أغصان الزيتون وحمائم السلام
أحلام المقالح
أحلام المقالح

(هذا أنا عدتُ حاملاً أغصان الزيتون وحمام السلام).. هذا ما قاله العائد بعد غياب 3 أشهر، في محاولة منه للف والدوران – كالعادة – وبدت ملامح الإنتظار تتقدم عقارب الساعة حتى سمعنا دوي الانفجارات، فعلمنا ماذا يقصد بـأغصان الزيتون وحمائم السلام!!.
صباح اليوم التالي ودعت صنعاء أكثر من "38" شهيداً، استشهدوا ليلة عودته، علماً بأن هذا الرقم محصور على منطقة الحصبة فقط، وفي تلك الليلة بالذات، فتترجمت جُملة الصالح إلى جرائم أبشع ممن سبقتها بقذائف تستهدف المناطق الآهلة بالسكان وضرب عشوائي وقنص للمارة في الشوارع والأزقة وحصار للأهالي في مناطق متفرقة، أذكر منها شارع هائل الذي تقطن في إحدى بناياته شقيقتي وتشكو من انقطاع الماء والكهرباء والنت لأربعة أيام متواصلة وحتى الخروج لشراء المتطلبات ممنوعة أيضاً وفيها مخاطرة كبيرة!!.
ماذا عساه أن يقول بعد أن عاد ساخناً لينتقم من شعبه بدسه في عداء مأهول بالوحشية.. ونطق الصالح (الحوار, الصندوق, انتخابات رئاسية....) وكلام ليس بجديد ولا يحمل بجوفه سوى التعثر والغرور, ليس لديه خيار آخر غير العناد – هكذا فهمنا- ولو آل مصيره كما مصير صديقه القذافي والموقف بات واضحاً من خلال خطابه عشية 26 سبتمبر، فما زال متمسكاً بمصطلح (أزمة)، متجاهلاً الشهداء الأبرياء الذين سقطوا برصاصاته الغادرة، فأين سيهربون من دماء الشهداء؟!.
لم يلفظ (سنقابل التحدي بالتحدي) هذه المرة، بل أشار إليها بتعابير أخرى، فانتهى خطابه كما بدأ لتضج السماء بالألعاب النارية والطلقات من مؤيديه، رغم أننا شاهدنا وسمعنا تحذيراً بعدم إطلاق الأعيرة النارية ووجدناهم – من يحذرون – هم من يطلقون الرصاص بشكل مهووس... عجباً يقولون مالا يفعلون!!.
ما استغربه فعلاً لماذا هذه المظاهر الفرائحية و(الزقعة)، هل نطق المخاطب بالحل للوضع المتدهور أو أنصف شعبه حتى نبتهج لذلك، أم انه حمل فعلا أغصان الزيتون وحمائم السلام كما تظاهر بهذا مسبقاً؟!.
لا يوجد شيء يستحق فرحة مؤيديه سوى أنه رفع جرعة الخوف لديهم وألبسها قليلاً من المعنويات حتى تشتد حمية القتل والإجرام أكثر بوجوده..
أعترف أنني لا احمل حقداً ولا ضغينة على أي شخص، سواء كان مؤيداً أو معارضاً، ولكني أحمل كل الحقد والضغينة لنفس تدعي الصلابة والوعي وهي هشة ومهتزة وجاهلة لا تبالي بشيء ولا تكترث لإنسانٍ ما، سوى بقعها السوداء في الداخل.. تؤجج الفتن وتدس التفرقة لتحافظ على ماء وجهها, تقتل تشرد وتسفك وتهدّم ويبقى كل أِكال الشر ماؤها وأمام النهايات وخيبات الأمل ما زالت تصر على الدَم..
لم يعد أمامنا خيار سوى خيار الشعب تماماً مثلما أمامه خيار العناد والصندوق الذي سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه لارتباطه الواسع والمتكرر بخطابات رئيس جمهورية..
اسأل الله له الهداية والرشاد.. وليمننا الأمن والأمان.. ولشهدائنا الرحمة ولجرحانا الشفاء..
في الثلاثاء 27 سبتمبر-أيلول 2011 04:34:02 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65753