المواطن.. الزعيم الخرفة
إبراهيم مجاهد
إبراهيم مجاهد

يا سلام.. الزعيم علي عبدالله صالح أصبح أو تحول إلى مواطن عادي، هكذا قالت قناته التي تُمول من خزينة وزارة الدفاع بـ"100" مليون شهرياً، ومعززة بحماية كبيرة من لواء الصواريخ التابع للحرس على أساس أنها واحدة من منشآت الزعيم المواطن، حلوة هذه "الزعيم المواطن"..
التقرير الذي بثته قناة "اليمن اليوم" عن جولة صالح الزعيم وصالح المواطن وحوله شلة المطبلين والحماية من الحرس الخاص.. قالت فيه بكل وقاحة وتهكم: إن الزعيم أصبح مواطناً، وتبث الصورة وحوله الحرس والخدم والحشم، وكيف تحول مواطناً؟! لا ندري كيف ذلك؟، ما نعرفه أن المواطن اليمني العادي حين يفكر في أخذ جولة في الأسواق يكون وحيداً أو برفقته شخصان من زملائه مش كتيبة من الحرس وكتيبة من المطبلين هذا المواطن العادي مش "السوبر بلس"
المهم في التقرير أيضاً أن القناة زادت من وقاحتها وذهبت للقول بأن هناك الكثير من المنجزات التي عملها الزعيم خلال 33 سنة من الحكم "الاستبدادي التخلفي القمعي" طبعاً ما بين الحاصرتين ليس في تقرير القناة، وقالت إن من أبرز المنجزات التي حققها المواطن الزعيم، أنه نقل اليمن من التخلف إلى التقدم، والاندماج بالعصر".. أمام هكذا دجل وكذب وتزييف وتسويق رخيص لشخص مثل صالح ارتبط اسمه وعهده بكل شيء سيء وقذر ومتخلف ودمار، لا نستطيع إلا أن نقول، رحمك الله أيها الشهيد الرئيس الخالد في وجدان كل اليمنيين إبراهيم الحمدي..
علي عبدالله صالح نقلنا كما تقول قناته من التخلف إلى التقدم، وفي عهده ارتفعت نسبة الجهل والأمية إلى أكثر من 70% وفي عهد هذا الزعيم المواطن "الملوي" أصبحت نسبة البطالة تقترب من 65%، وفي عهده أيضاً أصبحنا أفقر دولة في الشرق الأوسط، ولدينا أكثر من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر، وأكثر من خمسة ملايين طفل تهددهم المجاعة إثر سوء التغذية والفقر.
القناة صدقت في تقريرها بجملة واحدة حين قالت إن جولة "الزعيم المواطن" واحدة من معالم التغيير السياسي، وكذبت حين قالت الإيجابي، فأي إيجابي في ثورة وعملية تغيير لم تزج برئيس قُتل في عهده آلاف المواطنين برصاص الجيش والأمن بأوامره وعلمه في السجن، فعلاً إنه واحد من معالم التغيير في سنن الكون.. قاتل يتجول بالخدم والحشم والحراسة من حوله، معلم أيضاً أن يتجول صالح الفاسد الذي بفضل إدارته للبلد بعقلية زعيم عصابة، أصبحت اليمن أفقر دولة في الشرق الأوسط، ووزع كل مصادر تمويل البلاد هبات لشراء الولاءات في الداخل والخارج.
كم هي قبيحة تلك القناة التي تقول إن المواطنين اشتكوا "للمواطن الزعيم" انقطاع المياه والكهرباء والخدمات، وهي تعرف أن ثلثي أمانة العاصمة لا يوجد فيها شبكة مياه ولا تصريف صحي وأن معظم مناطق اليمن لم يصل إليها بعد التيار الكهربائي ولازالت تعيش بوسائل مواصلات القرون الوسطى، بفضل هذا الزعيم الذي لا أرى في جولته أنا شخصياً إلا "شخص خرفة" لم يدرك بعد حجم الجُرم الذي ارتكبه بحق هذا الشعب خلال 33 عاماً، أوصله إلى تحت خط الفقر ويعاني من الجهل والمرض أكثر مما عانى منه الشعب في عهد الإمام يحيى ـ رحمه الله ـ إذا قارنا بين الإمكانيات التي كانت متوفرة في عهد الزعيم والإمام..
 
في الخميس 20 ديسمبر-كانون الأول 2012 03:55:25 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=70321