لكل مقامٍ مقال
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

يحكى أن زوجين أحمقين قال الزوج لزوجته سأذهب لاشتري عسلاً , ودعته زوجته وفي أحد الأزقة وجد جثة رجل مرمية على الأرض ,فأخرج جنبيته وادخلها في الجرح ليقيس عمقه , وبينما هو كذلك قبض عليه الناس وعلقوه على المشنقة وقبل أن يسحب الكرسي من تحته حضرت زوجته والحبل ملفوف على رقبته, فلم تكترث للمنظر وأشارت له بإصبعها أين العسل؟
والإعلام العربي لا يعي أبدا أن لكل مقام مقال ,فمهما كانت الأمة تنزف وتذبح إلا أنهم يعدون لمسابقات أفضل فنان وشاعر المليون.. و يعتذرون عن تأخر السهرة إلى ما بعد النشرة.
 حسن الختام أحسن:
 دعوت إحدى الأخوات لعمل محاضرة عندي في البيت وبدأت الأخت الفاضلة تلقي درسها الدعوي وكان عن حرمة المعاكسات والحب و العلاقات المحرمة بين البنين والبنات مع أن أغلبية الحاضرات كن من العجائز اللتي يسألن الله حسن الختام, فكان الموضوع في وادٍ والحاضرات في وادٍ أخر، وكان الأولى أن تلقي على مسامعهن درساً عن حسن الختام والاستعداد ليوم الرحيل. فلكل مقام مقال.
ولا بد أن تحدث الناس على قدر عقولهم ,فان لم تفعل فحتما سيكون حديثك فتنة لهم يعني لا تشرح لعجوز في السبعين كيف يتكون المطر و كيف ينزل والتبخر و اصطدام السحب الموجبة و السالبة لأنها حتماً لن تفهمك ولن تصدقك وستتهمك بالكفر ولا يجوز أن تذهب إلى حفلة عرس وتقرأ عليهم قوله تعالى " الطلاق مرتان" وذات مرة طلبنا من إحدى الأخوات أن تدعو ونحن نؤمن على دعائها وكنا في جلسة فرائحية فإذا بها تدعو قائلة " اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر , اللهم ارحمنا إذا يبس منا اللسان وشخصت العينان" وكان الأولى أن تدعو " أن يجمع الله تعالى بيننا على الخير في الدنيا والآخرة ويؤلف بين قلوبنا ويجعل أيامنا سعيدة بالطاعات فلكل مقام مقال.
 أرجوكِش توقفي:
تأتيني يوم عرس أختي لتأخذني من بين معازيمي وتنفرد بي في زاوية لتحكي لي قصة حياتها ومأساة زواجها تزورني في مرضي, فتزيد عليً المرض بحديثها المتواصل الذي لا يقطعه حتى انقطاع الكهرباء عن أمور تافهة لا تودي ولا تجيب.
 استثناء:
لكل مقام مقال.. إلا في حالة واحدة, إذا وجدت أن المشاركة في موضوع ما سيؤجج الصراع ويثير الجدال, فما عليك إلا أن تخوض في حديث غيره ولذلك أهرب عن الحديث في بعض الأمور خوفاً من الدخول في معارك كلامية لا طائل منها , وأحاول تلطيف الجو بالحديث عن أمور أخرى قد يرى البعض أنها غير مناسبة.


في الثلاثاء 11 ديسمبر-كانون الأول 2012 03:20:38 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=70223