الإعلام..وجه الحاضر والمستقبل
أحلام المقالح
أحلام المقالح

لا شك بأن للإعلام دوراً بارزاً في كشف وتنمية ثقافة حقوق الإنسان ويتعاظم دوره إذا كانت الصورة سلبية وعندها سيُصبح لوسائل وأجهزة الإعلام مقياساً لرصد حريتها ومدى تمتعها بالمصداقية والموضوعية، فكان لا بُد من أن تتبع التغطية الإعلامية لثقافة ونشاطات حقوق الإنسان منهجية تعتمد أولاً واخيراً على منهجية الحوار والتبادل الحُر للأفكار والآراء وقبول التعددية في المواقف والاتجاهات وتشترط أن يتكامل دور وسائل الإعلام الجماهيري وقنوات الاتصال المباشر وأهمية التواصل المستمر بين الإعلاميين المهتمون بقضايا حقوق الإنسان والباحثين المهتمين بهذا المجال.
وبالضرورة توفر المصداقية لبعض المعالجات الإعلامية لقضايا حقق الإنسان بسبب الجنوح إلى المبالغة وعدم الموضوعية بحيث تكون أقرب إلى الدعاية منها إلى الإعلام.
بشكل عام وفي الوضع الراهن يمكننا الإشارة إلى جهد كبير إعلامي وتثقيفي يمني وعربي وعالمي بحقوق الإنسان وبالحريات غير أن هناك ضعفاً في آليات إنقاذ القوانين والمبادئ المتصلة بهذا الأمر..
ومن الملاحظ أيضاً أنه ليس هناك مجتمع لحد الآن بلغ حد التطبيق النزيه والعادل لكافة الحقوق التي يتضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولكن الإقرار بهذه الحقيقة الموضوعية شيء وشيء آخر التذرع بهذه الحقيقة لتبرير الانتهاكات الخطيرة التي تقع في مجتمعات أخرى...
ومن المهم أيضاً الإشارة إليه أن الحقوق الواجبة على الدولة للمواطن, مرتبطة بشكل مباشر بالواجبات المترتبة على الالتزام بها وعليه أن يؤديها بشكل متساو وبدون تمييز, من هذه الواجبات مثلاً العمل بالقوانين وواجب الدفاع عن الدولة.
ومن الواضح أن الدساتير العربية تتضمن نصوصاً تلزم الدولة باحترام الحريات وحقوق الإنسان وهو أمر مهم من حيث المبدأ وغير أن التنفيذ لا يُحترم ولا يلتزم بما تنص عليه الدساتير..
ولعل الربيع العربي والذي لم ينتهِ بعد كانت شرارته لامعة عبر الإعلام العربي، فأظهر غياب الحقوق بشكل جعل العالم يرى بعينه المجردة ما لم يره من قبل من اضطهادات وكبت لحقوق الإنسان المشروعة, وجعل أيضاً الثورات العربية تتسابق إلى انتزاع الانتصارات تحت ظل توجيه إعلامي واسع، فإذا ما شح الاتصال الإعلامي بأي فترة لأي ثورة عربية تجد أدوات الظُلم تُمعن في استخدام القوة والعنف لكبت الأصوات المطالبة بحقوقها المدنية، فتحاول الأنظمة العربية إلى حد كبير في التعتيم الإعلامي لكافة الإستغلالات والانتهاكات لحقوق الإنسان عن معرفة ويقين بأن للإعلام دوراً قوياً وسريعاً في تنمية ثقافة حقوق الإنسان بل والدفاع عنها وما نجحت الثورات العربية إلا بتعاضد وسائل الإعلام لكشف الصورة السيئة للسلوكيات ونقل الصورة الصحيحة عن طبيعة الأنظمة العربية والضرورة المُلحة لإسقاطها...
أخيراً لا بد للإعلام في اليمن أن يتحمّل مسؤولية إيضاح ملامح الواقع الحقوقي المتدهور الذي تعيشه الدولة في ظل غياب المصداقية والتعتيم الإعلامي لما يصول ويجول في الأراضي اليمنية والذي بني عائقاً ضخماً من الفساد أمام عملية النهضة والوعي الحقوقي.
في الجمعة 27 يناير-كانون الثاني 2012 01:55:25 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66852