اتحاد توم وجيري!!
عيدروس الفقيه
عيدروس الفقيه

ساعة إعلان الاتحاد العام لكرة القدم عن تعاقده مع المدرب البلجيكي توم سانتفيت وبصرف النظر عن سيرته الذاتية وحذقه التدريبي خلصنا من وجع الرأس الذي شغلنا بها الاتحاد طوال المدة السابقة في البحث عن مدير فني لقيادة المنتخب الأول الذي تنتظره استحقاقات قادمة لعل أبرزها وأقربها بطولة غرب آسيا والمزمع إقامتها في ديسمبر القادم بالكويت وتليها بطولة كأس الخليج العربي في نسختها الحادي والعشرين في مملكة البحرين في يناير 2013م، ولكن للأسف الشديد يبدو أن أوجاع الرأس وروماتيزم العظام هذه المرة ستصيبنا بمقتل وتعود لتسكن عقولنا بعد تلك التصريحات الخرافية الذي تفوه بها المدرب البلجيكي في أول حديث إعلامي له وبالتحديد في لقاء أجراه معه الأستاذ / محمد العولقي رئيس تحرير صحيفة "الرياضة"، حيث قال المدرب الذي يبدو إنه يحلم باللعب بخطة مورينيو وفكر الداهية جيريتس، وإنه سيحدث مفاجأة من العيار الثقيل، وسوف يقوم بتحديث منتخب أبو نقطة وبالذات في خليجي 21 مما أصاب الشارع الرياضي بذهول وتحول ذلك التفاؤل بوجود مدرب أجنبي للمنتخب لشيء من الخوف والقلق على سمعة رياضتنا الكروية التي صارت في السنوات القليلة الماضية من يوم تولى الحاكم بأمرها لهرم اتحاد اللعبة لا سمعه لها وما زاد الطين بله هو وقوع منتخبنا الوطني في بطولة خليجي 31 بالمجموعة الثانية - المجموعة الحديدية – إلى جانب السعودية و العراق والكويت وإذا أي مصير ينتظر الكرة اليمنية و أية مصيبة لا قدر الله ستصيبنا.
بعد هذا الكلام لا أعرف من أين أبدى ولكني سأنقل لكم نبض الشارع الرياضي من خلال بعض التعليقات على ما جاء على لسان المدرب الهمام توم.. حيث كانت لنا عدة لقاءت مع شخصيات رياضية من محافظة تعز لمعرفة انطباعهم وردود أفعالهم تجاه تلك التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
في البداية كان اللقاء مع المهندس عبد الناصر الأكحلي مدير مكتب الشباب و الرياضة بمحافظة تعز وكان رده كالآتي: كل الحديث الذي تحدث به المدرب البلجيكي توم جميل ورائع، وهذا ما يقوله المدربين في كل مكان عند بداية تسلمهم لمهمة التدريب للاتحادات الوطنية لكننا نتمنى أن نلمسه على أرض الواقع فالوقت والفرصة متاحة أمامه لتحقيق ما عجز عنه أقرانه من المدربين وأن غدا لناظره لقريب.
ثم التقينا بالكابتن عارف راوح المدير الفني لقطاع الفئات العمرية بنادي الصقر الرياضي الثقافي حيث قال: "قبل كل شيء قيادة المنتخب في بلادنا يعتبر كالبقرة الحلوب التي تدار على صاحبها ذهباً وليس لبناً فقط ولا أستبعد أن ينجح هذا المدرب ولكن من باب الصدفة ليس إلا, بالوقت نفسه أود أن أوضح بأن المدرب الذي يطلق مثل هذه التصريحات المثيرة للجدل كالذي يبيع السمك في الماء، ومن ثم كيف يحكم على قدرة منتخبنا من الناحية الفنية حيث لا يوجد دوري قائم ولم يختر بعد القائمة الأساسية للمنتخب، ولم يقم لهم أي معسكرات أو مباريات ودية يستطيع بها الشارع الرياضي من نقاد وغيرهم الحكم والتقييم لتصريحاته المبالغ فيها، وتمنى الكابتن عارف راوح من الاتحاد العام لكرة القدم باستقدام خبراء فنيين لوضع الخطط والإستراتيجيات الفعالة لإخراج الكرة اليمنية من هذا النفق المظلم.. مختتما حديثه بالتوفيق والنجاح للمدرب البلجيكي في مهمته القادمة حبا في النجاح الذي غاب عنا منذ مدة طويلة.
