مبارك خلف القضبان والقذافي قتلوه
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي
مبروك:
بفرحة النصر، بالأمس قتلوا من قتل شعبه، وتحدى إرادة الجميع حتى إرادة الله سبحانه وتعالى، وأكثر من أربعين عاماً وهو ينهب ثروات بلد يستطيع خلال يوم واحد من عائد النفط ـ النادر الوجود إلا فيها ـ أن يعيش الشعب في رفاهية قد تصل إلى ما لا أحد يصدقه، واكتفوا ببناء المدن والممالك والحصون المشيدة واستعباد الأمة حتى لو اضطروا لاستيراد شعب آخر يقوم بحراستهم والبركة بالفلوس، وبالأمس قتلوه، ولا رحمه الله لا حيا ولا ميتا، فاعتبروا يا أولوا الألباب.
وأبنه "مسكوه":
و"مسكوا" المعتصم وانتظروا المؤتمن والبارق والقاتل والسفاح وكل أولاد القتلة ليصبحوا قتلة أولاد قتلة، ولم يرثوا سوى المزيد من الدماء التي تلطخ أيديهم، سؤال يحز في نفسي كثيراً، هل القذافي كان مثالاً لحاكم لا نقول عادلاً أو منصفاً أو حتى يعمل لرفاهية شعبية، فقط هل كان ينتمى إلى البني آدميين؟؟
لو سمحتم ممنوع الإجابة لأي بلطجي، لان الطيور على أشكالها.
منتظرون:
الآخر حسني مبارك لا يزال يقبع خلف قضبان السجن، ويا للشماتة وياللخزي ويا للعار، تحمّلنا وصبرنا وجنينا الكثير من الذل بسبب تصرفاتكم، واليوم ها أنتم، لا أحد يقول لا خلاص ارحموه ولا أحد يقول هذا كان فلان، فقط هو مجرد قاتل، ولم نعد بحاجة إلى أن نقول ليتعظ فلان وزعطان وفلان، فقط سننتظر بطش الجبار وقوته وعدله، في كل من قتل الأطفال والنساء والعزّل من أبناء الشعب.
مقارنة:
في زيارة سريعة لمحافظة إب، وفي ظل وجود ساحة اعتصام استطاع عقلاؤها تحكيم العقل والمنطق، لا يزال هناك الكثير من البلاطجة ولكن من نوع أبو خمسين ريال ومائةريال بإسم القانون، وكل سائقي السيارات يعرفون كيف يتعامل أفراد شرطة المرور في محافظة إب والتي لا تتعدى ثلاثة شوارع وواحد منهم مقسوم ثلاث تسميات، ليصبح شرطي المرور، التابع لماتبقى من النظام البائد يقتات على أبو خمسين وأبو مية من خلاص التصرفات الحمقاء التي لا تعطيه الحق في التصرف هكذا، وكنت أعتقد أن الوسيطة ستكون هي السائدة لما عهدناه في الكثير من المحافظات من سقوط القانون منذ سقوط النظام ولكن لربما يحتاجون إلى ثورة من الفكر والتوعية بشيء عن القانون الذين لم يسمعوا عنه يوماً من الأيام.
أسبوع غياب ونقاهة:
في ظل غيابي عن مساحتي الصغيرة والتي أتمنى من الله ان تكون كبيرة في قلوبكم، لا أدري من أين ابدأ حديثي ولكن استوقفني بشدة مقتل السفاح معمر القذافي، وظهور وزير دفاعه وهو محروق في صورة تدل على سوء العاقبة، وفي ظل الأحداث التي يعيشها الوطن، وما بين مجزرة القاع وأرواح شباب الوطن الطاهرة، وبين أحلام الوطن وآمال الشعب، وبين فرحة العرب الأحرار، واستبشار الجميع بفجر الربيع العربي، لا تزال الدموع لم تفارق الجفون بعد استشهاد الطاهرة الزكية ((عزيزة)) وبعد شلال الدماء المنهمر على تراب هذا الوطن من أجل عزة أبنائه، وعلى يد سفاحين تعودوا على أن يبتدعوا الخرافات وان يقولوا أنها ليست دماء، وان الشهداء ليسوا سوى جثث من اقرب مستشفى، ولا شيء يقهرني أكثر من استهتار المدعو الجندي بأرواح الناس بتلك الطريقة الهمجية، لا سامحك الله ولا عفى عنك ولا عن بقايا نظامك الزائل (........) ولا يزال العهد في القلوب إلى يوم الدين، وان لم تطلك عدالة الدنيا، فأبشر بعدالة لا يردّها راد إلا بأمر من وضع موازينها في الكون
a.mo.h@hotmail.com


في الأحد 23 أكتوبر-تشرين الأول 2011 04:41:43 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66023