حكومة الوفاق..والبوصلة المفقودة!!
نجيب أحمد المظفر
نجيب أحمد المظفر

لا ندري أي ذنب اقترفه المواطن اليمني المسكين والمغلوب على أمره حتى يسلط الله عليه من يقهره، فبالأمس كان الذي سٌلط على هذا الشعب فأذله وقهره علي صالح ونظامه، أما اليوم فالقهر يبدو شديد المرارة، كون الشعب يتجرعه على أيدي من كنا بالأمس نعتبرهم ملائكة رحمة قبل أن نعلم أنهم ما كانوا إلا في صورة ملائكة، صدعوا رؤوسنا وسوقوا لنا الوهم حينما قدموا لنا أنفسهم على أنهم يملكون البرامج الكفيلة بإخراج اليمن من وضعها المأساوي المعاش إلى فضاءات رحبة من التطور والتقدم والازدهار الكفيلة بإعادة الكرامة للمواطن اليمني من خلال الارتقاء بمستواه المعيشي، لكن ما إن وصلت هذه القوى إلى مواقع المسؤولية وصناعة القرار إلا ووجدنا أنها لا تملك مشروعاً ولا تحمل رؤية ولا يهمها وطناً بقد ما تهمها مصالحها الحزبية الضيقة والمحصورة على فئة معينة داخل هذه الأحزاب، نعم وجدنا هذه القوى تتنكر بشكل سافر للمطالب التي لأجلها خرج الثوار في مختلف الساحات ولأجلها سالت دماؤهم في الشوارع والحارات، مع العلم أن البوصلة الحقيقية التي كان يجب أن تسير عليها حكومة الوفاق الوطني هي المطالب الثورية التي هي مطلب كل مواطن على أرجاء هذه الأرض اليمنية وليست مطالب الأحزاب التي بدت مفلسة سواء كانت في المعارضة أو السلطة، والمطالب الثورية هي الحرية والكرامة والعدل والمساواة التي وجدناها جميعاً غير متوفرة وغير متحققة وإن في حدودها الدنيا، وهو ما يعني بصدق أن المعارضة التي صارت اليوم في مواقع صناعة القرار لا تجيد سوى التنظير فقط، أما أن تحول التنظير إلى واقع عملي فهذا ما تفتقر إليه وما تحتاجه بحق، وإلا فما الجديد الذي أتت به الحكومة الوفاقية؟ هل الموازنة الخيالية التي لم يشهد لها اليمن في تأريخه مثيل؟ أم الزيادة في أسعار المشتقات النفطية والتي من خلالها انكشفت سوءات اللقاء المشترك الذي كان بالأمس يدين بل ويقف ضد كل جرعة سعريه ليظهر لنا اليوم مشرعنا لهذه الجرع التي يتحججون بالمصلحة الوطنية التي باتت تقتضيها حسب زعمهم، أم الكهرباء التي إن قالوا بأنها جديدهم فقد صدقوا لكن يظل السؤال المحير هل أصبحت كل الوزارات تعمل من أجل أن لا تنطفئ الكهرباء، لأننا وجدنا وزارات لم يلمس الناس منها جديد بل طال الناس منها أسوأ مما كان يطالهم من قبل، إذا كانت الوزارات جمعيها تعمل لأجل أن لا تنطفئ الكهرباء فمعنى هذا أن عقلية النظام السابق هي التي تدار بها البلاد، فقد كان النظام السابق يسخر كل أجهزة الدولة لإنجاح عمل بعينه ولو تسبب ذلك في تعطيل كل تلك الدوائر والأجهزة الحكومية عن عملها الحقيقي، لا ندري حقيقة أي ألغاز هذه التي جاءتنا بها حكومة الوفاق والتي أعجزتنا عن حلها، فمثلاً انخفاض الدولار في حد ذاته ليس لغزا محيرا ولكن حينما لا يصبحه انخفاضا للأسعار فهنا يكمن اللغز، الذي إن بحثنا عن حله فلن نجد له إلا افتراضين فقط أحدهما أن الحكومة لا تملك قرارها وأن وزراءها عبارة عن ديكور وفاق، أما الافتراض الآخر فيكمن في أن المشترك ضالع في المتاجرة بأقوات الناس، لأنه ما دامت الأمور على ما هي عليه وأسوأ فمعنى هذا أن عناصر الفساد موجودة ومشتركة، ولن تصلح البلاد ويفك هذا اللغز إلا بتطهير البلاد من فلول النظام السابق ومعهم المشترك، كم أنت مسكين أيها اليمني تعشمت خيرا في حكومة وما علمت أنها ستكون وبالاً ونقمة عليك، فلا أمنتك من خوف ولا أطعمتك من جوع ولا صانت لك كرامة، لا أدري إلى متى ستظل منكوباً مكدوداً منهوباً مجوعاً خائفاً، أما آن الأوان لتصحو وتقول لحكومتك إما أنجزت وإلا اعتزلت؟.
nagebmodafr@yahoo.com
 
في الخميس 05 يوليو-تموز 2012 02:55:19 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=68704