من جانبه أكد الأستاذ فؤاد فاضل مسئول الإعلام والعلاقات بنادي الطليعة الرياضي الثقافي بأن تصريحات المدرب البلجيكي توم لا يتناسب مع سيرته الذاتية الضعيفة، وكذلك قبوله تولى تدريب المنتخب الوطني بدون شرط جزائي يؤكد أن المدرب لن يخسر شيء وقد يرحل في أي وقت و حديثه مجرد فقاعات صابونية، وأضاف أن التعاقد مع البلجيكي توم يعني استمرار للفشل والعشوائية التي تدار بها الكرة اليمنية فالمدرب بعيدا عن الواقعية, اختتم حديثه أتمنى له التوفيق لكن تصريحاته عكس كل التمنيات والاستقرار التدريبي في المنتخب منعدمة تماما، وهذا ما يوصلنا لنتائج غير محمودة.
فيما تحدث الكابتن خالد عتيق لاعب نادي الصقر السابق ومؤسس جمعية اللاعبين القدماء بالمحافظة، حيث أوضح أن هذا الكلام ضحك على الذقون، لأنه إذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل!!.. فلا يود مدرب في العالم يلعب بخطة ومنهجية وفكر مدرب آخر والذي يحكم العملية التدريبية لفريق هي الخامات الموجودة بداخله، فالخامات هي التي تحدد الأسلوب والطريقة والتكتيك وإستراتيجية الأداء.. وأضاف أن تلك التصريحات المجنونة تدل على عدم وجود فنيين في الاتحاد العام لكرة القدم تستطيع أن ترد على تصريحات مدرب يستغبي الاتحاد نفسه وعمياء تخضب مجنونة!! والله يستر.
وكذلك تحدث الأخ خالد العبسي أحد المتابعين الشغوفين لرياضتنا المتخلفة حسب وصفه، حيث لم يذكر المدرب البلجيكي ولم يعر تصريحاته أي اهتمام يذكر.. أبدى غضبه وانزعاجه من الاتحاد العام لكرة القدم وفي مقدمتهم رئيسه الشيخ و أمينه العام الدكتور، وقال: "إذا تخلصنا من المحسوبية ووضعنا الرجل المناسب في المنصب المناسب وقدمنا مصلحة الوطن على المصالح الضيقة والولاءات الفارغة لكانت الدنيا بخير والنتائج جيدة بل وممتازة على الأصعدة كافة، فما بالكم بالرياضة وبالتحديد كرة القدم التي مازالت في نظر الكثيرين مضيعه للوقت ومفسدة للعقل".. مبرئا بذلك المدرب من أية زلة أو خلل باعتبار أنه لم يشرف على المنتخب بعد وهذا الكلام سابق لأوانه ولكل حادثا حديث.
في الأخير أتمنى أن يكون الخواجة توم مع صواب ويقفز بكرتنا عاليا بعيدا عن الصومال وارتيريا وجزر القمر ليس حبا فيه ولا بتاريخه الذي يتفوق على المدرب الكرواتي السابق ستريشكو، ولكن حبا بفانلة منتخبنا الوطني التي بدئت بالتحول من اللون الأحمر للون البرتقالي "لون الخجل" بفعل الانتكاسات والكبوات المتلاحقة لسمعة الرياضة اليمنية وآخرها انتكاسة كأس العرب.
إذا على الجمهور الرياضي الاستعداد لمشاهدة حلقات جديدة ومشوقة، وهذا وعد مني لمغامرات المدرب توم والحاكم بأمره جيري والذين باعتقادي - والله أعلم - يساهمون بتشيع جنازة رياضتنا وسمعتنا الكروية لمثواها الأخير ولنتقبل التعازي من الآن بصدر رحب وبقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدرة، أما إذا كذبنا الكذبة وصدقناها وسايرتنا الأقدار بورقة الحظ في المحطات القادمة والاستحقاقات المقبلة ومن ثم وقع المحظور وأنتهك المستور فاعلموا أنه ما بني على باطل فهو باطل اللهم أني بلغت اللهم فاشهد.

في الإثنين 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 01:52:54 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=69848