ثوّار لا أوصياء
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

تساؤل:
بداية لا أدري متى ستنتهي تساؤلاتي كما هي حياتي التي لا يعلم أمرها إلا الله وحده، وبما أن الرحلة لا تزال في بداياتها فالأسئلة كثيرة والإجابات أحيانا نعلمها ولكن نريد أن ندّعي المعرفة وأن البعض لا يعي شيء، وكقصة كم عدد سكان الصين وأذكر أسماءهم على واحد واحد قد تكون تساؤلاتي أحياناً شبيهة بهذه القصة التي تعتبر أخت من ولد أولا الدجاجة أم الديك لأن كلاهما خرج من بيضة ولا ندري هل جاءت من الدّيك أم من أبوه، واليوم يتبادر إلى ذهني سؤال هام جدا ‘‘لماذا نقول عكس ما نفعل دائماً؟؟.
حقيقة:
من أجمل ما وجدته يوماً من الأيام عبر المجموعات الثورية لشباب اليمن في الفيس بوك والفيس بوك هو المتهم الأول بل والجاني الكبير الذي اسقط المدعو حسني مبارك، ولم يكن بصعوبة أبدا، وبنفس الوقت يعتقد البعض أن هذا السلاح بإمكانه إسقاط بعض الزعماء الذين لم يعطوا شعوبهم قليلا من المعرفة المباحة ولا اقصد المواقع الاباحية فانا حديثي واضح يا مسؤلو يمن نت وشبكات الاتصال المحلية الأخرى والرقابة المعدومة، وإنما اقصد من يستخدمون النت وشبكات التواصل الاجتماعي، كان أكثر ما شدني وأعجبني شخصية وجود مجموعة تحمل إسم (ثوّار لا أوصياء) وحقيقة لم أتوقع أو لم يخطر على بالي أنها لشباب من وطني الثائر، وهذا ما زادني خيرة وتعجب وتساؤل إلى ما لانهاية، فنحن نعلم جيدا أن كل من أيد الثورة ينتظر في اليوم التالي أن يتم تعيينه ضمن النظام القادم وليس لا وإلا يعني ايش كانت شهادة الرئيس الأول؟ ما فيش ابتدائية وعلى الأقل بعض الشباب معاه إعدادية وبالنسبة للي معاهم ثانوية أو جامعيين من المفروض ما نحمّل الشعب أكثر من عقليته ونختار رئيس على قدر العقول اما المتعلمين بنخليهم سفراء، ركّزوا سفراء وليس سفرجية أو حتى مَزَفَّرين أو مسَفَّرين بطرق شرعية وغير شرعية، فقط ليتنا بحق نترك الوصاية والحديث فيما لا يخصّنا لأصحاب الاختصاص، فالدكتور البيطري لا يصح أن يكون دكتور بني آدميين إلا عندنا وفي الحزم بالذات ورحم الله أيام جبريل السوداني والبركة في الجيل الجديد من أصحاب الشهادات الصحية التي لم تتجاوز صيدلة أو ما دونها وأصبحوا يتحدثون عن الوطن وأنصار شرعية مسعد ومسعدة بل وكأنهم يريدون فرض آراءهم المحدودة على الجميع ولو بمنطق ارفع صوتك يسمعوك الجميع، ولكن لا تعتقد يا عزيزي البلطوج أنك محق، فالبلطجة الفكرية مرفوضة وكل ما هو متعلق بعالم البلطجيات زائل في أقرب وقت وأحسن نصيحة تحسّن علاقاتك على الأقل مع الجيران، واترك الحديث والهدرة لأصحاب الهدرة كما تركوا لك حرية أن تصبح دكتور ولو بالوراثة.
كثر الأوصياء بدون وصيّة:
سنقول لا مانع من اعتبار كل من يحمل حب الوطن وصياً عليه ومن حقه أن يدافع عنه بكل ما أتيح له من فكر وعلم، وليس بالطبع كل ما أوتي له من قوة وعتاد وسلاح، وإذا كان التواصي بالحق والصبر واجب من نبع ديننا الحنيف ومنهاج تشريعه، فإن الوضع يختلف بالوصاية على ثورة الشباب من قبل أطراف معينة تجعلنا كلنا كأضحوكة بين أيديهم، وما أكثر من يعتبرون أنفسهم أوصياء على الشعب جميعاً وهم بحاجة إلى قليل فقط من الإدراك العقلي لكي يتكلموا.
