الضالع..تستحق الحياة!!
محمد علي محسن
محمد علي محسن

ما من حلٍ سحري سيأتيكم من صنعاء أو بيروت والقاهرة ولندن ! فما لم يكن هذا الحل نابعاً من رغبة وإرادة وتضحية الناس أنفسهم في مدينة الضالع؛ فإن المشكلة ستظل عالقة مفتوحة ما بقي أصحابها غير مكترثين أو آبهين بنهاية لمعانتهم .

نعم فكلما بدأت مظاهر الحياة عائدة إلى مدينة سكنها الموت واستحلّها الرعب والإهمال ؛ عادت أصوات القذائف والمدافع والبنادق ثانيةً وثالثةً وخامسة قاتلة لخفقها الحالم العائد للحياة مرة أخرى.

 القائد ضبعان كان حملاً وديعاً قبل أن يخرج من معسكره فصار وحشاً كاسرا يفتك ويفترس ويبطش ويفزع . كيف ولماذا ؟ لا إجابة بمقدورها إشباع فضولك كناقل لمعلومة صحافية متجردة من إنحيازها لطرف بعينه.

الطائشون والحمقى والجهلة لا يُرجى منهم فعل ما هو حكيم ومدروس وواقعي .النتيجة بالطبع كارثية ومأساوية؛ فبدلاً من أن إخراج المعسكر وترسانته من مدينة الضالع صار مطلبنا؛ الآن إعادة القوات المنتشرة في الطرقات والهضاب والأحياء والقرى إلى ثكناتها في المعسكر !

 أليس هذا إنجازاً لقوى المقاومة المسلحة التي مازال البعض يريد استمرارها طمعاً فب شهرة أو مكسب ، ودونما اكتراث لاتفاق تهدئة يجب الالتزام به لا النكث مثلما حصل مساء الأربعاء وسيحصل في أيام قابلة في حال بقى الصمت مُطبقا وبقت المحافظة تعاني من وطأة وهَنٍ إداري مخيف يصاحبه فراغ أمني رهيب.

اللواء علي ناصر لخشع ولجنته الرئاسية عملا ما بوسعهما؛ كي تتوقف لغة العنف وتسود - بدلاً منها- لغة السلم، لكن إيقاف الرصاص واطلاق المعتقلين والأسرى وإزالة مظاهر العسكرة من الطرقات والقرى والتباب والشروع في حصر الأضرار البشرية والمادية الناتجة عن الأحداث المؤسفة وتعويض كامل لضحاياها فضلاً عن نقل اللواء واستبداله بآخر على المدى القريب لا يبدو مرحباً بها من فئة محسوبة على طرفي النزاع .

فئة من الخلق لا تستطيع الكينونة سوى في بؤر الفوضى والسلاح ، فمثلما يقال "مصائب قوم عند قوم فوائد " ونحن كذلك حين تكون مصيبتنا في أناس لا قيمة لهم أو وزن في الظروف العادية؛ لذا لا استغرب إذا ما رفضوا وقاوموا أية محاولة لتطبيع الأوضاع وإعادتها إلى سابق عهدها ، فكل فعل يؤدي للتهدئة وإحلال السكينة سيواجه من هؤلاء بشراسة باعتباره فعلاً مقوضاً لهم ولوجودهم ومصالحهم .

لا أعلم حقيقة كيف سنطلب من الآخرين أن يتعاطفوا ويعالجوا مشكلتنا المتفاقمة فيما نحن لم نشفق أو نرحم ذواتنا وأطفالنا وشيوخنا ونسائنا ؟ وكيف سيرثي هؤلاء لحال مدينتنا المنهكة المثخنة وجعاً وكلماً وقلقا وتعليما وأمنا وتنمية ووظيفة وإدارة وتجارة وخدمات وحياة إذا ما كنا نحن أهلها وسكانها نمسي ونصبح ونعيش فيها دونما بذل وتضحية أو حتى شفقة ورحمة منا إزاء حالها الفاطر لمن في كيانه ثمة إحساس وحياة ؟؟

في الأحد 23 مارس - آذار 2014 10:58:18 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75058