حجاب العقول ...
أحلام المقالح
أحلام المقالح

يعد الحجاب الإسلامي أحد الأمور التي أمرنا بها خالقنا عز وجل وهو ذاك الساتر غير الفاضح ورغم الاختلاف في صيغته إلا أن له مرتكزات وأساسيات لارتدائه تُحكِّم النساء في شكله مضموناً...وما وجدته مؤخراً إبتداءً من بنات الخليج اللاتي اتجهن إلى نزع الحجاب بذرائع أكثر من كونها سخيفة، كما قالت إحداهن حينما سُألت عن سبب نزعها للحجاب فردت بسبب عدم اقتناعها به ولن تقتنع به حتى تخلعه لفترة أو كما قالت الأخرى موضة وحرية شخصية..!!
عجباً لهؤلاء المحجوبات العقل، فهل يُشترط الاقتناع لتنفيذ أمر من أوامر الله عز وجل وهل تنتهي الموضة بهن إلى مخالفة أوامر الكتاب والسنة..رُحماك يا الله...ما يهمني هنا هو بناتنا الذي وللأسف توجد نسبة لا بأس بها بدأت تتكاثر مؤخراً، خاصةً بالجامعات ينزعن النقاب يوماً ويرتدينه يوماً آخر، فهل هذا تذبذب عقلي أم مجارأة للموضة كما يدعين؟، لم أجد لسؤالي هذا ملاذاً غير سطور الورقة البيضاء بعدما سألته إحداهن عن دهشة : هل هناك من سبب مُقنع لنزع النقاب وارتدائه في وقت آخر؟، فصعقتني الإجابة حينما ردت بلا ولكنها موضة.
كنتُ على ثقة بأنها ستقول إن هناك سبباً صحياً اجبرها على نزع النقاب كمشاكل الجهاز التنفسي مثلاً ولكن الثقة انهارت بهذيان يسمونه الموضة..!!
قد يظنني البعض رافضة لنزع النقاب أو ارتداءه ولكني أرفض الذبذبة فيه وأشد ما أرفضه في نزع النقاب ما تسكبه النازعة له – مع احترامي لهن- على وجوههن من ألوان تجعل الجميع من الفتيات يفكرن بالحذو بحذوهن وبنفس الوقت أرفض للمنقبة التجميل للعينيين وزركشة النقاب بشكل مُلفت وهذان من وجهة نظري وجهان لعُملة واحدة وهي التزييف ولفت النظر وليس أكثر...
فماذا عسانا أن نسمي هذه (الحركات)؟؟ بشائر تطور وانفتاح كما تدعي هذه المجموعة أم تساوي مع بنات الخليج وليس هناك أحد أفضل من أحد، فهناك ينزعن الحجاب وهنا ينزعن النقاب؟...يبدو أن العقول أحتجبت وتحجّبت!..
لاشك في وجود الجدال حول ماهية الحجاب الإسلامي إلا أنه مازال هناك حد فاصل بين المعقول واللامعقول، فهل تعي تلك الفتيات قُدسية أوامر المولى عز وجل وأنها بلحظة غباء وطيش لا أكثر تخالف أمر الله وتُنقص من شأنها لا أقل؟؟..
مجملاً لا أعارض نزع النقاب لاضطرار ولكني ضد أي شيء دخيل وشاذ..
وبنفس الوقت إن المظهر التي تظهر به هذه الفتاه تجعل من حولها يُغالبه الظن بأنها كانت ذاهبة لحفله حينما تُكمّل موضة نزع النقاب بارتداء عباءة نصف سوداء وعلى الموضة وما أدرانا كيف تكون الموضة بهذه الأيام؟؟!!
كثيرةٌ هي الآراء ووجهات النظر في الحجاب التي تغمر الإنسان بمياه الفتنة حتى أخمص قدميه ولكن يتبقى له أن يستخدم أعظم نعمة وهبها الله له وهي العقل فيزن كُل دخيل بميزان لا يُخطئ بعيداً عن همجيات التفكير كالموضة والتي ينسبون إليها كل شيء دخيل وشاذ ومقزز أحياناً..وفي حالة أن احتجبت الرؤية والاتزان عن العقل، فلنتوقع المزيد المزيد من الاستغراب والشواذ من حولنا...وليكن العقل هو السيد...
في الأربعاء 28 سبتمبر-أيلول 2011 04:24:32 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65767