ثمرة الإمام البناء
فكرية شحرة
فكرية شحرة

في وقت ضاعت فيه ملامح الأمة وسقطت الخلافة رمز الوحدة الإسلامية وتشظى العرب بحثاً عن هوية بعد أن عجزوا عن أن يجدوا موضع قدم بين الأمم ذات السلطة والعنجهية. في ذلك الوقت كان معلماً للخط في مدرسه بسيطة قد بدأ يخط بدعوته ومبادئه ملامح وجه الأمة الإسلامية المعاصرة..
ذلك المعلم هو حسن البناء المجدد لشعلة الدين التي خبت في قلوب الناس والعود الحميد لمبادئ غفلها من غفل في جاهلية القرن العشرين.. لقد تغلغل في مجتمع مصر البسيط وساح في قراه ومدنه وامتزج بأهله البسطاء كما يتمازج السكر والماء, فجعل لمصر حلاوة تهفو النفوس إليها .
لم يكن حسن البناء برجل الدعوة العادي بل إن الله هيأه ووضع فيه صفات مكنته من نفض المجتمع المصري من سباته وغربلته حتى كون جيلاً مميزاً هم رجال الجماعة الذين كانوا كتباً مفتوحة لفكر الجماعة ومشاعل نور تضيء حلكة ظلام البعد عن الدين والارتماء في أحضان غرب انفتح عليه مجتمع مصر انفتاحاً أنساه هويته الإسلامية..
حسن البناء كان إذا تحدث أنصت له وجمع القلوب من صدور أصحابها وربطها بالعروة الوثقى.. دعا إلى الله في الملاهي والمقاهي وأوصل لرجل الشارع البسيط معنى الدين والدنيا معاً بكلمات قليلة مختصرة في بلاغة تبسيطية تنساب من القلب إلى القلب لتختزل مجلدات ومحاورات طويلة
ومن معاني اسمه النبيل كان حُسن البناء للجماعة شجرة أصلها ثابت وفرعها شامخ في السماء لم تؤثر فيها السجون ولا التعذيب والقتل ولا النفي القسري, فالسجن خلوته شع منها ظلال القران والقتل شهادة واصطفاء والنفي سياحة وانتشار لفكر الجماعة حتى وسعت العالم كله ولا يوجد بلد إلا ونبراس الإخوان يشع في جوانبه.. هذه الجماعة التي ما أنهكها توالي المصاعب في طريقها والقمع والنيل من أعضائها بالقتل والتعذيب والنفي بتوالي الأنطمة الفاسدة ولا اندثرت بمرور السنين الطوال قاربت القرن من الزمان, الجماعة التي نازلت اليهود بقيادة حسن البناء في حرب وجهاً لوجه وهزمتهم ولولا خيانة حكام العرب لكان الأمر مختلفاً
والآن والجماعة في أوج قوتها ومصداقيتها لك أيها الإمام أن تفخر وأن تدرك أن تلك الدماء الطاهرة التي سالت حتى آخر قطرة من جسدك الشريف هي التي سقت نبت دعوتك العظيمة وأن الأمة كلها كائنة تحت ظلال كلمة طيبة لدعوة الإسلام حتى آخر الزمان وان جماعتك خرجت من دياجير السجون وظلمتها إلى سدة الحكم وتولي زمام الأمة وقيادتها..
إنها المبادئ العظيمة للدين العظيم التي تحيا فلا تموت برحيل الأشخاص وإلا لكانت رحلت برحيل محمد صلى الله عليه وسلم.. وهنا تكمن عظمة هذه الجماعة وقوتها النابعة من مصدرها مع العقلية المنفتحة والواعية لمتطلبات كل عصر وزمان بمرونة لا يملكها أي دين أو أية قوانين وضعية بشرية, بالإضافة إلى رجال قد صدقوا الله ما عاهدوه وحملوا على أكتافهم عبء الأمة بأسرها.
 
في الثلاثاء 18 ديسمبر-كانون الأول 2012 05:09:23 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=70283