يا فتى..الكلاشنكوف يُدمر لا يُعمر
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

أنا مواطن وجزء من هذا الشعب الذي تقول إنك تعبر عنه يا عبد الملك الحوثي أم أن للشعب لديك مواصفات أخرى ومن يعارضك ليس جزءاً من الشعب بل تعتبره عميلاً متخاذلاً مأجوراً كوضعي الذي يخالفك الرأي والفكر..

أنا أطمح بحياة أفضل وراتب معيشي يكفيني وأسرتي وبالضرورة رفع الدعم أثقل كاهلي والحكومة لا تلبي طموحاتي ومخرجات الحوار أملي الوحيد للانتقال للغد المشرق لكني انزعج عندما أجد المشهد يتكرر ويعود بذاكرتي لعهد الصراع والاقتتال وأجد أننا لم نتجاوز الماضي لازلنا نراوح في دواماته وما نشاهده من تقاطر القبائل إلى ساحات الاعتصام وهم يردون الزوامل ويحملون أسلحتهم الكلاشنكوف و"الار بي جي" منظر مخيف ومزعج لا يعبر عن طموحاتي وآمالي, الصورة الذهنية المرسومة لوطني اليمن؛ وطن الحب والسلام وطن التقدم والازدهار وطن خالي من السلاح والمسلحين ومليشيات الرعب والعنف والدمار..

 أيها الفتى الواهم لمن تتسلح وتهدد من وتتوعد من؟! فكيف بالله أن يكون مثل هذه التجمعات تعبر عن جماهير انتفضت ضد التخلف والصراعات والمليشيات والارتهان للسلاح والعنف جماهير تبحث عن دولة مدنية دولة العدل والحرية والمساواة دولة نعيش ونتعايش فيها معا بكل أطيافنا الفكرية والعقائدية والمذهبية.

يا فتى: المستقبل و البناء لا يحتاج عنف, والسلاح هو أداة من أدوات الدمار والخراب والقتل لا علاقة له بالبناء.. هل ممكن أن تزرع الأرض بالكلاشنكوف أو تبني الوطن بـ"الار بي جي" طبعاً لا وألف لا.

من منا ينكر أن البلد غارق في وحل الفساد وان الفاسدين لازالوا يعبثون بحياتنا وإلا لما قمنا بثورة نصحح بها أوضاعنا التي لم تتيح أنت وخصومك للقائمين فرصة في السير لهد أوكار الفساد وبناء قلاع للتنمية والازدهار والنمو, بل سيطرتم على المشهد وتنقلونه من صراع إلى آخر ومن حرب إلى أخرى بحجة الدواعش والروافض..

ما هي إنجازاتك؟:غير كم قتلت وكم أسرت وأعدمت وهدمت وحطمت ودمرت.. معك إنجازات تذكر غير تلك حدثني عنها حتى أحسن الظن خيراً فيك؟.

لا تقول لي انك تدافع عن حقوقي وأنت ترعبني وتخيفني بترسانة أسلحتك, أصارحك القول أنت تنتهز معاناتي وآلامي لغرض في نفسك المريضة أو لأسيادك الممونين عبر الأساطيل.

انتبه تعتبرني داعشي هنا سيلومك الكثير ففكري منشور في معظم الصحف ورؤاي معروفة للكثيرين وهذا هو الوهم الذي سيدمرك ويدمر الوطن فاعتبر كلامي من مواطن بسيط يعاني لكنه مستعد أن يضحي ويتحمل آلامه ومعاناته ليخرج الوطن من أزماته من مواطن ينظر للمستقبل وحاضره محطة تنقله للغد المنشود من مواطن يستوعب التحديات ويتفهم التداعيات ويعرف أن البناء مسئولية جماعية تتطلب توحيد الصفوف وتكاتف الجهود وان المتربصين كثر والرافضين لتجاوز الماضي أكثر واللصوص والفاسدين يعيقون الانتقال ويزرعون المعوقات والألغام في طريق الانتقال ثم يتشفون بالعجز والإخفاق وهناك من يخدمهم مثلك في خلق المزيد من التشتت وتمزيق الجهود وانتهازية الحقوق والصراع الذي يخدم الماضي ونراهم اليوم بين صفوفك ويساندوك ويصطفون معك, هل سالت نفسك لماذا يرفعون الأعلام مساندة لك؟.

وأنا وأمثالي كنا كثيرين أم قليلين حسب ما تراه مناظيرك مع الأخ الرئيس الذي توافقنا عليه وأنت واحد منا لدعمه ومساندته في تنفيذ مخرجات الحوار وأولها نزع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كل المليشيات بما فيهم مليشياتك ومحاربيك لنبني دولتنا المدنية الاتحادية الحرة الأبية الغير خاضعة لقوى العنف والاستبداد والتخلف والجهل نقف معه بالعمل لا بالشعارات الرنانة والسفسطائية بالالتزام للنظام والقانون واحترام الدولة وهيبتها وتقويتها لا إضعافها ومحاربتها ونهبها وتكبيلها ثم نطالبها ببسط سيطرتها على كل بقاع الأرض اليمنية.

اليوم رئيسنا الموقر المشير عبد ربه منصور هادي رئيسي ورئيسك جمع كل القوى السياسية ليكون القرار بالإجماع الوطني وكنت اطمح أن تكون واحداً منهم تشارك في العملية السياسية لا خصم لهم واتفقوا جميعا على مصفوفات تخرج الوطن من أزمته وكانت بصراحة تلبي قناعات الجميع ونتمنى أن تكون أنت واحداً ممن تلبي قناعاتهم تلك الإجراءات وفق ما هوا متاح ولتكن شريكا فاعلا في البناء والانتقال للغد المشرق ومحاربة الفساد والفاسدين وتصحيح أوضاع البلاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والغريب أنني لم أراك يوما في حفل أو لقاء أو إجماع وطني مشاركاً بل نسمعك تخطب وتحرض وتهدد و تتوعد عبر قناتك الفضائية وهذا عليه علامات استفهام.

 أما أن كنت قد استحليت الخطب والتحريض والزعامة وترفض كل المقترحات؛ هنا تكون قد برهنت عن نواياك المبيتة مسبقاً ولن نسمح لك أو لغيرك جر البلد إلى حرب شاملة مدمرة كحروبك في عمران ودماج والجوف التي أطلالها لازالت شاهدة عن جرائمك..

 فاعلم أن الشعب بكل أطيافه ومكوناته وأفكاره, طموح لبناء الوطن لا لهدمه وتدميره ولن يسمح بذلك ويظل الوهم وهماً والحق حقاً والباطل باطلاً وعليك أن تتجاوز الوهم وتعرف الحق من الباطل.

في الجمعة 05 سبتمبر-أيلول 2014 06:27:09 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=76867