الكهرباء يا وزير الكهرباء !
أحلام المقالح
أحلام المقالح

أين الكهرباء للمرة الثالثة والرابعة والخامسة؟...
الكهرباء في اليمن أصبحت شبحاً أكثر من كونها طيف خراب، الكهرباء في اليمن باتت جنياً متلبساً بأسلاك كهربائية تأتي فجأة وتختفي فجأة ومهمتها فقط شد وحرق الأعصاب مع كل سيمفونية (طفي لصي)...
إحدى صديقاتي طالبة في إحدى الجامعات العربية وكلما تحدثني تسألني السؤال المكرر (كيف الكهرباء عندكم ؟) وفي كل رد أحاول تغيير صيغته لكيلا تيأس والإجابة طبعاً واحدة !
صديقتي تنوي العودة لليمن ولكن الكهرباء مانع كافِ لبقائها في الغربة وربما من الصعب عليها ايضاً أن تعود للظلام بعد أشهر من نعمة الضوء المتواصل في دولة مصر العربية وربما أكثر، كنا نتأمل خيراً في عودة الكهرباء لأسلاكها فنحن ننادي ولا حياة لمن تنادي.. الكهرباء يا وزير الكهرباء.
الكهرباء الغائبة بالضرورة أن تتصدر الأولوية بين اهتمامات الوزارة الجديدة وأقصد بالكهرباء هنا كهرباء تعز وصنعاء كونهما أكثر المدن ظلاماً، فصنعاء مغموسة بالظلام وتضج بأصوات المواطير مع الأخذ بالعلم بأن القراء لا طالوا عنب الشام ولا بلح اليمن، أما تعز فأصابتها عين فبعدما كانت تستقبل الكهرباء كزائر باتت تنتظرها على قارعة الطريق ولا تأتي إلا لسويعات وإن أتت سُرعان ما تذهب ثم تذهب وبصراحة أكثر القائم عليها حُرم من اللعب وهو طفل فعوّض حرمانه باللعب بأعصابنا فيُطفئها ساعة ويرجعها ساعة وهَلمّ جراً يا وزارة الكهرباء، والحل؟!
ينبغي اتخاذ إجراءات سريعة تنقذ اليمن من الظلام الهالك الذي نجهل عواقبه ومن ثم إلى متى ستتبعون سياسة (التصنيفة)فتارة الكهرباء بخير وتارة أخرى الكهرباء بَح والشعب وحده التالف أعصابه وأجهزة منزله..
ولم يعد غريباً أن تسمع فلاناً يتمنى أن ينام بعد أن يطفئ الضوء بيده أو أن ترى فلانة تنام في الظلام وما أن تهل الكهرباء حتى تستيقظ وتستغل حضورها في البيت لإكمال مهامها المنزلية حتى الصباح الباكر، خاصة وأن الكهرباء زائر ليلي (مُحترم) أكثر من كونها تأتي بالنهار...
ارحموا الشعب المسكين الصابر، فرغم الظلام مازال يدفع فواتير الكهرباء القاصمة للظهر وما زال يتحمّل العبث واللامبالاة في أبسط حقوقه..
اللهم أغثنا بكهرباء تُحبنا، وأنعم علينا بوزير كهرباء لا يمتلك بمنزله ماطور !!
في الأحد 08 يناير-كانون الثاني 2012 04:32:59 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66704