الحرب السرية بين واشنطن وطهران في اليمن
عبد السلام محمد
عبد السلام محمد

رفع وتيرة هجمات الطائرات بدون طيار استهداف لجماعة عنف واحدة من ضمن أربع جماعات سيتم الاستفادة منها في مخطط إسقاط الدولة الذي كشف مؤخراً ودفع بالرئيس هادي للقيام بجولة خارجية في رمضان.
وفيما تمول السعودية برامج مكافحة الإرهاب العسكرية بالذات ضد تنظيم القاعدة الإقليمي، قدمت الإمارات أموال تقدر بعشر موازنة الجمهورية اليمنية إلى الرئيس السابق لضمان هزيمة تيار الإخوان المسلمين في انتخابات 2014 البرلمانية كامتداد لإنجاح انتكاستهم في مصر.
يبدو أن صالح قام باستغلال هذه الأموال مبكراً من خلال التنسيق لإسقاط الرئيس هادي عسكرياً قبل أن يكون شعبياً, لان هادي أضر بصالح من خلال تجرئه على اتخاذ إجراءات أدت إلى حل الحرس الجمهوري، والسيطرة على جهاز الأمن القومي، وهما كانا بمثابة الضامن لإنجاح التوريث قبل 2011م.
بعد ضمان المال الخليجي بحجة القضاء على الإخوان، سعى صالح للتواصل مع إيران لضمان دعم سياسي من خلال إظهار أن الفرصة مواتية لسيطرة للحوثيين، ودفعهم للدخول في معارك مع أحد رجالاته سابقاً في المناطق الوسطى.
إذن المشهد أمامنا كالتالي:
- محاولات توسع الحوثيين عسكرياً في المناطق الوسطى والجنوبية كرسالة أن الشمال أصبح في قبضتهم.
- تحركات لجماعات ارتبطت بمصالح غير مشروعة مع النظام السابق لإيقاف التنمية من خلال استهداف خطوط الطاقة ، ودعمها تمرد عسكري بحجة مطالب حقوقية.
- تحركات تيارات انفصالية مسلحة لاستهداف الجيش وفرض سيطرة على بعض المحافظات.
- تحركات لتنظيم القاعدة للسيطرة على حضرموت وعمل اختلالات أمنية.
- واشنطن اندفعت للقيام بإجراءاتها في اليمن من خلال استغلال التحرك الجديد للقاعدة، ولا يهمها بقية المشهد الأمني.
- الحوثيون دخلوا في مواجهات في صعدة مع القبائل بحجة رفضهم تسليم الزكاة.
هناك احتمالان وراء مغامرة الحوثيين: الأول غرور الاستبداد والسيطرة على صعدة.. والثاني: ضمان عاصمة خالية من الخصوم استباقاً للاستقلال, وهذا يفترض حصوله بالتدريج وفي أوقات رخاء وليس أوقات حروب على جبهات متعددة.
إذن تحركات الحوثيين العسكرية بالتأكيد ستضعف من إنجاح استراتيجيتهم التوسعية، كما تضعف طائرات بدون طيار تحركات القاعدة في السيطرة.
في الجنوب هناك تداخل كبير بين تحركات القاعدة العسكرية وبعض المكونات الجنوبية المسلحة وهو أمر سيؤدي في النهاية إلى عجز إعلان سيطرة كاملة على محافظات من قبل هذه الجماعة.. الجماعة المسلحة الوحيدة التي تتحرك بحرية وتمثل خطراً على نظام هادي هي تلك المرتبطة بنظام صالح السابق والمتغلغلة في أجهزة الدولة المدنية والمخابراتية والعسكرية.
واشنطن على ما يبدو في صف هادي وطهران ربما ستدعم صالح والخليج مولوا الجميع... إذن هل نشهد حرباً سرية بين أمريكا وإيران على الأراضي اليمنية, خاصة بعد ذهاب الأوضاع في سوريا ومصر إلى أبعد مما يتصور المعسكران؟.

في الثلاثاء 13 أغسطس-آب 2013 06:09:35 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=72685