشخاص مرضى بالوهم ومرضى ببلادة الفكر، ثم ماذا يجبرني على تحمل مثل أفواه المرجفين وهم مدفوعين وكلنا يعلم منهم أبو ألفين ومنهم أبو خمسة آلاف ومنهم أبو عشرة آلاف، كلنا أصبحنا نعلم من هي الصحف التي عملت على تأخير النصر لثورة الشباب، وعلمنا علم اليقين بالاسم حتى لبعض الذين كنا نحسبهم من الأشراف ولم يتضح لنا سوى أنهم من المطبلين ولكن على طريقة الكرفتة والهنجمة، حتى وإن كانوا حملة شهادة ويوضع قبل أسمائهم حرف‘‘د‘‘ ولا أدري هل إلى الآن يقصد بها دكتور أو دموي .

مرسى القلم :

"يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" صدق الله العظيم، أيها الأحبة الكرام ما أحوجنا إلى التقوى هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى .

a.mo.h@hotmail.com
في الأحد 25 سبتمبر-أيلول 2011 05:05:02 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65729