ليلة القدر2
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

ليلة القدر ليلة عظيمة، أنزل فيها القرآن الكريم, وفيها تتنزل الملائكة إلى الأرض ومعهم جبريل الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم والملائكة لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة.
يا خير ضيوف تشرفت بهم الأرض, يا خير من زارنا وأشرف من نزل عندنا، فلنحسن استقبال ضيوف الرحمن، فلا يروا منا إلا خيراً, والمؤمنون ما بين راكع وساجد وذاكر وقارئ للقرآن.
 يقول الدكتور/ محمد المجالي: إن الله تعالى أكرم هذه الأمة بليلة القدر، ويقال إنها مِنّة من الله تعالى باعتبار أن الأمم السابقة كانت تعمّر بمعنى أن أعمارها كانت طويلة، فأبدل الله عز وجل هذه الأمة عوضاً عن ذلك بهذه الليلة (ليلة القدر) التي هي خير من ألف شهر والألف شهر تعادل 83 سنة ونيف، إذ قال الله عز وجل: "خير من ألف شهر"، ولم يقل كألف شهر والمعنى أن عبادة الله والتقرب إليه في هذه الليلة بالطاعات تعدل ألف شهر وزيادة.
 أما عن أهمية نزول الملائكة إلى الأرض وسلامهم على المؤمنين يقول الدكتور عبد الرحمن ابداح: إن مما لا شك فيه أن (تنزل الملائكة) في هذه الليلة يملأ الأرض بركات وأنواراً، يصل فضلها وخيرها إلى كل من يعرض نفسه لها، موضحاً أن بيئة الملائكة المفضلة هي أماكن التسبيح والصلاة والدعاء والاستغفار وإصلاح ذات البين وصلة الأرحام وبر الوالدين ودعوة الناس إلى الله تعالى وقراءة القرآن الكريم.
وأشار إلى أن أهم أحوال ليلة القدر أن بها يقود جبريل عليه السلام مواكب الملائكة التي أمرها الله عز وجل بالنزول إلى الأرض من السماوات العلا بشكل كثيف ومميز عن نزولهم في أي يوم آخر.
وبين أن ليلة القدر هي ليلة (سلام) وأن المقصود بذلك هو أن الملائكة تسلم على المؤمنين والمؤمنات، ويستمر السلام حتى مطلع الفجر، مشيراً إلى أن لهذا السلام فوائده وبركاته، إذ سلمت الملائكة على سيدنا إبراهيم عليه السلام ذات مرة لقوله تعالى (إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام)، فكان من بركات هذا السلام أن نجاه الله تعالى من النار، فكيف بمن تسلم عليه الملائكة من المؤمنين طيلة هذه الليلة.
 الخصام أخفى ليلة القدر:
وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا عن ليلة القدر، فتلاحى ( أي تخاصم وتنازع ) رجلان من المسلمين، فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة".
 وفي هذا الحديث دليل على شؤم الخصام والتنازع، وبخاصة في الدِّين وأنه سبب في رفع الخير وخفائه .
فكيف بالله عليكم نرجو الخير والأجر والثواب و الشعب كله متخاصم، والخصام أصبح السمة السائدة في البيت والشارع والمسجد والمكتب، خصام سياسي وخصام قبلي وخصام ثقافي وخصام ديني؟!.
نسأل الله أن يصلح ذات بيننا وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يبلغنا ليلة القدر ويجعلنا فيها من الفائزين، واللهم انك عفو كريم تحب العفو فأعفوا عنا.
في الخميس 16 أغسطس-آب 2012 04:33:13 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=69068