العيسي وبس.. تعالي يا بيس
عيدروس الفقيه
عيدروس الفقيه

الأزمة التي فاحت رائحتها وبشكل مقرف ومقزز، ولنكن أكثر دقه لنصفها بالمصيبة الذي عرفها الشارع الرياضي من أقصاه إلى أقصاه أثر ذلك الخلاف الدائر بين وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم والذي نتج عنه سقوط كل الأقنعة الزائفة من أجل الاسئثار بحجم أكبر من المصالح المشروعة وغير المشروعة، وظهر ذلك العداء والكراهية جليا وواضحا بين الطرفين فانكشف المستور وبأن الحضور والغريب أن كل طرف يتهم الآخر ويكيل له سيل من الخروقات والانتهاكات وبأسلوب مغلف بالمكر والدهاء، ومما زاد الطين بله وعجن الدنيا هو قرار إيقاف الدوري للدرجة الأولى من قبل صاحب البيس وأبو الجيوب المنفوخة في تحدٍ صارخ لوزارة الشباب والرياضة وعلى رأسها الوزير نفسه ومن ثم لكل الأعراف والتقاليد الرياضية المعمول بها في أرجاء المعمورة، ومن هنا عرف الشارع الرياضي أن رياضتنا مازالت تحت وصاية مشايخ وقبائل لا يبرعون إلا في حل نزاعات وصراعات قبائل الثأر وتهجير أولياء الدم بالأثوار والكباش وكل كائن حي يمشي على أربع, وعرف الشارع أيضا أن صاحب البيس أهم وأقوى من وزير الشباب الذي لم يحرك ساكنا، وتجاهل تلك المعممة كلها وكان الأمر لا يعنيه من قريب أو بعيد، وأعطى كل اهتمامه لمنتخب الجالية اليمنية، وحزم حقائبه وسافر للشقيقة السعودية لتكريم ذلك المنتخب الذي حصل على بطولة الجالية هناك, هل هذا تصرف صحيح وفي هذا التوقيت بالذات أم أنه أراد بذلك تهدئه الأوضاع؟!.. أحد الخبثاء علق على هذا الموضوع بقوله إن وزير الشباب مازال عظمه طري وفي الوقت نفسه خائف من أبو البيس يوقف راتبه لأنه شاقي على أسرة وكوم لحم هذا من جهة، وتهربه من سداد المديونية المترتبة على وزارته والمقدرة بـ(709) ملايين ريال من جهة أخرى.
هل هذا معقول؟!, طيب إذا سلمنا جدلا بهذا، وقلنا أن الأندية تسير نشاطها الكروي من سنوات بمخصصات مالية يسيرة والباقي جرى وشحت من تلك الشركة أو ذلك التاجر إلى أن يستلموا باقي المخصص المالي المعروف لكل موسم عام على حدة من صاحب البيس، ومن جيبه الخاص كما يدعي ليعود لمطالبة الوزارة بما صرفه، وهنا نسأل ما محل دوري الدرجة الأولى وإيقافه من الأعراب؟, أما كان الأجدر بصاحب البيس إذا كان يتمتع بنباهة وحصافة، وعدم استخدام ورقة الدوري العام للضغط على الوزارة والتي تهتم بدوري الجاليات في هذه الأيام أما دورينا فمفقود مفقود مفقود حتى شعار آخر، وإذا أتينا لمناقشة ذلك القرار المجحف من صاحب البيس، وذكر أسبابه و من المستفيد من هذا التوقف لدخلنا في متاهة ليس لها أول ولا آخر.
أحد الزملاء عزى ذلك التوقف من وجهة نظره لسببين الأول هو دخول المديونية التي على الوزارة لخانة المليار، وبالتالي من المستحيل سدادها لاستكثارهم المبلغ, والثاني خوف صاحب البيس على شركاته من الانهيار والإفلاس نظرا لعدم توفر السيولة اللازمة للجوء إليها مستقبلا لذر الرماد في عيون كل من يريد العمل بضمير وحس وطني صادق للارتقاء بكرتنا ودورينا اليمني إلى الأفضل, وبعد ذلك النعيق الذي أقلق الناس يبدوا أن الطرفين قد توصلوا - والله أعلم - إلى اتفاق يقضي بسداد المديونية على دفعات لاتحاد أبي البيس بحضور لجنة مكلفة من وزير الشباب والرياضة مكونة من عبدالله بيهان وحميد شيباني الأمين العام لاتحاد كرة القدم وفؤاد قاسم المتحدث الإعلامي لوزير الشباب والرياضة، وقد خرجوا بعدة نقاط من أهمها رعاية شركة الاتصالات اليمنية للدوري العام، ورفع سقف المستحقات المالية للأندية إضافة إلى إحالة موضوع المدرب الأجنبي لرئاسة مجلس الوزراء للنظر في مستحقاته ليتم الشروع باستقدام مدرب للمنتخب الأول للإشراف عليه ولم شتاته للاستعداد للاستحقاقات القادمة.
في الأخير يسألني واحد منكم طيب ليش كل هذا اللف والدوران والتمثيل والزفة والطبال والمناكفات أوجعتم لنا رؤوسنا وفي النهاية كله تمام و ما فيش حاجة والوضع سيكون إن شاء الله أحسن.
يا سادة الموضوع وما فيه أن الطرفين تجمعهم وتفرقهم مصالح إلا من رحم ربي فهم مغيبون تماما وخارجون عن نطاق خدمة المجتمع بقرار تعسفي من مرؤوسهم المستفيدين من بقاء الحال على ما هو عليه.. ويا ما في الجراب يا حاوي!.
في الإثنين 23 إبريل-نيسان 2012 03:42:34 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=67917