هل تعرفون ما هي السلمية؟
السلمية أن تعتلي دبابة وتمنع إطلاق قذيفة واحدة منها فهذه هي السلمية، وأن تحمل سلاحك وتعتبره زينة الرجال وليس حجة الحمقى في الدفاع عن الشرعية الباطلة، أن تجنّد كل قوى الشعب من أجل تحقيق طموح الغد المشرق، أن تكسر حاجز الخوف النفسي وتترك الصراخ عند بعض الصم البكم العُمْي، وتفعل بيدك ما عجز عن فعله الآخرون، ان ترد الصاع صاعين لكل من امتهن كرامتك وأباح دمك وقتل أحبابك وترك يتيما تتحدث عن السلمية وهو يدوسك بنعله أمام الخلق، السلمية أن تملك من القوة ما يكفي أن تكون لك كلمة مسموعة وفكر يستحق أن يرتقى أعلى المناصب وأن تصل إلى الغاية بابتسامة تزرعها فوق دروب الزمان وعلى أروقة المكان، السلمية لا تعني أن يموت أحبابنا برصاص الغدر وتصرخ الحالمة وامعتصماه حين تفقد أغلى أبنائها على أيدي السفاحين يعتقدون أنهم سيفرّون من العقاب الدنيوي وحساب الآخرة عند من لا يُظْلَم عنده أحد، السلمية لا تعني أن تعيش في خوف وقلق وهلع ليل نهار وأنت مضطهد مسلوب أبسط مقومات الحياة وخدماتها، وكل شيء يعج بالفوضي وأنت تتحدث عن طموح الدولية المدنية عبر الطرق السلمية التي لن تجني منها سوى المزيد من الدموع والمآسي والأحزان ولن تحقق شيئاً.
شكراً للأوصياء:
لكل من يعتبر نفسه وصياً عليَّ وأنا كمواطن على تراب هذا الوطن أعيش أقول له شكرا لك وكثّر الله خيرك وخلاص إلى هنا واصمت، يكفينا ما وصلنا إليه من الذل والمهانة والقهر والبؤس والحزن والفقر، كل ما جنيناه من ورائكم أيها الأوصياء لم يتعد كونه فشلاً آخر في حياتنا المليئة بالفشل والتي جعلتموها مليئة أيضاً بالياس وقتلتم الأمل في قلوب الكثير، فماذا تريدون بعد؟؟
والحل,,,, تِرْحَـــــــلْ:
إذا رحل الفساد عمّ الخير البلاد والعباد، وكلنا نعرف أن المفسدين كثيرون ولن نقول ارحل لكل من يحمل في تاريخه ذرة من فساد، فإنه لا يمكث في النار من كان في قلبه ذرة من إيمان، والشعب اليمني مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وبهذا فإن ملامح المستقبل تتجلى بوضوح عند من يدركون حقيقة الواقع ودلائل المرحلة التي نعايشها، ومهما تكاثرت الأوجاع واشتدت وضاقت واستحكمت حلقاتها، كلنا نحفظ جيداً ونردد "فرجت وكنت أظنها لا تفرج"، ومع هذا لا ندري إلى أين يصل بنا الحال في ظل وجود بعض العقليات التي تتحرك كالروبورتات وقطع الشطرنج في معركة تريد بعض الأطراف أن تجر الشعب اليمني كله إليها، وبما أن الجار لا يطالب حقاً ولا مستحقاً من جاره فلماذا سيتقاتلون؟ هل على كرسي بائس تكون عاقبته الرحيل أو الترحيل أو لربما وراء القضبان وحساب دنيوي لا يريده الكثير والكل يقول يا الله بحسن الخاتمة، وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم؟؟..
مرسى القلم:
تَوَكُّل السَّــلام،، عنوان ابتسامة في زمن الدموع،، إشراقة نورٍ في وقتٍ نفتقد فيه لبصيص أمل،، شكراً توكّل.
a.mo.h@hotmail.com

في الثلاثاء 11 أكتوبر-تشرين الأول 2011 04:48:34 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65900