في تعز.. أعداء للحياة والألوان!!
أحلام المقالح
أحلام المقالح

 تعز.. المدينة الحالمة يوماً بعد يوم تخطو خطوات إيجابية بالرغم من أعداء الحياة المتربصين بالمدينة وبأبنائها المثابرين وآخر ما بدر منهم هي عملية تشويه الرسومات للفنان الرائع هاشم علي رحمة الله عليه، التي أفنى الشباب المبدعون جُل وقتهم لتجسيدها على جدار مبنى المواصلات في وقتٍ مضى، لتبدو الجداريات أكثر روعة وتبرز مدى حضور الأمل في المدينة من جديد وما كان منهم إلا أن صبوا حقدهم الدفين على تلك الرسومات سواداً، فلطخوا الرسومات والحياة بالحبر الأسود والكلمات التافهة والغير منطقية، ظناً منهم بأنها ستوقف سريان همم الشباب أو ستقتل طموحاتهم أو حتى ستمنعهم من مواصلة العمل لتحسين المدينة والارتقاء بها إلى المستوى المنشود ألا خابت مساعيهم وظنونهم.
تفاجأ الجميع بهذا السلوك المُقزز والذي يعكس مدى وجود بعض النفوس الضعيفة والتي مهمتها في الحياة هي فقط محاولة عرقلة الجهود النيرة لبث الحياة في المدينة، خصوصاً بعد خطوها بعض الخطوات الجيدة في الآونة الأخيرة، وتعكس أيضاً الحاجة لاتخاذ اللازم لوقف مثل هذه التصرفات الغبية والنابعة من حقد مسكون شراً, وإلا ماذا يعني أن تُستَهدف رسومات جميلة بشوارع تكاد تكتظ بالمناظر الغير حضارية وكأنهم يستكثرون على هذه المدينة أن تتنفس الجمال والنظافة قليلاً ألا قُبحّت محاولاتهم.
شعور مؤلم ذاك الذي يعترينا حينما نرى بأم أعيننا بذوراً للشر تحصد ثمر جهود طيبة تحت أي مبرر سخيف أو عرقي ينم عن الجهل بالمدنية ونظرة دونية للدين والحياة، نحن بحاجة للتفكر ملياً في ماهية حقيقة الحياة والتي تكنزها الألوان والطبيعة ومواطن الجمال، وقبل هذا وذاك في الشعور بالمشاركة الاجتماعية والوطنية في إعادة إعمار الحياة في المدينة بالجمال، وبث روح التفاؤل في كل شبر فيها وللأسف هذا ما يفتقر إليه أولئك من تعود إليهم محاولاتهم الفاشلة في إحباط اليد الفاعلة في المجتمع بالخسران وإن نجحوا في تشويه تلك الجداريات، فلن ينجحوا في كسر روح مازالت ترى النور على مقرب من نافذة أمل.
فيا أيها الحاقدون على المدينة، الجمال، الحياة.. كفوا عن الغباء!.
///////
في الخميس 06 سبتمبر-أيلول 2012 02:36:34 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=69245