العلاقات الإنسانية..إلى الهاوية
أحلام المقالح
أحلام المقالح

ليست السياسة وحدها من تقود علاقتنا الإنسانية إلى الهاوية؛ السياسة التي تقودها المطامع الحزبية.. بل الطمع والجشع بشكل رئيسي، ولا بد من اقتلاعها لنخرج بإنسانيتنا وبلادنا إلى بر الأمان..

مبدئيا لو ندقق النظر في علاقتنا الأسرية سنجد أغلبها هزلت وخارت قواها وربما انقطعت بسبب الطمع والجشع، والنفس البشرية حينما تتعود على أكل الحرام وسلب الآخرين حقوقهم لن تجلب سوى الهلاك والخوف من سوء الخاتمة ولو تربت في جيوبها المال الوفير، وفي المقابل هناك إنسان يوشك على الانقراض، هناك رَحم سوف تشتكي إلى السماء انقطاعها بسبب حب المال والوقوع في دائرة ظلم أولي القربى، أقول هذا وأنا أشعر تماما بمعنى أن يسلبك قريبك حقوقك تحت وطأة الغش والتدليس، يحلف الأيمان المغلظة بأنه على حق (قانونيا) وهو يعلم أن ما يقوم به ما هو إلا استمرار لمسلسل الغش والنصب وما أكثر النصابين..

 ما أوجعها حينما تأتيك من البعيد وأكثرها وجع حينما يقدمها لك أحد أقربائك والبعض من مناصرين الغش ومحبي المال على طبق من سخرية، حينها لا يسعك سوى أن ترفع يدك للمغيث ناصر المظلومين في السماء لتحمده أن جعلك مظلوما لا ظالما.. لك الحمد يا الله أن وهبتنا من لدنك رحمة وعصمتنا من المال الحرام وظُلم الآخرين ..

 

أما السياسة فشأنها أشد وطأة حينما تسمع وترى وتقرأ لمن يسمون أنفسهم (نخبة) تلك اللهجة الرنانة والتي تدعو لبث الحقد والكراهية الطبقية والحزبية بين أبناء الشعب الواحد بحجة أن لهم مطامع ولنا مطامع وافترقت المطامع!

الشعب وحده من يدفع الثمن فيفقد إنسانيته متشبثا بطائفته وحزبه، فيفخر كونه مسلماً في حين أنه لا يحمل من الإسلام إلا الاسم وشعائره الذي قرأها في منهج المدارس أما عن تلك الشعائر العظيمة والتي تصون لدينه الرفعة والعزة فلن تجدها بتاتا بسبب ضياع الإنسانية فيها.. التسامح مثلا والتعايش السلمي بين أبناء الأرض الواحدة قد تماهت وربما اندثرت بسبب ما نسميه (حزبية) !

متى سينخرط مثقفونا إلى الصف الواحد الذي يلم شتات الأفئدة قبل العقول، أم أن الوطنية باتت سلعة تُشترى وتباع ويُقايض عليها!

 
قليلاً من الإنسانية لو تفضلتم.. الإنسانية حينما تموت؛ تختفي ملامح الحياة الجميلة وتبدو نواجذ الشر، وهذا ما أشعر به أمام ظلم البشر للنفس البشرية!

في الجمعة 10 يناير-كانون الثاني 2014 10:06:53 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74266