في ذكرى رحيل الشيخ الأحمر رحمه الله
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني

تمر علينا ذكرى رحيل الشيخ الأحمر رحمه الله واليمن تمر بمرحلة حرجة ومنعطف تاريخي ومفصلي هام وفي هذه المناسبة لا بد أن يكون لنا وقفة وفاء مع الفقيد العلم الذي كان بحق حكيم اليمن الذي لا يقطع صلة بطرف ولا يحمل حقدا على أحد..متفاعل مع قضايا أمته وفي مقدمتها قضية فلسطين التي كان له دورا إيحابي بارز فيها من خلال دعمه المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني وكذلك نشاطه الفاعل ودوره القيادي في مؤسسة القدس التي تعنى بالشؤون الفلسطينية
لقد كان الراحل الأحمر نصير العلماء وعون الدعاة... يطفئ الفتن ويحقن الدماء ويعالج القضايا ويقف مع المظلوم ويكفل الأيتام.
وبعد رحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر عرفنا قدره وأدركنا دوره الفاعل في الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي إذ كان يمثل بحق الرجل الإطفائي للحرائق التي يشعلها النظام وبعد رحيله بعد حياة حافلة بالجهود الوطنية الجليلة بدأت المشاكل تطل برؤوسها....رحمه الله..
وللشيخ الأحمر جهوده الكبيرة ودوره الفاعل في إرساء وتثبيت دعائم النظام الجمهوري ومحاربة فلول الملكية وفي كل المنعطفات والأحداث التي مرت بها بلادنا كان للشيخ الأحمر شوكة الميزان التي ترجح الكفة لصالح الوطن مشكلا ظاهرة فريدة قل أن تتكرر ورجلا جمع المجد من كل أطرافه وقل أن يجود الزمان بمثله، هو قائد فذ وراحلة نادرة من الرواحل فقد جاء في الحديث الذي رواه الشيخان.. قال صلى الله عليه وسلم (( تجدون الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة وفي رواية لا تكاد تجد فيها راحلة)).. وقد جاء في تفسيره.. أن الراحلة هي الناقة النجيبة القوية على حمل الأثقال وتحمل السفر مع جمال وحسن الهيئة، وهي نادرة بين الإبل، وهذا هو التشبيه بين عوام الناس الذين يميلون مع الريح حيث مالت وبين الناس المنتجون أهل الغايات العظيمة والتضحية والصدق، و قليل ما هم.. لا تكاد تعثر في المائة من الناس إلا على واحد منهم، يحمل صفات القائد ويحمل الهدف النبيل والغاية السامية، ويرتفع فوق الأنا القابعة في حدود المصلحة الشخصية..
ولعل من أراد التوسع أن يقرأ مذكراته وفيض بعض جهوده وأعماله ورؤاه ومواقفه من القضايا الهامة والمصيرية وقد قرأتها فأدركت مكانة الرجل رغم تواضعه وعدم روايته كل شيء في مذكراته.
لقد كان الشيخ معارضاً بشدة أن يكون صالح رئيساً وهذا من فراسة المؤمن، فقد خربها صالح وقعد على تلها كما يقول المثل المصري وقد ندم الشيخ الأحمر على سماحه بتولي عسكري للحكم ولكن بعد فوات الأوان والشيخ لا يعلم الغيب ولو كان يدري بما سيقترفه هذا العسكري من كوارث بحق البلاد والعباد بعد تمكنه لوقف بالمرصاد لتولي صالح ولن يسمح بمروره ولكن قضى الله أمراً كان مفعولا.
وقد رد صالح جميل الشيخ ومعروفه ووقوفه معه على طريقته، فغدر بأولاده ومعهم لجنة الوساطة في منزله وقصفهم بالصواريخ بخصور مشايخ اليمن وهو العيب الأسود الذي عار إثره أهدرت القبائل دمه وهو عمل جبان وعار الدهر وجريمة لا تغتفر، ثم حارب أولاد الشيخ بإمكانيات السلطة ودمر بيوتهم وممتلكاتهم وشتمهم وحاربهم بحقد أسود لكنه فشل ووقف أولاد الشيخ المغدور بهم وقفة الرجال ودافعوا عن أنفسهم وممتلكاتهم وبيوتهم وألتف الناس حولهم وكبروا في عيون أهل اليمن..
الشيخ رحمه الله خلف عشرة رجال وأحباباً وتلاميذ وأنصاراً كثيرين وهؤلاء من سيحمل ويواصل رسالته من بعده...وهذا هو عزاؤنا فيه رحمه الله..
في السبت 31 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:24:57 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66658