كنت إرهابية ثم اهتديت
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

منذ سنوات عدة و أنا أميل للجماعات الإسلامية حتى وإنْ كانت إرهابية أو إجرامية وأتابع أخبارها وأُشاهد التسجيلات التي توزعها..

 و كم هو رائع نشيد" فتنت روحي يا شهيد" و أنا استمع إليه في جوف الليل وكلما عرض التلفاز انفجاراً في باكستان أو أفغانستان أو أي بقعة من بقاع الأرض كبرت وهللت "الله اكبر الله اكبر جاء الحق وزهق الباطل".

هكذا كنت لا أفهم ولا أعي ولا أحب ولا أناصر إلا ثقافة الموت والشهادة والاستشهاد.

وطوال الوقت و أنا اشعر بالظلم والقهر واذا لم اجد عدواً اكرهه اخترع عدواً من عندي" و أمريكا وإسرائيل والمرجفون و المنافقون والعملاء والخونة" وهذا سيدخل الجنة وذاك من أهل النار.

هكذا لم اكن اعرف ثقافة الحب والتعايش و البناء والتعمير حتى هداني الله تعالى ووعيت أن الإسلام دين حياة وليس دين موت "والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده".

إن الإسلام: حب و إخاء و رحمة وسلام و عمل و من الصعب أن نعيش في سبيل الله تعالى ومن اجل دينه ومن السهل جداً أن نموت في سبيل الله.

فالمجاهد الحقيقي هو الذي ينتصر على نفسه و المنتصر هو الذي ينتصر على شهواته.

و من المضحك أن تجد الكثير ممن كانوا على شاكلتي يؤمنون بالفكر الجهادي لا يحافظون على الصلوات ويعقون الآباء والأمهات وأخلاقهم مع أقربائهم" شمات الشمات" و وجدتهم لا يقتلون إلا النساء والأطفال والأبرياء والعزل ولا يستهدفون إلا الآمنين.. لم يحرروا أرضاً ولم يصونوا عرضاً ولم يستعيدوا مجداً ويدعون انهم مجاهدون في سبيل الله.

الإسلام يقدس الحياة ويأمرنا باستعمار الأرض لا بتدميرها

و في ديننا الإسلامي" من قتل نفساً بغير نفس كأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".

 
و اشهد لله تعالى أن الكثير من العلماء والمشائخ والدعاة يتحملون وزر اعتقاد الشباب بمثل هذه الثقافات الإرهابية الإجرامية و نشر الأفكار السوداوية تحت شعار الجهاد في سبيل الله و بدلا من دعوة غير المسلمين للإسلام اكتفوا بالدعاء عليهم "اللهم اهلكهم وذرياتهم". وبدلا من أن يعلمونا كيف نعيش في سبيل الله لا هم لهم إلا كيف يعلمونا الموت في سبيل الله. وبدلا من دعوة الناس إلى مجاهدة انفسهم يدعونهم إلى جهاد الكفرة والفجرة. وهذه هي النتيجة: أشلاء و دماء وجثث وقتل وذبح حتى اصبحنا عاراً على الأمم.. هم يبنون ونحن نهدم.. هم يصنعون ونحن نستهلك

هم يتحدون ونحن نتفرق.. هم ينشرون السلام ونحن نتقاتل.

و الفالح من صاح الموت لأمريكا وصاح الجهاد الجهاد, قاتلوا الكفرة الفجرة واااه لريح الجنة

والله انهم بالنسبة لنا ملائكة, لانهم اذا قاتلونا أو قتلونا فباعتبارنا أعدائهم؛ أما نحن فنقتل بعضنا بعضاً.. و الحمد لله اني اهتديت..

في الثلاثاء 17 ديسمبر-كانون الأول 2013 07:31:41 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74018