مش وقت يا أخي عيد
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

كان العيد حزيناً كئيباً ماساوياً , في كل حي نائحه , وفي كل مدينه فجيعه ,والقلوب موجعه, والنفوس متعبه
ولم تنفعنا نصائح علي الانسي
اضحك على الايام
واسبح مع الانغام
وابرد من الاوهام
وافرح بهذا العيد
 انستنا يا عيد
بعض الناس لا يعرف حاجه اسمها عيد ولا شهر جديد لان قلبه من حديد
وما اجمل تلك الكلمات التي تغنى بها على بن علي الانسي يرحمه الله قائلا"
" عدوك اضحك له وان كان عديم دله" والعديمين هذه الايام كثير"
ومن حنق قله
مش وقت يا اخي عيد " وهذه الايام كل واحد حنق من الثاني"
انستنا يا عيد
مش وقت قالت قال 
ودحس عال العال
وما يهم البال خله لبعد العيد
انستنا يا عيد
و الحكومه والمعارضه و اعلام الهدار والداويه وصحافة الغيبه والنميمه واكلة لحوم البشر ما يفهموش هذا الكلام
وما خلوناش نعيد الله لا الحقهم خير
لحمه يا دنيا لحمه:
كان الناس زمان لا يستسيغون لحمة العيد والبعض يصيبه المرض اذا اكل منها لانهم يقولوا انها " فدو" يعني فداء , الى جانب ان منظر الدماء يسد النفس اما اليوم "ما شاء الله" لم يؤثر في الناس منظر دماء الاضاحي ولا دماء البشر " "وطعم يدق الحجار"
و بلا شك ان اللحمه "حاجه حلوه " ما عاد يشوفها البعض الا كل سنه مره والبعض تركها ونسيها بالمره" وقليل هم من لا يستسيغونها مثل بنات هذه الايام , صنف منهن ياكل لحم الدجاج ولا ياكل لحم الضان والابقار وصنف ياكل لحوم الابقار والضان ولا تقارب لحوم الدجاج " يخترعين "
لكن الغريب ان هناك شريحه من الناس يحبون لحوم البشر ولا يشبعون من اكلها واللحوم الميته بالذات قال تعالى" ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم"
العيد عيد العافيه:
لا يرددها الحراف فقط وكل من جيبه عطل , ولكن يرددها كل من ذاق طعم المرض وقاسى الامه فعلم معناها وفهم مغزاها وايقن ان العيد عيد العافيه
من العايدين:
طبعا من السنه ان نهني بعضنا بالعيد ونقول " تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال" ولا باس ان نقول الى جانب ذلك ما نردده من معايدات
واجمل شيء يسمعه الرجال المتزوجون في هذه المناسبه ان تقول له " تعود عروس"
اما الشباب فااجمل ما سمعته انهم يقولون لبعضهم البعض " كل عام وانت بخير ومستقبل باهر ومره وجاهل"
والفتيات يخرجن يسلمن على كل الجيران حتى تفوز الواحده منهن بدعوه " تعودي عروسه
واجمل تهنئه تلقيتها بالعيد كانت من مجهول ولكن ما جاء فيها مفهوم معلوم
 "انه وطن بلا عيد ,, ام هو عيد بلا وطن ,,رغم كل شيء يبقى عيداً رائعاً بروعة الطيبين فيه "
هديه فريده من نوعها:
• العيد فرصة لتحسين العلاقات وتسوية النزاعات وجمع الشمل ورأب الصدع وقطع العداوات المستشرية .
ورحم الله من أعان على إعادة مياه المودة إلى مجاريها اجعل هدية العيد لهذا العام عفو وصفح وغفران " وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم "
 ما أجمل أن يكون العيد فرصة لصلة المتهاجرين والتقاء المتقاطعين .إن الرجل الكريم هو من يعفو عن الزلة ولا يحاسب على الهفوة حاله كما قال الأول :
وإن الذي بيني وبين بني أخـي *** وبين بني عمي لمختلف جـــدا
إذا نهشوا لحمي وفرت لحومهم *** وليس زعيم القوم من يحمل الحقدا
نعم ليس زعيم القوم من يحمل الحقدا ..
ليس كريماً ولا عظيماً ولا سيداً من يجمع الأحقاد , ويحمل الضغائن ويداوم على الجفاء والقطيعة .
 إنه لابد لتحسين العلاقات من نفوس كبيرة تتسع لهضم البغضاء وقضم العداوات . (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) (الشورى : 37 )
 لقد دعا الإسلام إلى احتواء النزاعات بفعل المعروف – خاصة مع الأقارب – واعتبر ذلك من أفضل البر فعن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أفضل الصدقة : الصدقة على ذي الرحم الكاشح ) رواه أحمد وغيره
فأصلحوا ذات بينكم ( ولا يصدنكم الشيطان ) فإنه قد يزين للمسلم أن هذا التنازل عن الحقوق والصفح عن الهفوات نوع ضعف وعجز ومهانة , ولئن يؤثر المسلم أن يقال فيه ذلك خير له من أن يقع في بحور القطيعة وخطيئة التدابر
 وفي الحديث (( يأتي عليكم زمان يخير فيه الرجل بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور )) (رواه أحمد 2/278)
 وفي الحديث الصحيح ( وما زاد الله عبداً بعفو إلى عزا ) و ( إذا التقى المسلمين فخيرهما الذي يبدء بالسلام )
الله اكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله ا لحمد
" مقتطفات من خطبة العيد للشيخ إبراهيم بن صالح الدحيم"
ختاماً:
كل عام وانتم بخير , وعادكم الله من السالمين وتعودوا حجاج وزوار ومعتمرين والاعزاب مزوجين والمتزوجين اوفياء ويخلف الله على المطلقين
هذه تهنئه عامه لكل من قرا المقال وتهنئه خاصه لكل الاوفياء والطيبون
لكل من وقف معي في محنتي
استاذتي القديره سميره الباهلي
الدكتور الفاضل الياس جراده
والاستاذ الكريم طارق عبدالكريم
مع تحياتي انا احلام القبيلي
مواطنه كانت تريد ان تفرح بالعيد

alkabily@hotmail.com         


في السبت 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:51:09 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66202